"هذا الشاب الأسود الذى استطاع حكم أمريكا .. كان له العديد من المغامرات النسائية التى ربما لم يسمع عنها أحد من قبل" .. كان هذا مجمل كتاب "النجم الصاعد .. صناعة باراك أوباما" للكاتب ديفيد جارو , الذى تناول حياة الرئيس السبق لأمريكا , وكيف لعبت العلاقات العاطية دورا هاما فى تكوينه العقلى والفكرى حتى وصوله إلى البيت الأبيض. ويقول "جارو" فى كتابه إن أوباما في شبابه كان شخص محدد وفضولي ،في حين تتعارض أدواره كرجل وكأمريكي أفريقي ،الأمر الذي حدد كثيرا من علاقاته وحياته الرومانسية قبل ميشيل أوباما، وقد عرضت مجلة نيويورك بوست هذا الجزء الذي يتناول علاقاته الجنسية في الكتاب. ويكشف الكاتب أنه في آواخر الثمانينيات من القرن العشرين،قام باراك أوباما بتكوين علاقة مع فتاة نصف هولندية ونصف يابانية تدعى شيلا جاجر لمدة سنتين ،وخلال هذه الفترة ظهر لأصدقائه كم هو شخص عاطفي، وكيف أن عاطفته يمكن أن تتحكم فيه بشكل كبير. وأوضح الكاتب أن أوباما التقى أيضا بألكس ماكنار في كلية أوكسيدنتال، حيث كان يكتب في هذه الفترة قصائد لمجلة أدبية ،ثم انتقل إلى نيويورك، وبدأ في التعارف هناك في يونيو عام 1982 ،وأصبحا قريبين جدا ،وساعدته الفتاة في إيجاد شقة في شارع 94 بالطريق الرئيسي الأول، وكان هناك القليل من الأثاث ، ويتذكر أوباما وفقا للكاتب أنه كان عندما يفتح الثلاجة لا يجد شيئا تقريبا. ثم عاد أوباما إلى أوكسيدنتال في سبتمبر من نفس العام، وعلى الرغم من الابتعاد إلا أن علاقاتهما تطورت في الغالب من خلال رسائل تكشف الكثير عن حالة أوباما الذهنية في ذلك الوقت ،حيث كان لديه طموحات أدبية ،ومراسلاته كانت في كثير من الأحيان منمقة ومطولة. ويرى الكاتب أنه بناء على رسائله إلى ماكنار، كان أوباما في مرحلة استكشاف، والتفكير في طبيعة العلاقة بين الجنسين ،واستكشاف ذكورته. وفي رسالة أخرى بعد أن أثنى على ماكنار ،اعترف بأن مشاعره مختلطة ،ولديه مشاعر بعدم اليقين ،والخوف. وكانت القضايا العنصرية تسيطر أيضا على عقل أوباما أيضا، حيث قال إن هناك أسبابا تجعل الرجل الغربي قادرا على اخضاع النساء ،وهناك سباقات مظلمة بينهما،وأن هذه الأيدولوجية تدعمها قوة حقيقية. وتساءلت "ماكنار" عما إذا كان التعبير عن مثل هذه الآراء يمثل بالنسبة له علاقة أقرب من أن تكون ببنهما علاقة حميمة ، وقالت فيما بعد إنه على ما يبدو غير قادر على أن يقيم علاقة تستمر. وجاءت بداية النهاية بين الاثنين فيما يبدو بعد غضب أوباما من شيء ما كتبته ماكنار في إحدى رسائلها. بعد فترة وجيزة، التقى أوباما جينفييف كوك خلال إحدى الحفلات، وكانت حينها طالبة دراسات عليا تبلغ من العمر 25 عاما، وكانت مثله تعاني من الشعور بالغربة والعزلة،حيث قضت جزء من طفولتها في إندونيسيا. وفي الأسبوع التالي للقائهما استقبل أوباما كوك في شقته،حيث أعدت له العشاء ، وقضيا الليلة سويا، وكتبت عن مشاعرها أن هذا الأمر كان حتميا جدا بالنسبة لها،وكتبت في مذكراتها أن أوباما قدم لها نوعا من التحفيز الفكري لم تحصل عليه منذ أن تركت الكلية وخلال الشهر التالي استمرت العلاقة بينهما بنفس التفاصيل الحميمة،وكتبت كوك له في تلك الفترة قصيدتين اعترفت خلالهما بحبها له, وكان الاثنان يخرجان سويا بصحبة الأصدقاء،وفي بعض الأحيان كانا يتناولان الكوكايين. وأوضح الكاتب أن أوباما كان يقوم بذلك رغبة منه في أن يكون أكثر اجتماعية، وليس رغبة منه في تناول المخدرات. وقال "جارو" إن أوباما كان غامضا جدا فيما يتعلق بممارسة هذه الأنشطة ،وذكرت "كوك" أن أوباما كان في بعض الأحيان يبادر بالذهاب لهذه الأماكن، وكان يطلب منها أن تأتي على الفور، مع العلم أن دائما واحدا منهما كان يطلب مغادرة المكان قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. ووفقا لكوك فإن أوباما كان يستدعي محبتها ،لكنه في بعض الأحيان كان يميل للعزلة،وتحدثت عن رسم دائرة حول عطائه في الحب، مشيرة إلى أنه وفقا لاعتقادها يحارب لإظهار مشاعره للآخرين، إلا أن مشاعره تجاهها أكثر وضوحا. وقالت إن هذه المشاعر كانت تعني بالنسبة لها أكثر بكثير من الشهوة،وظلت ليال تكتب كيف تجل الحب مع أوباما حارا ومتدفقا وناعما وعميقا مما فتح المجال لمزيد من الاسترخاء والمحبة. ومع كل هذا الحب وفقا للكاتب كان أوباما بعيد المنال عن "كوك"، التي أشارت إلى إحساسها فيما بعد بالبرود من ناحيته، لسبب قد يكون عنصريا ،حيث كانت هي بيضاء ،بينما أوباما يصارع في البلاد لأسباب عرقية. وكتبت "كوك" عن تبديد متعمد للعلاقة بينهما من جانب أوباما، معتقدة أنها ترفض ما تمثله في عقل أوباما والذي لا يمثلها بالفعل، مشيرة إلى أنه ربما سيكون أكثر راحة مع امرأة سوداء. وأشارت إلى أنها ترفض أيضا تناقض أوباما حول أدوار الجنسين، وذكرت أنهما في ذات مرة ذهبا للتمتع بجو الصيف في "بروسبيكت بارك"، وتحدا بعضهما في سباق للجري وفازت "كوك"، بينما كان أوباما غاضبا لذلك وفي غاية الذهول. وأشارت كوك إلى أن أوباما لم يصدق ما حدث بالفعل، وظل يشعر بعدم الاستقرار قليلا خلال هذه العطلة،لأن فكرة هزيمته من امرأة لم تكن مريحة له. وبحلول مايو 1985تدهورت العلاقات بينهما، وقرب نهاية علاقتهما، كتبت كوك قصيدة عن أوباما تضمنت خطوط عريضة تقول , إنه ناكر وأن الملابس لا تجعل الرجل رجلا، وأنه سبب لها المزيد من الألم والارتباك. وفي مايو عام 1986عندما كان أوباما يبلغ من العمر 24 عاما ، قال لصديق له إنه التقى فتاة بعد سنة تقريبا دون مواعدة أخرى، وهي تدعى "جاجر"، وكان مغرما بها لدرجة كبيرة ، وكان مفتونا بعينيها الخضراويتين. وازداد قربهما خلال أشهر قليلة وسرعان ما انتقلا معا وفي غضون أربعة أشهر، كانا يطيران إلى كاليفورنيا لقضاء عيد الميلاد مع عائلتها، وإجراء مناقشات جادة حول الزواج. ووفقا لجاجر اقترح أوباما في شتاء عام 1986 ، زيارة إلى والديها، لكن الرحلة لم تكن على ما يرام بعد أن شعر أوباما بجرح شديد خلال مناقشة سياسية ساخنة مع والدها،وهو جمهوري محافظ. وأوضح الكتاب دون تفاصيل ،أن مايك ديس صديق والد جاجر وزميله المحافظ كان متواجدا خلال المناقشة" وقال حينها إنه عندما يأتي _ أوباما_ سوف نطلق عليه النار". وفي نهاية الزيارة أعلن والد جاجر أنه لن يوافق على زواج أوباما من ابنته، وتم تعليق الحديث عن الزواج, وطوال عام 1987 لاحظت جاجر تغييرا في أوباما، حيث أصبح شخص طموح بقوة وشخص غير عادي تماما. وقالت إنه في هذا الوقت كان يتطلع لأن يصبح رئيسا،واشتمل ذلك اعتقاده بأنه مدعو لأن يكون لديه وعيا متزايدا بضرورة متابعة الأمريكيين الأفارقة بشكل كامل. ونقل الكاتب عن صديق والد جاجر, مايك ديس،إنه كانت هناك مشكلة حيث كان أوباما قلقا من أن يتخذ خطوات إلى الرئاسة مع زوجة بيضاء. ووفقا لجارو فإن مصير باراك السياسي يعني أنه لا يمكن أن يكون له وجاجر مستقبل طويل الأجل معا بغض النظر عن حبهما لبعضهما البعض،لأنه كان محاصرا بين المرأة التي يحبها ومصيره الذي كان يعرفه. وبالفعل انهارت العلاقة في مايو 1988،عندما غضبت جاجر بشدة بعد قراءتها لإحدى كتابات أوباما،وبدون تفاصيل أشار الكاتب إلى أن جاجر كانت قد قرأت شيئا كتبه عن امرأة أخرى، لكنهما استمرا سويا لبعض الوقت بعد قراءتها لهذا الشيء ،وطلب أوباما الزواج منها مرة أخرى، موضحا أنه على استعداد لمغادرة شيكاغو ،ولكن جاجر التي كانت تستشعر اليأس من تلك العلاقة أجابت بالرفض. وفي عام 1989. عمل أوباما في فترة الصيف في شركة محاماة سيدلي وأوستن في شيكاغو ،حيث كانت الشركة قد طلبت محام شاب من كلية هارفارد للعمل لمدة عام واحد فقط ، وكانت مستشارته هي ميشيل روبنسون. وأوضح الكاتب أنهما التقيا في اليوم الأول للعمل ،وعلى الرغم من سترته الرياضية السيئة ،وتدلي السجائر من فمه، وجدته ميشيل لطيفا،ولكنها كانت معلمة صارمة جدا،وكانت متحفظة في البداية بسبب العمل، ولكنه بالفعل أغرم بها , ومع ذلك واصل أوباما رؤية جاجر حتى عام 1990, في الوقت الذي كان يتقرب من ميشيل ،الأمر الذي دفع جاجر للشعور بالاستياء من هذا الأمر والابتعاد, ثم أعقب ذلك زواج أوباما من ميشيل وتحديدا في 3 أكتوبر 1992. وكانت هذه نهاية حياة أوباما العاطفية قبل ميشيل، وفي حين أن الحب كان واضحا بينهما إلا أن البعض يعتقد أن الزواج تم لأغراض أخرى, فوفقا لأحد العلماء الأمريكيين الأفارقة ،أنه لا أحد كان يعتقد أن أوباما سيتزوج ميشيل، لكن هذه الخطوة كانت مهمة جدا في حياته لتعريف نفسه فى ظل بحثه عن الهوية العرقية.