«القرية تتحول إلى ثكنة عسكرية وقوات الأمن تهدم 9 فيلات لأساطين الإجرام «أمين» يسمى ب«عزت حنفى القليوبية» وذاع صيته قبل 25 يناير بعد جريمة قتل عمد بؤرة إجرامية هددت أمن المواطنين لسنوات طويلة، إنها منبع الإجرام وتجار الحشيش والمخدرات وأخيرا أصبحت الموزع الرئيسى لمادة الهيروين «البودرة»، هذه البؤرة تقع فى قرية الجعافرة بالقليوبية، وخرج منها عتاة الاجرام. أسبوع تلو الاخر، والحملات لا تتوقف منذ سنوات طويلة من وزارة الداخلية، وكلما تم القضاء على البؤرة نجد شبابًا أعتى فى الاجرام يخرجون ليكملوا دور من سبقهم، حتى قتلوا معاون مباحث قسم شرطة الخانكة، الاسبوع الماضى، وبعدها بأيام، قتلوا المقدم مصطفى لطفى، رئيس مباحث شبرا الخيمة ثان. منذ وصولنا إلى ترعة الإسماعيلية بمسطرد، حيث بداية الانتشار الامنى، وعند مدخل قرية كوم السمن يقع موقف سيارات الجيب القديمة، التى يستقلها الفلاحون البسطاء إلى قرية الجعافرة. كانت تلك السيارات تنادى بأسماء دواليب المخدرات مثل «الدكش»: «حد رايح الدكش»، أو «أبو شديد المرعب»، حيث إن اسم الدولاب كان مقصد السيارات، ولكل سائق نسبة يومية من صاحب دولاب المخدرات، وهو ما اختفى حاليا بوجود رجال الشرطة، حيث اصبحت المنطقة بمثابة ثكنة عسكرية. وصلنا بعد 20 دقيقة إلى بؤرة الاحداث، حيث تتجمع عشرات السيارات المدرعة أمام فيلا أمين موسى، المتهم الهارب، وفيلا أخرى يمتلكها «سيد ودنو»، المحبوس على ذمة قضايا جنائية، المشهد مخيف، سيارات الشرطة فى كل مكان بالقرية، رجال القوات الخاصة يعتلون أسطح فيلتى موسى وودنو، والمدرعات على كل طريق، قابلنا اللواء سعيد شلبى، مدير أمن القليوبية يقف وسط ضباطه من رجال مباحث والقوات الخاصة والأمن العام والأمن المركزى، يتحدث اليهم ويحثهم على بذل كل الجهد للثأر لشهداء الشرطة، الذين سالت دماؤهم على يد عناصر اجرامية اتخذت من الجعافرة وكرًا لها لتجارة سمومهم. «سامح المرعب» أحد عتاة المخدرات، الذى نجحت أجهزة البحث الجنائى بالقليوبية فى ضبطه منذ عام تقريبًا، بعد صدور أوامر بضبطه وإحضاره فى 10 قضايا «قتل، وشروع فيه، وسرقة بالإكراه، ومخدرات». كما ضبط بحوزته بندقية آلية عيار 7.62×39مم، و(25) طلقة نارية من ذات العيار، وكمية من مسحوق الهيروين المخدر، وزنت (500 جرام)، وجهاز «آى باد» و(5) هواتف محمولة، وبعض المشغولات الذهبية، ومبلغ مالى قدره (20 ألف جنيه)، ورخصة قيادة خاصة (مزورة) باسم «عادل. ع. م»، مقيم بالمرج بالقاهرة، بصورته الشخصية، وكارنيه مزور بنفس الاسم منسوب لإحدى منظمات حقوق الإنسان. «الدكش» واحد ضمن عصابة أسرية تتزعم بؤرة الجعافرة الشهيرة بتجارة الهيروين وسرقة السيارات بالاكراه، فوالده حافظ أمين، مسجل خطر، تزعم بؤرة الجعافرة على مدار 30 عامًا من خلال أعوانه من أرباب السوابق والمدمنين الباحثين عن جرعات الهيروين ولا يمتلكون المال، وهو مسجل خطر سبق اتهامه فى قضيتى مخدرات وحريق عمد، وهارب من سجن أبوزعبل فى القضية رقم 149ج شبين القناطر لسنة 2007م «سلاح ناري» من عقوبة السجن 3 سنوات. ذاع صيت محمد حافظ أمين، 32 عاما، الشهير ب«الدكش»، بين أوساط تجار المخدرات منذ 3 سنوات فى أعقاب ثورة يناير، حيث ساعدت حالة الانفلات الأمنى فى توسيع نشاطه الإجرامى فى تجارة السموم البيضاء، وتجارة السلاح وشراء السيارات المسروقة وتخزينها بأرض يمتلكها والده بقرية الجعافرة إحدى قرى المثلث الذهبى التابعة لمركز شبين القناطر. حملات أمنية عديدة شنتها مديرية أمن القليوبية، بقيادة مدير الأمن السابق، اللواء محمود يسرى، والعميد عرفة حمزة، مدير المباحث، على تلك البؤرة الإجرامية «الجعافرة»، وآخرها كانت فى الربع الأخير من العام الماضى بقيادة وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، لاستهداف عائلة أمين، وضبط «الدكش»، لكن مكر العائلة وذكاءهم الإجرامى ساعدهم فى الهرب عبر زراعات الموالح المتاخمة للقرية، وفشلت قوات الشرطة فى ضبط أفراد العائلة، لكنها نجحت فى ضبط 6 من أعوانهم. محمد وحيد سيد غريب، وشهرته كوريا، (31 سنة، عاطل)، متهم بقتل رئيس مباحث شبرا الخيمة، المقدم مصطفى لطفى، وسبق اتهامه فى 7 قضايا (قتل وسلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه)، آخرها القضية رقم «4227 جنايات مركز شبين الكوم لسنة 2009، قتل»، وهارب من سجن أبوزعبل فى ذات القضية، فى أحداث يناير 2011، ومحكوم عليه فيها بالسجن المشدد 15 سنة. «هارب» من 9 أحكام (قتل عمد، سلاح وذخيرة، استعمال قوة، مخدرات)، منها القضية رقم «708 جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2015م، قتل عمد»، و«رقم 35 لسنة 2009م، وحكم عليه بالإعدام شنقا فى جلسة 5/9/2015م»، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى 15 قضية، آخرها رقم «23237 جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2015م - مخدرات». كوريا هو الذراع اليمنى ل«أمين موسى» أو ما يطلق عليه «عزت حنفى القليوبية»، أحد أخطر العناصر الإجرامية وأخطرها بمنطقة المثلث الذهبى. والذى ذاع صيته قبل ثورة 25 يناير، بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل عمد بقرية الجعافرة، وهروبه وسط زراعات الموالح هناك، ثم إلقاء القبض عليه بعد معركة مع الشرطة، استمرت أكثر من يومين، وأودع بعدها سجن وادى النطرون. جاءت أحداث «جمعة الغضب»، يوم 28 يناير 2011، لتخدم أمين موسى ورفاقه، حيثُ فتحت السجون، وتمكن من الهرب برفقة أعداد كبيرة من المساجين، الصادر ضدهم أحكام بالإعدام والسجن المؤبد فى جرائم قتل وشروع فيه، وسرقات بالاكراه، بالإضافة لآخرين متهمين بالسطو المسلح والاغتصاب. «موسى»، كما يروى عدد من رفاقه، يتمتع بذكاء حاد، وكان لديه قبول لدى المساجين، ساعده على ذلك سمات الزعامة والقيادة المتوافرة لديه، ضمن زملائه بسجن وادى النطرون، عربان من سيناءوالإسماعيلية، هرب معهم يوم 28 يناير، وزودوه بالأسلحة الآلية والذخائر الحية. عاد «موسى» إلى مسقط رأسه بقرية الجعافرة، ومعه ما يقرب من 40 هاربًا من السجون، وكون أكبر عصابة مسلحة مزودة بأسلحة ثقيلة وأخرى آلية، واستولى على أراض من أصحابها بقوة السلاح، وجنّد أكثر من مائة رجل وامرأة من القرية، لخدمته فى تجارة المخدرات والسلاح، واستطاع فى فترة محدودة لم تتجاوز الثلاثة أشهر إعادة «الجعافرة» لتصدر تجارة المخدرات بين قرى المثلث الذهبى. سيد محمود محمد متولى عمر، شهرته «سيد ودنو، 31 سنة»، عاطل، مقيم بالجعافرة، دائرة مركز شبين القناطر، سبق اتهامه فى قضيتى «مخدرات ومشاجرة»، آخرهما القضية رقم 7042، جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2009م «مخدرات»، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية 11039/386 جنايات مركز الخانكة لسنة 2012م «شروع فى قتل ومقاومة سلطات»، وهو من أهم أعوان «موسى»، وتم القاء القبض عليه فى حملة مكبرة. حازم خالد أمين محمد عمر، وشهرته «حازم شمامة»، 26 سنة، عاطل ومقيم بالجعافرة، سبق اتهامه فى 4 قضايا: «سلاح- مخدرات- قتل- مقاومة سلطات»، آخرها القضية رقم 6839 جنايات، مركز شبين القناطر لسنة 2009 «مخدرات» وهارب من السجون فى القضية رقم 2695 جنايات مركز شبين القناطر، لسنة 2009 « قتل»، التى حكم عليه فيها بالسجن المؤبد.. ومطلوب ضبطه وإحضاره فى القضايا، رقم 8367 جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2012م، «إطلاق اعيرة نارية»، والقضية رقم 11039/386 جنايات مركز الخانكة لسنة 2012م، «شروع فى قتل ومقاومة سلطات». وقامت قوات الامن بالقليوبية بالاشتراك مع مصلحة الامن العام بالمرابطة فى قرية الجعافرة والقرى المجاورة لها طوال ال24 ساعة وتمشيط مزارع الموالح ليلًا ونهارًا ونجحت بالتعاون مع محافظة القليوبية، الاسبوع الماضى، فى هدم 9 فيلات كان يمتلكها الدكش مبنية على اراض زراعية وتضم حيوانات مفترسة، حيث هاجمت تماسيح كبيرة القوات، وتم التعامل معها وكذلك ملعب كرة قدم وحمام سباحة وإزالة اكثر من 20 غرفة مجهزة بالأسلحة. يشارك فى الحملات الأمنية، التى يقودها مدير الأمن، اللواء سعيد شلبى، اللواء أشرف عبد القادر مدير الادارة العامة لمباحث القليوبية، واللواء فرحات محمد على نائب مدير الامن لمنطقة الجنوب، والعميد حسام فوزى، مدير المباحث الجنائية، والعقيد عبدالله جلال، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، والعقيد محمد يوسف، بمصلحة الامن العام.