لم تنجح محاولات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في اقناع الشعب الجزائري بقبول ترشحه لفترة رئاسية جديدة، حيث خرجت حشود كبيرة في احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة اندلعت في وقت متأخر يوم الأحد في العاصمة ومدن أخرى. وتجمع مئات المتظاهرين وأغلبهم من الشباب في وسط الجزائر حيث أغلقت شرطة مكافحة الشغب بعض الطرق. وبدت الاحتجاجات في معظمها سلمية. ووفقا لشهود ولقطات أذاعها تلفزيون محلي، خرج آلاف من المحتجين في مدن أخرى بأنحاء البلاد منها وهران وباتنة وسكيكدة والبليدة والبويرة. وتظاهر نحو 6000 شخص بوسط باريس حيث يعيش كثير من الجزائريين. وكان مدير الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أكد بالأمس أن الأخير سيخوض الانتهابات المقررة في أبريل المقبل ، وأنه تعهد بإحراء انتهابات مبكرة ، بينما قال تليفزيون النهار أن تلك الانتخابات ستجرى خلال عام. ومن المرجح أن ينظر إلى التصريحات على أنها محاولة لاسترضاء أولئك الذين خرجوا إلى الشوارع خلال اليومين الماضيين للاحتجاج على اعتزام الرئيس 82 عاما البقاء في السلطة وأيضا السماح له بترك السلطة بشروطه. ويقول محللون إن الحركة الاحتجاجية تفتقر لقيادة وتنظيم في بلد ما زال يهيمن عليه المحاربون القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن فرنسا في الفترة من عام 1954 حتى عام 1962. ودعت المعارضة الجزائرية، التي تعاني عادة من الضعف والانقسام، إضافة إلى جماعات المجتمع المدني لمزيد من الاحتجاجات إذا ترشح بوتفليقة. لكن موجة الاحتجاجات الجديدة اتسمت بالسلمية باستثناء يوم الجمعة عندما أسفرت اشتباكات مع الشرطة عن إصابة 183 شخصا.