6 يونيو 2024.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    أسعار الأسمنت اليوم الخميس 6-6-2024 في محافظة قنا    ضبط 9 مركبات توكتوك مخالفة بمدينة دسوق في كفر الشيخ    تعديل المخططات التفصيلية ل5 قرى بمحافظة البحيرة    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الخميس 6-6-2024 في محافظة قنا    البيئة ونقابة الصحفيين يوقعان بروتوكولا لرفع الوعي البيئي بالقضايا البيئية المختلفة    مستشفى شهداء الأقصى: استقبلنا 141 شهيدا و380 مصابا خلال يوم واحد    إسبانيا تعلن انضمامها إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام العدل الدولية ضد إسرائيل    إسبانيا تعلن انضمامها إلى جنوب أفريقيا فى قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    مركز صلاح.. حيرة مستمرة من برادلي إلى حسام مع منتخب مصر    تصل إلى 46 درجة في الصعيد.. مصر على موعد مع ذروة الموجة الحارة اليوم وغدًا    رفضت العودة له.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    جانتس يطالب بالاستعداد لقتال يمكن أن يصل للحرب مع حزب الله    وزير التعليم العالي يشهد اجتماع المجلس المصري- الأمريكي المُشترك للعلوم والتكنولوجيا    تفاصيل لقاء رئيس مجلس الشيوخ ومفتي كازاخستان    خريطة دخول الجماهير لحضور مباراة مصر وبوركينا فاسو وموعد فتح بوابات استاد القاهرة    تعليق مثير من شوبير عن محمد أبو تريكة وشيكابالا.. ماذا قال؟    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    عميد تجارة عين شمس: التعاون الثقافي والعلمي مع الجامعات الفرنسية مهم للجانبين    تحرير 1265 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني ورفع 40 سيارة ودراجة نارية متروكة    السعودية تتحرى هلال ذي الحجة اليوم وتعلن موعد عيد الأضحى    ليلة بكت فيها سميحة أيوب.. الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي (بالصور)    خبير فلسطينى: كل ما يتم بالغرف المغلقة يتملص منه نتنياهو ويضع العراقيل أمامه    الصحة العالمية تعلن أول وفاة مرتبطة بسلالة إنفلونزا الطيور (إتش5 إن2) بالمكسيك    منتخب السعودية يفقد تمبكتي أمام باكستان فى تصفيات كأس العالم 2026    عاجل:- إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة القليوبية للترم الثاني 2024    اليوم ختام امتحانات الدبلومات الفنية فى شمال سيناء    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وسيارة ملاكي بشبرا بنها الحر    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شوارع القاهرة والجيزة    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ مشروعات الطرق والمحاور بالقاهرة الجديدة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    خالد النبوي يبدأ تصوير مسلسل حالة إنكار.. تعرف على تفاصيله كاملة    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    اليونيسف: 9 من بين كل 10 أطفال بغزة يفتقرون للغذاء اللازم للنمو السليم    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    جامعة الأقصر تنفذ قافلة طبية مجانية في الساحة الرضوانية بقرية البغدادي    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    531 ألف جنيه، إجمالي إيرادات فيلم تاني تاني    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    رجل الأعمال باسل سماقية يحتفل بخطبة ابنته (صور)    لماذا اخفى الله قبور الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد؟ أمين الفتوى يجيب    واجبات الحج الأربعة.. معلومات وأحكام شرعية مهمة يوضحها علي جمعة    الأزهر للفتوى: الاجتهاد في السعي على طلب الرزق في الحر الشديد له ثواب عظيم    رئيس جامعة سوهاج يتسلم جائزة مؤسسة الأمير محمد بن فهد لأفضل إنتاج علمي    بوسي تستعرض جمالها في أحدث ظهور لها والجمهور يعلق (صور)    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    إبراهيم عيسى: تكرار الأخطاء جريمة بحق التاريخ.. لم نتعلم من الأحداث    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    مهرجان جمعية الفيلم يعرض فيلم «شماريخ» تحت شعار «تحيا المقاومة لتحيا فلسطين» (تفاصيل)    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    تنسيق الثانوية العامة محافظة الشرقية 2024-2025 بعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية (التوقعات)    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها عند الذبح    البابا تواضروس: أخبرت نائب محمد مرسي عن أهمية ثقة المواطن في المسئول فصمت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الموجز" يجرى أول تحقيق مصور من داخل منزل محمد حافظ الشهير ب "الدكش": من النهاردة مافيش حكومة هو الحكومة!!
نشر في الموجز يوم 26 - 05 - 2016

الشرطة نجحت فى هدم أكثر من 40 قصرًا كان يمتلكها أباطرة الإجرام والمخدرات بالقرية
منزل "الدكش" عبارة عن قصر تحيطه الأشجار والنخيل.. أنشأه على الطراز المعمارى الذى ظهر به منزل منصور الحفنى فى فيلم الجزيرة
قرية الجعافرة كانت أكبر مورد لأجود أنواع الفاكهة للسوق المصرى والأجنبى وتحولت إلى بؤرة للإجرام والمخدرات
"سعيد حسان وأبو أدهم وسيد سعيد".. حكاية الثلاثى الذى أدخل تجارة المخدرات إلى منطقة المثلث الذهبى
"كوريا" الرجل الثانى فى قرية الجعافرة والذراع اليمنى ل "الدكش" والمسئول عن تجنيد الشباب
الخلافات بين أمين موسى و"الدكش" كانت سببا فى إغلاق أهالى القرية منازلهم لأيام عديدة بسبب أعمال الخطف والقتل والنهب
الحكومة تطلق قوافل دينية وصحية لتوعية المواطنين ومطالبتهم بنبذ العنف.. والأهالى يطالبون بإعدام أفراد "عصابة الدكش"
الطفل كان يحصل على 100 جنيه مقابل توصيل المخدرات لتجار التجزئة والمدمنين.. وأجرة الشاب ما بين 500 وألف جنيه يوميا
جيهان موسى .. مسئولة السيارات المسروقة ومراوغات الأمن داخل عصابة أمين موسى
"الجعافرة"، و"الدكش" ، كلمتان ارتبطتا كثيرا ببعضهما .. فالأولى قرية تقع بمحافظة القليوبية وارتبط اسمها بتجارة المخدرات والسلاح، بل وأخذت شهرة عالمية فى تجارة الممنوع، بعدما كانت سلة الفاكهة بمصر، وأكبر مورد لأجود أنواع الفاكهة للسوق المصرى والأجنبى، وخلال السنوات الماضية اشتهرت على يد عصابات الإجرام والمخدرات التى تزعمها صاحب الاسم الثانى محمد حافظ الشهير ب "الدكش"، بتجارة الممنوع بل وصدرته إلى سوق الكيف الأجنبى بمعاونة عدد من رجال الشرطة الذين تورطوا مع عصابات الإجرام فى حماية تجارتهم .. وعصابة الدكش لها باع كبير، وجذور قديمة فى عالم الإجرام تمتد لعقود طويلة وهو ما كشفه أهالى قرية الجعافرة ل الموجز"، حيث أكد الأهالى أن تاريخ المخدرات والكيف فى قرية الجعافرة -وهى إحدى قرى المثلث الذهبى فى عالم الإجرام-، يرجع إلى داخل قرية كوم السمن، باعتبارها أصل تجارة المخدرات، والتى أدركتها فيما بعد "الجعافرة"، من خلال أشهر أباطرة الكيف فى سوق المخدرات فى مصر والعالم العربى، وهم سعيد حسان، وأبو أدهم، وسيد سعيد، وفى فترة السبعينيات –على حد وصف الأهالى -، اتجه أحد أبناء القرية ويدعى شديد عبدالعليم، الذى كان يتاجر فى "اللارنج، إلى الإتجار فى المخدرات من خلال علاقته الوطيدة بأبو أدهم، وانتقلت تجارة الكيف إلى حافظ أمين بعد علاقة المصاهرة التى جمعته ب"شديد" تاجر المخدرات، حيث تزوج ابنته إلى أن تعلم "حافظ أمين"، فنون تجارة الصنف وتفوق على غيره كثيرا، وأورثها لأبنائه، وفى بداية الألفينيات اتجه أحد الجزارين من أبناء القرية ويدعى "أمين موسى"، إلى الإتجار بالمخدرات، حتى ذاع صيته هو الآخر، وكان له نصيبا فى أن يتقاسم الشهرة مع "الدكش"، إلى أن بدأت الخلافات تدرك طريقها إليهما وهو ما جنى منه أبناء المنطقة التى يقيم بها الاثنين المخاطر حيث ازدادت الخلافات بسبب خطف الزبائن وانتشار الناضورجية وموزعى السموم فى شوارع القرية، كما أن لغة التفاهم التى كان يدركها الاثنان لغة الرصاص والخطف والسطو المسلح، وهو ما كان يجعل الأهالى يغلقون على أنفسهم أبواب المنازل ب "الضبة والمفتاح"، خوفا من بطش أعوان "الدكش وأمين موسى"، وزبائنهم الذين كانوا يروعون الأهالى ويثيرون الذعر بين الصغار والنساء والشباب، وطالب الأهالى بتأميم ممتلكات تجار المخدرات والسلاح بقرية الجعافرة والتى تقدر بمئات الملايين، على أن يتم توجيه تلك الثروات إلى خزينة الدولة وتخصيصها لتنفيذ مشروعات البنية التحتية التى ستعيد الحياة من جديد إلى القرية التى عاشت سنوات عجاف على يد أباطرة المخدرات، الذين انتهت أسطورتهم فى الإجرام بهدم قصورهم والتحفظ على أموالهم وأموال ذويهم فضلا عن تقديمهم إلى المحاكمات التى قد تنتهى بعقوبات رادعة.
بداية النهاية
يؤكد الأهالى أن تفكير أجهزة الأمن فى إنهاء أسطورة الإجرام بقرية الجعافرة بمنطقة المثلث الذهبى، بدأت عندما انطلقت قوات الأمن إلى منطقة سرياقوس بالخانكة لضبط عدد من الهاربين من تنفيذ أحكام قضائية متنوعة بينما كان بعض أفراد عصابات الإجرام ينتشرون فى منطقة الحدائق، وأسرعوا بإطلاق وابلا من الرصاص على السيارة الميكروباص التى كانت تقل رجال المباحث وانتهت المعركة التى انتصر فيها الخارجين على القانون باستشهاد معاون مباحث مركز الخانكة و3 مخبرين ومواطنين كما أصيب معاون مباحث آخر واثنين من المخبرين السريين.
وبتتبع المتهمين فى الواقعة توصلت تحريات الرائد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، إلى مكان اختباء "كوريا" وعدد من أعوانه، المتهمين بارتكاب مذبحة الشرطة فى الخانكة بإحدى الشقق بمنطقة الزاوية الحمراء، وبانطلاق قوة من رجال المباحث حيث وكر اختباء الجناة وبعد مطاردة لم تستمر كثيرا سقط الضابط مصطفى لطفى، شهيدا برصاص محمد وحيد سيد موسى غريب الشهير ب "كوريا"، وأعوانه، ومنذ تلك اللحظة قررت الشرطة الثأر لأبنائها وعلى الفور تم إعداد غرفة عمليات رئيسية لا تختلف كثيرا عن الغرفة التى تم إعدادها فى فيلم "الجزيرة"، للقضاء على امبراطورية السلاح والمخدرات التى صنعها منصور الحفنى.
بين عشية وضحاها لم يتوقع أحد أن يكون هناك اهتماما لدى وزير الداخلية بتطهير بؤر الإجرام والمخدرات والتى بدأها بإعداد حركة تنقلات غير عادية تم خلالها نقل مدير مباحث القليوبية، واثنين من رؤساء أفرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة والخانكة، وتم تعيين اللواء د. أشرف عبدالقادر، مديرا لمباحث القليوبية، الذى كان يشغل منصب رئيس المباحث الجنائية منذ سنوات ماضية، كما تم تعيين العقيد عبدالله جلال، رئيسا لفرع البحث الجنائى بالخانكة، والعقيد محمود هندى، رئيسا لفرع البحث بشبرا الخيمة، وعلى الفور تم تحديد أماكن اختباء العناصر الإجرامية داخل منطقة المثلث الذهبى، وبعد مطاردة حامية الوطيس بين قوات الأمن و محمد جودة محمد علام وشهرته "محمد مشاكل"، 31 سنة، عاطل، وهو أحد المتهمين بارتكاب مذبحة الشرطة بالاشتراك مع "كوريا " قاتل رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، وتمت تصفية اثنين من المتهمين فى مطاردات أمنية مع رجال الشرطة، كما تم ضبط ترسانة للسلاح بمنطقة حدائق الفاكهة بالقرية، وقامت الشرطة بالتمركز داخل أحد منازل أعوان أمين موسى، وتم فرض القبضة الأمنية على القرية بعد إلقاء القبض على المتهم الرئيسى فى بؤرة الإجرام والسلاح "الدكش"، وتم تأمين الأجهزة التنفيذية أثناء قيامها بإزالة قصور عصابات الإجرام التى قاموا بها بالتعدى على أراضى الدولة.
هدوء تام
شهدت القرية التى أديرت على طرقها أبشع جرائم القتل والسطو المسلح والسرقات، حالة من الهدوء التام، فلا أحد من أهالى القرية أنفسهم يصدقون أن الشارع الذى كان لا يختفى منه مدمنى المخدرات، ومعتادى الإجرام، أصبح فارغا لا يمر به سوى سكانه وسط تأمين سيارات ورجال الشرطة، كما أن السلاح الذى كان يحمله الصغير قبل الكبير أصبح لا يراه الأهالى إلا فى أيادى رجال الشرطة الذين انتشروا فى شوارع القرية لبث الطمأنينة وإشاعة الأمن والأمان فى نفوس الأهالى البسطاء الذين تذوقوا "الأمرين" على يد أباطرة السلاح والمخدرات.
واتهم الأهالى تجار المخدرات والإجرام بالتسبب فى الإساءة لسمعة القرية بعدما قدموا ما لديهم من إغراءات للشباب والأطفال على طريقة أفلام الأبيض والأسود، كما استخدموا الأطفال فى عمليات توصيل المخدرات إلى تجار التجزئة والمدمنين مقابل حصول الطفل الواحد على مبالغ تزيد على 100 جنيه فى اليوم الواحد، فيما ارتفعت "الفيزيتة" للشاب إلى 1000 جنيه، كما استعانوا بعدد من "الناضورجية"، لتأمين تجارتهم الآثمة حيث كانوا يجوبون الشوارع والزقاق لمتابعة الحالة الأمنية ورصد تحركات رجال الشرطة الغرباء عن المنطقة لحظة وصولهم للقرية وإبلاغ أفراد العصابات مقابل دخل يومى ثابت يتراوح بين 100 و500 جنيه، مشيرين إلى أن عصابات الإجرام نجحت فى تجنيد عدد من أبناء القرية للعمل معهم ومعاونتهم فى تجارتهم الآثمة، كما بلغت نسبة انحراف الشباب والاتجاه للإدمان بالقرية نحو 10%.
هدم القصور
منذ أن نجحت الشرطة فى القبض على أباطرة الإجرام، ونفذت أجهزة الأمن عدة حملات بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة واستمرت لأكثر من 5 ساعات متواصلة وانتهت بهدم أكثر من 40 قصرًا كان يمتلكها أباطرة الإجرام بالقرية، منها : منزل محمد حافظ أمين، وشهرته " الدكش"، 30 سنة، عاطل، السابق اتهامه فى 3 قضايا، ومنزله عبارة عن قصر تحيطه الأشجار والنخيل على الطريق، وهو المنزل الذى قام ببنائه لكنه لم يهنأ بالإقامة به، حيث أنشأه على الطراز المعمارى الذى ظهر به منزل منصور الحفنى بفيلم الجزيرة، كما قام الدكش بتربية عدد من التماسيح لاستخدامها فى إثارة الذعر فى نفوس المواطنين الآمنين، وأظهرت جولتنا داخل منزل الدكش، قيامه بإقامة عدد من الغرف التى تتيح لأعوانه وأفراد عصابته متابعة الحالة الأمنية من أعلى المنزل، هناك أيضا منزل أحمد ناصر هاشم، أحد أعوان الدكش ويشتهر بالإتجار فى المخدرات، وفر هاربا منذ أن نجحت الشرطة فى مداهمة أوكار عتاة الإجرام والمخدرات بالقرية، بجانب ذلك هناك فيلا جيهان شقيقة أمين موسى، وتوجد بمدخل القرية، ويتردد بين أهالى القرية أنها –أى جيهان-، تعد من أهم أفراد عصابة شقيقها وكانت فرد أساسى فى مفاوضات السيارات المسروقة وطلب الفدية، وأنها كانت مسئولة عن مراوغات الأمن بحجة أنها امرأة.
كما تم هدم النادى الرياضى الذى شيده "الدكش"، الذى استخدمه ملاذا لمدمنى المخدرات الذين كانوا يترددون عليه –مثلما أكد لنا الأهالى-، ليكون مكانا آمنا لتعاطى المخدرات وإتمام الصفقات المشبوهة مع زعيم الإجرام بالمنطقة، وكان "الدكش"، يستخدم ناديه الرياضى المشبوه لاستقطاب عدد من شباب وأطفال القرية وتجنيد من استطاع منهم إلى عصابته الإجرامية.
دواليب "الدكش"
أكد الأهالى أن هناك بعض المناطق الهامة فى حياة الدكش، منها منطقة المقابر، حيث أعد بها وكرا لترويج وتعاطى المخدرات فى أحد أركان المقابر حيث يقصده المدمنون ومتعاطى المخدرات، بالإضافة إلى استخدامها فى إخفاء السلاح والذخيرة فيها باعتبار أن المنطقة لا يستطيع أحد الدخول فيها أو اقتحامها، كما أنه كان يستخدم مقاما لأحد الأولياء بمنطقة المقابر، فى الهروب من رجال الشرطة والاختباء بداخله باعتباره الملاذ الآمن الذى لا تدركه قوات الأمن.
عصابات الإجرام
وأوضح الأهالى أن وراء السمعة السيئة التى تطارد القرية 80 شخصا تدربوا على فنون الإجرام، وتم ضبط نسبة كبيرة منهم ولم يتبق سوى أحد عتاة الإجرام والمخدرات، والذى تردد هروبه خارج البلاد، وهو رجب موسى سيد الغريب، وشهرته أمين موسى، ويبلغ من العمر 38 سنة، هارب من السجون العمومية، متنوعة في 7 قضايا، ومطلوب ضبطه وإحضاره لتنفيذ أحكام في 22 قضية. أما يعتلى قائمة أباطرة الإجرام والمخدرات فى الجعافرة " الدكش"، 30 سنة، عاطل، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى 16 قضية، وتم ضبطه لتورطه فى مذبحة الشرطة التى شهدتها الخانكة وراح ضحيتها عدد من أفراد الأمن، وشقيقه الأصغر فرج 29 سنة، عاطل، مطلوب ضبطه وإحضاره فى 14 قضية، وشقيقهما الأكبر أمين، 32 سنة، عاطل، محكوم عليه وهارب من 5 قضايا، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى 14 قضية، ومحمد وحيد، وشهرته "كوريا"، 31 سنة، مسجل شقى خطر، مطلوب ضبطه وإحضاره في 15 قضية، والمتهم الرئيسى فى مذبحة الشرطة، وتمت تصفيته فى إحدى المواجهات مع رجال الشرطة، ومحمد جودة وشهرته "مشاكل"، 31 سنة، عاطل، سابق اتهامه فى 3 قضايا ، والمتهم بقتل الرائد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثان شبراالخيمة، وتمت تصفية المتهم فى مواجهات أمنية مع رجال الشرطة. كما تم ضبط عدد من أعوان الدكش وهم : علاء محمود، وشهرته ( توك توك )، 20 سنة، عاطل، وهيثم عبداللطيف، 30 سنة، عاطل، مطلوب ضبطه وإحضاره في 10 قضايا، وأمين البكليشي، 39 سنة، عاطل، وعلى سمري، 25 سنة، عاطل، مطلوب ضبطه وإحضاره فى ( 11 ) قضية، ومحمد عتمان، 23 سنة، عاطل، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى ( 5 ) قضايا، وأحمد عبد الناصر ، 22 سنة، عاطل، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى عدد ( 6 ) قضايا، ومحمد الجاكى، 23 سنة، عاطل، كما تمت تصفية آخرين هم محمد سامى المقدم وشهرته "بوكشة"، وأحمد عتمان، وشهرته "كلبة"، بشقة سكنية داخل الحى الثامن بالعبور .. كما تم ضبط أعوان الغريب، وهم : حمادة مظهر، 33 سنة، عاطل، وسيد رجب، 27 سنة، عاطل، وأحمد رجب، 24 سنة، عاطل، ومحمد حسن 33 سنة، عاطل، ومحمد سعيد، 26 سنة، عاطل، ومحمد سيد، 31 سنة، عاطل، وفراج عطوة، 52 سنة، عاطل، ونجله صلاح، 28 سنة، عاطل، ومحمود عبد الباسط، 37 سنة، عاطل، وهاني محمد، 35 سنة، كما تم ضبط 5 من أعوان "كوريا"، وهم محمد جاد، 28 سنة، عاطل، ومحمد كرم، وشهرته "كركر"، 20 سنة، عاطل، وإلهامى البلط، 42 سنة، ميكانيكى، وكريم نوفل، 30 سنة، عاطل، وحسين البلط، 36 سنة، ميكانيكى.
ضباط فى قفص الاتهام
فجرت قضية تطهير قرى مثلث الرعب، العديد من المفاجآت، وتسببت فى استبعاد عدد من قيادات الشرطة بالقليوبية، وإخضاعهم للتحقيق أمام جهات سيادية بتهمة التواطؤ مع أباطرة الإجرام، وإحالة بعضهم إلى التقاعد وآخرين للاحتياط وضمت عددا من الضباط الذين فضحهم "الدكش" وأعوانه أمام جهات التحقيق.
واعترف الدكش بتورط عدد كبير من ضباط مباحث القليوبية، معهم لحمايتهم من وصول أجهزة الداخلية إلى أوكارهم مقابل الحصول على مكافآت شهرية على تسريب خطوط سير الحملات الأمنية التى كانت تستهدف المنطقة وقدم الدكش الأدلة التى تثبت تورط عدد من قوات الأمن منهم ثلاثة رؤساء مباحث ومعاونين، منهم من اتهمه الدكش ببيع بندقية آلية له بمبلغ 50 ألف جنيه، بالإضافة إلى آخر كان دائم التردد على دواليب المخدرات، لتعاطى مخدر الهيروين بجانب المكافأة الشهرية التى يتحصل عليها من الدكش مقابل إبلاغه بخط سير الحملات الأمنية.
وتم إصدار 6 قرارات بإنهاء خدمة الضباط الستة الذين كشفت التحقيقات التى أجريت بشأن عصابات الإجرام والكيف بمنطقة المثلث الذهبي تورطهم بالأدلة التى قدمها الدكش وأفراد عصابته إلى جهات التحقيق، كما قررت النيابة منع أفراد عصابة الدكش وعائلتهم من التصرف فى أموالهم الشخصية التى تم جمعها من خلال تجارتهم الآثمة فى المواد المخدرة والسلاح، والتى تقدر ب 20 مليون جنيه، وقيامهم بغسل تلك الأموال فى تأسيس مشروعات وهمية لإبعاد تهمة غسل الأموال عنهم .. وشمل قرار المنع كلا من أمين حافظ أمين، الشقيق الأكبر للدكش، وزوجته إيمان هاشم، وأبنائه القصر، " باسكال، وميرنا، وأروى، ويوسف"، وفرج حافظ أمين، وزوجته نها عبدالناصر، وأبنائه " لامارا، وأحمد ، ومحمد"، ومحمد حافظ أمين، وشهرته "الدكش"، وزوجتيه بسنت حسن، وبسمة إسماعيل، وابنتيه " لارين، ونور"، كما ضم القرار شقيقتى الدكش وهما راندا حافظ وأفراح حافظ، ووالدته نادية شديد عبدالعليم، وزوجة عمه إيمان عبدالقوى.
أبطال الشرطة
أوضح الأهالى أن دماء شهداء الشرطة التى سالت على يد أباطرة الإجرام والسلاح كانت شعلة البداية لإنهاء أسطورة الإجرام بالقرية، موضحين أن التاريخ سيظل يذكر هؤلاء الشهداء وهم : النقيب إيهاب إبراهيم جورجى، معاون مباحث مركز الخانكة، والذى توجه إلى إحدى معاقل الإجرام لضبط عدد من العناصر الإجرامية، على رأس قوة بها عدد من أفراد الشرطة واستشهد ف مواجهات أمنية مع المسجلين وتجار المخدرات، كما دفع 5 آخرون من أفراد القوة حياتهم، وأصيب النقيبين محمد عبدالعليم، ومحمد عزمى، معاونى المباحث فى نفس المواجهات.
وأما المقدم مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، والذى توصل إلى مكان اختباء "كوريا"، و"مشاكل"، المتهمين فى واقعة مذبحة الشرطة بالخانكة، ولدى قيامه والقوة المرافقة له بمحاصرة وكرهما تمكنا من اغتياله.
من ناحية أخرى قامت محافظ القليوبية، بتكريم ما يزيد على 50 ضابط من المشاركين فى حملات تطهير المثلث الذهبى خلال قيامه بافتتاح مبنى أول نقطة للشرطة بالمنطقة.
التنمية قادمة
من جانبه أعلن اللواء دكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، أنه تم تشكيل لجنة متخصصة لتحديد أولويات العمل داخل قرى مثلث الرعب، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل شهرة المخدرات، مشيرا إلى أنه لأول مرة يتم افتتاح نقطة شرطة دائمة لقوات الأمن، فى منطقة المثلث الذهبى فضلا عن شق 6 طرق بعرض 5 متر وطول الحدائق، بعد إعادة رسم خرائط فصل الحدود بين حدائق المثلث الذهبى.
كما وجه محافظ القليوبية، بشق مجاري مائية يستخدمها المزارعون فى رى الأراضي الزراعية بالمنطقة. وقال المحافظ لأعضاء اللجنة : "مش عايز أرض تبور نهائي لأن دي ثروة مهمة، وعلينا الحفاظ عليها واستثمارها ".
وأكد محافظ القليوبية، أنه تم تشكيل لجنة لحصر المتضررين في المنطقة من إزالة الزراعات حيث تتولى اللجنة حصر الطرق التي تم شقها وسط الزراعات وتعويض أصحابها .ولفت فرحات، إلى أنه جارى البدء في إنارة المنطقة لتوفير عناصر الأمن والأمان للمواطنين، وتمكين رجال الشرطة من فرض السيطرة الأمنية بالمنطقة.
وأوضح أنه تم الاتفاق مع وزير الأوقاف د. محمد جمعة، على تنظيم قوافل دعوية بمساجد قرى المثلث الذهبى وأيضا قوافل طبية، والعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين بهذه القرى وهي "الجعافرة - السلمانية - كوم السمن - الحزانية - القشيش".
وأشار فرحات، إلى أن القوافل الدينية تستهدف توعية الشباب والأجيال الصاعدة بمخاطر المخدرات والكشف عن خطورة الانخراط فى طريق الخطيئة والشيطان، والتأكيد على أن مساندة الجهاز الأمنى لتحقيق الأمن والأمان واجب وطنى.
وشدد فرحات، على أنه سيتم تنفيذ عدد من المشروعات التنموية للاستفادة من قدرات الشباب، لتشهد المنطقة خطة شاملة لنبذ العنف ومواجهة المخاطر التى تسبب فيها أباطرة الإجرام بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.