اعتمدت الجماعات الإرهابية في مصر في السابق علي المنتديات الالكترونية مثل "المنبر الإعلامي الجهادي" و"شموخ الإسلام" و"فداء"، والتي كانت تفرض شروطا علي العضوية فيها وتشترط تزكية أعضاء قدامى للراغبين في الانتماء لها، والتي كان لتنظيم القاعدة السبق في ظهورها، وفرت لها هذه المنتديات في البداية السرية المطلوبة لنشر أفكارها بعد تضييق الخناق علي ممارساتها علي الأرض، لاسيما بعد موجة العنف التي شهدتها حقبة التسعينات، ومحاصرة أدوات التعبئة التقليدية، كالمساجد في إطار الحرب على الإرهاب. وفي أعقاب ثورة يناير وما شهدته البلاد من انفلات أمني شديد، استطاعت هذه الجماعات الجهادية توظيف إمكانيتها في ظل غياب الرقابة الأمنية، ودشنت حسابات علي شبكات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيس بوك"، وكذلك التطبيقات الهاتفية الحديثة مثل "لاين"، "واتس اب"، و"فيبر". غير أن الدور التقليدي الذي لعبته ولازالت المنتديات الجهادية قد استمر في دعم الجهاديين في مصر. فعلي سبيل المثال، أطلق منتدى "المنبر الإعلامي الجهادي" ورشة أون لاين بعنوان "جنود الإعلام لنصرة الإسلام" بهدف دعم مقاتلين جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، وقد اشتملت الورشة على تصاميم تناصر عناصر التنظيم وقصائد تمتدحهم. وقد اتسمت أنماط استخدام الجماعات الجهادية في مصر لوسائل الإعلام، وخاصة في الفترة الراهنة، بعدد من السمات منها: * استخدام التنظيمات الجهادية حسابات وهمية في محاولة اختراق الجروبات الاجتماعية والصفحات النسائية علي الفيس بوك بهدف اختراق العقول وتغيير المفاهيم، لاسيما في أوساط الشباب البسيط والنساء سهلة الانقياد وراء الخطاب الديني المغلوط، وذلك من خلال الحديث عن إغلاق النظام للمساجد، ومنع الآذان، وطرد المصلين، وتغيير المناهج الدينية أو إلغائها من المدارس. كما ظهرت حسابات مجهولة لتهديد الأجانب في مصر، رفع بعضها شعار جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، قامت بتهديد الجاليات الأجنبية بمصر، خاصة الأميركية، بتنفيذ عمليات دموية ضدها، في حال قيام عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش". كما لم تقتصر الصفحات الجهادية علي بث إنتاج التنظيمات وما يصدر عنها من بيانات، ليمتد نشاطها إلي شرح كيفية صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات، على غرار "شبكة المجاهدين الإسلامية" وموقع "البراق الإسلامي". *استخدام الشعارات والهاشتاجات المحرضة، حيث دشنت جماعة أنصار بيت المقدس حملة إلكترونية من خلال هاشتاج بعنوان "#اخلع" في دعوة إلي حملة ضد التجنيد الإجباري في الجيش المصري، لتحريض الشباب على الامتناع والهروب من تأدية الخدمة العسكرية، وهو المطلب الذي دعت إليه الجماعة في العديد من الفيديوهات التي تعرض فيها عملياتها ضد الأفراد والمنشآت العسكرية في سيناء. كما دشن أنصار الجماعات الجهادية عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، باسم "انتفاضة الشباب المسلم"، و"معركة الهوية"، تتضمن هذه الصفحات تعليقات من مؤيدي هذه التنظيمات تحض على العنف ودعوة الشباب إلى المشاركة في التنظيمات الجهادية في حربها ضد النظام ومؤسساته. * الاهتمام بتصوير العمليات الإرهابية التي تقوم بها هذه التنظيمات، حيث ظهرت عدة فيديوهات تتناول لحظات استهداف أحد الأكمنة، أو العربات التابعة للجيش والشرطة، وقتل الجنود، ومواطنين بحجة تعاونهم مع الجيش والشرطة في الإرشاد عن الإرهابيين. لعل أشهرها وأكثرها مشاهدة علي يوتيوب قبل منع تداوله، هو فيديو أعدته جماعة أنصار بيت المقدس أطلقت عليه اسم "ملحمة الفرقان" تبث من خلاله تفاصيل عملية أم الرشراش الكبري. وكذلك فيديو "صولة الأنصار"، الذي أعلن فيه التنظيم مسؤوليته عن الهجوم على كمين "كرم القواديس"، الذي ظهر بتقنيات عالية واستخدمت فيه المؤثرات الصوتية والأناشيد التي تحض على العنف، والتي تحاكي إلي حد ما الفيديوهات التي يبثها تنظيم "داعش". كما عملت الجماعة نفسها علي إعداد فيديوهات باللغة الانجليزية، وبثها علي قنواتها الخاصة علي اليوتيوب