رغم ظهور براءة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016، فإن التوتر الشديد في واشنطن لم ينته بسبب تلك القضية، ولا يزال هناك انقساما في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فمن المرجح أن يستمر النقاش محتدما حول ما حدث. وأعلن وزير العدل الأمريكي بيل بار، أن تقرير المحقق الخاص روبرت مولر، أكد أن الرئيس ترامب وحملته الانتخابية لم يتعاونوا مع الروس، ما دفع الرئيس إلى إعلان ابتهاجه حتى قبل أن يطّلع الرأي العام والكونجرس على التقرير. وقال ترامب في تغريدة له على موقع "تويتر": "لا تواطؤ.. لا عرقلة.. اللعبة انتهت"، مستلهماً أسلوب مسلسل "جايم أوف ثرونز"، مضيفا: "أنا في أحسن حال اليوم". وجاء ذلك بينما كان يأمل المعارضون اليساريون أن يوجه مولر التهم إلى ترمب بارتكاب جرائم، أو يوفر أدلة تشكل أساسا لعزل الرئيس، ولكن نتيجة التقرير حتى الآن تميل إلى كفة ترامب. وقال وزير العدل بيل بار: "أصبحنا نعلم الآن أن العملاء الروس، الذين نفذوا هذه المخططات لم يحصلوا على أي تعاون من الرئيس ترامب أو حملته الانتخابية". ومن جانبها قالت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، "إن النسخة التي نشرت من تقرير مولر تقدم صورة مقلقة لرئيس نسج شبكة من الخداع والأكاذيب والتصرفات غير السليمة وتحرك كما لو أن القانون لا يُطبق عليه". وأضافت بيلوسي، أنه من الضروري وضع بقية التقرير والوثائق الملحقة به في تصرف الكونجرس، وأن يدلي المدعي الخاص مولر، بإفادته أمام المجلسين في أقرب وقت ممكن. إلا أن الملخص الأولي لتقرير مولر لم يجب عن السؤال عما إذا كان ترامب حاول عرقلة التحقيق، وهو السبب الذي جعل واشنطن تنتظر نشر التقرير على أحر من الجمر. ويطالب معارضي ترامب الديمقراطيين في الكونجرس بمراجعة ملخص التقرير، للتأكد مما إذا كانت المرات العشر لعمليات عرقلة محتملة يمكن أن تشكل أساساً للتحقيق مع الرئيس بهدف عزله. ودعت السيناتور إليزابيث وورن، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، إلى بدء إجراءات عزل ترامب، وذلك غداة نشر نتائج تحقيق مولر. وقالت وورن، "إن تقرير مولر يعرض وقائع تكشف أن حكومة أجنبية معادية هاجمت انتخاباتنا في 2016 لمساعدة دونالد ترامب، وترامب رحب بهذه المساعدة". وتابعت: "أن ترامب عرقل بعد انتخابه التحقيق حول هذا الهجوم". وكشف استطلاع حديث للرأي تراجع عدد الأمريكيين المؤيدين للرئيس دونالد ترامب، بنسبة 3%، إلى أدنى مستوى في العام الجاري، بعد نشر نتائج تقرير مولر. ويعتبر ذلك الاستطلاع، الذي أجرته "رويترز-إبسوس"، أول مسح على مستوى البلاد لقياس ردود فعل الأمريكيين بعدما نشرت وزارة العدل الأمريكية تقرير مولر المؤلف من 448 صفحة. وبين الاستطلاع أن 37% من البالغين الأمريكيين يؤيدون أداء ترامب مقارنة بنحو 40% في استطلاع مشابه أُجري يوم 15 أبريل الجاري ، وذلك في أدنى نسبة تأييد للرئيس خلال 2019. واستحوذت تلك القضية وما إذا كان الرئيس سعى إلى عرقلة التحقيق، على المشهد السياسي في واشنطن خلال العامين الماضيين, بجانب تعيين مولر، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) السابق، للتحقيق في الجهود الروسيّة للتدخل في انتخابات الرئاسة 2016، بهدف ترجيح كفة ترامب فيها.