مع تزايد حدة التوتر فى الأجواء السياسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران والتي وصلت إلى ذروتها عندما أسقطت طهران طائرة أميريكية دون طيار قرب مضيق هرمز وتهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرد بقسوة على هذه الحماقات الايرانية، تزداد الأجواء الإلكترونية سخونة أكثر وأكثر بين قراصنة الدولتين فى المعركة التى لا تقل أهمية عن المعارك الميدانية. نقلت شبكة "إي بي سي" الأميريكية ، عن شركتي "فايرآي" و"كراودسترايك" العاملتين في مجال الأمن الإلكتروني، قولهما إن قراصنة بعثو رسائل بريد إلكتروني مقرصنة إلى أهداف حيوية أميريكية، فيما لم يتضح بعد ما إذا كان المتسللون نجحوا في مسعاهم باستخراج معلومات من المصادر المستهدفة، أو تعطيل عملها. وتأتي تلك التقارير بعد إعلان وسائل إعلام أميريكية أن واشنطن هى الاخرى شنت هذا الأسبوع هجمات إلكترونية، استهدفت أنظمة كمبيوتر إيرانية تستخدم لإطلاق الصواريخ، وشبكة تجسس إيرانية، وهو ما دفع قراصنة يعتقد أنهم يعملون نيابة عن طهران، يقوموا بهجمات إلكترونية على مواقع أمريكية منها الوكالات الحكومية الأميريكية وكذلك قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك النفط والغاز. وفي السياق ذاته، نشر موقع "كراودسترايك" صورا لرسائل بريد إلكتروني مقرصنة، وفقا ل"أسوشيتد برس"، ويبدو أن إحداها صدر من المكتب التنفيذي للرئيس الإيراني، في إطار محاولات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد أهداف أميريكية. وقالت وكالة الأمن القومي الأميريكية في بيان سابق، إنه "كانت هناك مشاكل خطيرة مع الإجراءات الإلكترونية الإيرانية الضارة في الماضي. في هذه الأوقات التي تزداد فيها التوترات، من المناسب للجميع أن يكونوا متنبهين للعدوان الإيراني في الفضاء الإلكتروني وأن يتأكدوا من وجود دفاعات مناسبة". ولطالما كان قطاعا النفط والغاز في الولاياتالمتحدة هدفا للقراصنة الإيرانيين، لكن تلك الجهود تراجعت بشكل ملحوظ بعد توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، إلا أن مساعي الهجمات تجددت بعد انسحاب ترامب من الاتفاق في مايو 2018، وفقا لخبراء الإنترنت. وتمتلك الولاياتالمتحدةوإيران تاريخا من الهجمات الإلكترونية المتبادلة على مدار العقد الماضي. ففي عام 2010، عطل فيروس تشغيل الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، التي ألقت باللوم على الولاياتالمتحدة وإسرائيل، واتهمتهما بمحاولة تقويض برنامجها النووي من خلال عمليات سرية. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن قراصنة إيرانيين نفذوا هجمات سيبرانية على أهداف أميركية في منطقة الخليج عام 2012، أسفرت عن فقدان الآلاف من أجهزة الكمبيوتر لبياناتها.