لتصحيح المفاهيم الخاطئة، الأوقاف تسير قوافل دعوية للمحافظات الحدودية    يستحقون أكثر من التكريم    «الوزير» يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع في المسافة من القاهرة حتى المنيا    اختيار «العلمين الجديدة» عاصمة المصايف العربية :استثمارات ضخمة وخدمات فندقية تليق بجميلة المدن الساحلية    الجريمة مستمرة والقاتل واحد    المهمة "قبل الأخيرة".. حكام مباراة بتروجيت والزمالك في الدوري    نيوم ينفي التفاوض مع أوسيمين    ضربات استباقية وسيطرة أمنية للقضاء على البلطجية ومروجي المخدرات في العبور| صور    ترامب يهدد بفرض 50% ضرائب على واردات الاتحاد الأوروبي    نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها    محمد شاهين يبكي بسبب هذا المشهد في «لام شمسية»    السفيرة نبيلة مكرم عن أزمة ابنها رامى: نمر بابتلاءات وبنتشعبط فى ربنا (فيديو)    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    أسعار مواد البناء مساء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    اليونيسيف: الأزمة الإنسانية فى غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    ضبط كيان صناعي مخالف بالباجور وتحريز 11 طن أسمدة ومخصبات زراعية مغشوشة    من مصر إلى إفريقيا.. بعثات تجارية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    يختتم دورته ال 78 غدا.. 15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    بث مباشر نهائي كأس مصر سيدات - الأهلي (1)-(0) دجلة.. جووول أشرقت تسجل الأول    مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: لا عودة للمستشفيات دون ضمانات أممية    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    حزب الإصلاح والنهضة: نؤيد استقرار النظام النيابي وندعو لتعزيز العدالة في الانتخابات المقبلة    بين الفرص والمخاطر| هل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي آمن؟    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    ندوة توعوية موسعة لهيئة التأمين الصحي الشامل مع القطاع الطبي الخاص بأسوان    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    قصور الثقافة تعرض مسرحية تك تك بوم على مسرح الأنفوشي    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    ضمن رؤية مصر 2030.. تفاصيل مشاركة جامعة العريش بالندوة التثقيفية المجمعة لجامعات أقليم القناة وسيناء (صور)    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    "نجوم الساحل" يتذيل شباك التذاكر    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    أرني سلوت ينتقد ألكسندر أرنولد بسبب تراجع مستواه في التدريبات    استمرار تدفق الأقماح المحلية لشون وصوامع الشرقية    زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    ترامب وهارفارد.. كواليس مواجهة محتدمة تهدد مستقبل الطلاب الدوليين    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة الأهلي ضد وادي دجلة في نهائي كأس مصر للكرة النسائية    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالاسماء و المناصب :التوريث فى البيت الابيض
نشر في الموجز يوم 30 - 09 - 2015

نشر المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية دراسة للباحث حسام ابراهيم عن التوريث فى البيت الابيض ..ننشر نصها
مع إعلان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ثم جيب بوش حاكم ولاية كاليفورنيا السابق خوضهما الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2016، عاد الحديث مجدداً عن ظاهرة العائلات السياسية التي تستحوذ على قدر كبير من النفوذ والقوة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا البلد الذى يعد من أكبر الديمقراطيات في العالم، يشهد نمط متكرر من دوران المناصب القيادية سواء على المستوي الفيدرالي داخل البيت الابيض أو الكونجرس، أو على المستوي المحلي في الولايات بين عدد معروف من العائلات السياسية.
ويبدو من المحتمل، حتى الآن ، أن تنتهى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي بترشيح هيلاري زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، وأن يرشح الحزب الجمهوري جيب بوش، الابن الثالث لجورج بوش الاب، بحيث يصبح السباق الرئاسي في 2016 منافسة بين شخصين يتصل كل منهما بقرابة وثيقة لأشخاص تولوا سابقا أعلى منصب سياسي في الولايات المتحدة منذ سنوات ليست بالبعيدة، ما أثار الجدل حول قضية "العائلات السياسية" في التاريخ الأمريكي، ومدى اتساق واقع أن تنتقل المناصب السياسية بين عائلات بعينها مع مبادئ الديموقراطية والمساواة.
انتقال المناصب عبر آليات الديمقراطية
تمثل ظاهرة "السلالات" السياسية Political Dynasty ، بمعني انتقال النفوذ و المناصب السياسية أو التنفيذية من جيل إلى جيل داخل العائلة الواحدة ، أو بين الاشخاص الذين تجمعهم صلة من القرابة، ملمح هام في الحياة السياسية الأمريكية. فهناك عدد من العائلات السياسية البارزة في التاريخ الأمريكي والتي تولت مناصب قيادية سواء على المستوي الفيدرالي أو القومي. وحتى على قمة النظام السياسي، من بين 44 رئيسا منتخبا، جاء ثمانية منهم من أربع عائلات وهي عائلات : آدمز، وهاريسون، وروزفلت، وبوش، حيث كان هناك رئيسان من كل عائلة. أما فيما يتعلق بالكونجرس، الهيئة التشريعية المنتخبة، فتشير الدراسات إلى أن هناك 700 عائلة سياسية تناوب أعضاؤها على شغل مقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب. وقد أوضحت دراسة نشرتها دورية Legislative Studies Quarterly في نوفمبر عام 2010، أنه خلال العشرين عاماً الماضية، فإن 9% تقريباً من أعضاء الكونجرس كان لهم صلة قرابة مع أعضاء خدموا في السابق. وقد أشلرت دراسات أخري إلى أن هناك 167 عائلة سياسية انتخب أعضاؤها لمناصب عامة على مدار ثلاثة أجيال متعاقبة، وأن 22 عائلة تم انتخاب أعضاؤها على مدار أربعة اجيال، وهناك 4 عائلات تناوب أعضاؤها على مقاعد الكونجرس على مدار خمسة أجيال. ولا تزال هذه الظاهرة واضحة في الكونجرس حتى اليوم، فعلى سبيل المثال، كان والد رئيس مجلس النواب السابقة نانسي بولسي أيضا عضوا في الكونجرس، لكن حياتها المهنية في المجلس امتدت لسنوات أكثر من التي خدم فيها والدها. كما شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر عام 2014 إعادة تأكيد نفوذ عائلات سياسية متجذرة في ولايات جورجيا وألاسكا وآركنسا، حيث تم إعادة انتخاب أشخاص من هذه العائلات مرة أخري.
لقد حظيت ظاهرة "السلالات" السياسية باهتمام خاص من الدارسين الأمريكيين، ويعد الكتاب الذى ألفه ستيفن هاس، والذى صدرت الطبعة الأولي منه عام 1966 بعنوان America's Political Dynasties ، من أهم الدراسات التي صدرت في هذا الشأن، حيث تابع فيه تطور ظاهرة العائلات السياسية في الحياة السياسية الأمريكية منذ عام 1789 وحتي تاريخ صدور الكتاب. وقد أعيد نشر الكتاب عام 2007 مع بعض التعديلات لتغطي الفترة اللاحقة على إصداره الأول. ومن الدراسات الهامة أيضاً الدراسة التي نشرتها دورية Review of Economic Studies في عام 2009 وقام بإعدادها ثلاثة من أبرز المتخصصين من جامعات كاليفورنيا و بروان، و نورث ويسترن بعنوان Political Dynasties ، و التي ركزت على دور العائلات السياسية في الكونجرس الأمريكي خلال الفترة من عام 1789 وحتي عام 2006. وقد أوضح الباحثون أن تعريف "العائلة السياسية" يرتبط بثلاثة عوامل: أن يكون للعائلة تاريخ يمتد لثلاثة أجيال على الاقل، وأن تكون هناك رابطة دم بين الأشخاص الذين يمكن تصنيفهم بأنهم ينتمون إلى عائلة سياسية، كما يجب أن يثبت أن لهذه العائلة نفوذ سياسي، أي أن من ينتمون إليها تولوا مناصب سياسية أو تنفيذية لأكثر من فترة أو لعدد ممتد من السنوات.
كما أوضحت الدراسة أن تركيبة العائلات السياسية المهيمنة تشهد تغييرا مستمرا ، من خلال صعود عائلات سياسية جديدة في المشهد العام، وتراجع وأفول أدوار ونفوذ عائلات أخري، كما تعكس هذه التغيرات التطورات التي يشهدها المجتمع الأمريكي ككل، وذلك من خلال بروز أدوار للمرأة والأقليات المختلفة في إطار هذه العائلات.
وحددت الراسة عشر عائلات أو "سلالات" سياسية برزت بشكل كبير على الساحة السياسية على مدار التاريخ الأمريكي، حيث تولت مناصب مؤثرة في الحكم سواء منصب رئاسي أو داخل الإدارة أو عضوية أحد المجلسين النواب والشيوخ، أو منصب حاكم ولاية. وأبرز عائلات وفق لترتيب نفوذها السياسي محسوباً بالمناصب التي تولها والمواقع القيادية وفترات القيادة هي: عائلة كيندي في المرتبة الأولي يليها عائلة روزفلت، ثم عائلات هاريسون وآدمز، وبوش.
جدول رقم – 1-
أسماء أقدم العائلات التي شغل ابناؤها مقاعد في الكونجرس منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية وحتي الآن
المصدر: دراسة Ernesto Dal Bo وPedro Dal Bo المنشورة في Review of Economic Studies في عام 2009 بتصرف من قائمة باسماء كل العائلات التي دخلت وخرجت من الكونجرس حتي الآن. الباحث ركز فقط علي العائلات التي استمرت حتي الان.
اتجاهين متعارضين
هناك رؤيتين متناقضتين داخل الولايات المتحدة حول تولي شخص من عائلة سياسية ممتدة منصب الرئيس، وتأثير ظاهرة السلالات السياسية بشكل عام على كفاءة النظام السياسي الأمريكي بشكل عام:
الاتجاه الرافض: يتبنى أصحاب هذا الاتجاه موقف رافض بالمطلق لفكرة تكرار تولي أشخاص من عائلات سياسية معينة المناصب الهامة في البلاد، ويرون في هذا الأمر تقويض لفاعلية النظام السياسي، حيث يقوض مبدأ تساوي الفرص بين المواطنين ، ويصعب من فرصة وجوه جديدة في التنافس على مناصب قيادية. فالمنتمون لعائلات سياسية يمنحهم اسم العائلة وتاريخها ميزة تنافسية تدفع الناخبين لاختيارهم بغض النظر عن مستوي كفاءتهم، خاصة وأن الذين يترشحون للمناصب العامة من عائلات سياسية يكون لديهم قدرة و خبرة أكبر في حشد الدعم والحصول علي التمويل اللازم لحملاتهم الانتخابية، وهو أمر شديد الأهمية حيث أصبحت الأخيرة مكلفة بشكل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي.
يستند الرافضون إلى مبادئ الدستور الأمريكي، الذي يمنع "منح أي شخص لقب من ألقاب الشرف"، والذي يؤكد على ضرورة عدم التمييز بين المواطنين أو منح أفضلية للبعض على حساب الآخرين. وقد أشار بعض المحللين المعارضين لهذه الظاهرة إلى تحذير الآباء المؤسسين للدولة الأمريكية من نمط "الأرستقراطية الوراثية" في الحكم، وذكروا بالرسالة التي كتبها جيفرسون إلى جورج واشنطن في عام 1786 محذراً فيها من أن "ارستقراطية وراثية سوف تغير شكل حكومتنا من الأفضل إلى الاسوأ في العالم". وفي هذا السياق أيضاً دشنت مجموعة سياسية ليبرالية موقع إليكتروني بعنوان (NOBushesorClintons ) لمعارضة تولي فرد من عائلتي بوش أو كلينتون منصب الرئاسة، وطالبت المجموعة المواطنين الأمريكيين بالتوقيع على عريضة بهذا الخصوص. ويستهدف الموقع الوصول إلى 20 ألف توقيع، وقد وصل يوم 26 يوليو 2015 عدد الموقعين علي عريضة الموقع إلى أكثر من خمسة عشر توقيع. وفي نفس الاطار يبرز البعض تصريحات صحيف أدلت بها زوجة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، والدة جيب بوش، تقول فيها "هناك من هو أفضل من عائلات بوش وكلينتون وكيندي، أنه أمر سخيف أن يتكرر نفس الامر، وهناك وجوه أفضل".
الاتجاه المؤيد: يركز هذا الاتجاه على عوامل الجذب في فكرة استمرارية تولي عائلات سياسية معينة للمناصب السياسية والحكم، حيث أن هؤلاء لديهم خلفية جيدة عن كيفية عمل النظام السياسي ومهارات تتلاءم مع المناصب التي يتولونها بحكم نشأتهم في أسر سياسية وتدرجهم في المناصب. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن أعضاء العائلات السياسية أقل عرضة للفساد السياسي، كما أن اختيارهم يتم عبر الآليات الديمقراطية وتصويت الناخبين، حتي مع الوضع في الاعتبار أن الاسم التاريخي للعائلة وشهرتها قد يدفع الناخبين لاختيارهم دون معرفة عميقة بهم أو بخبرتهم السياسية، لكن ما يطرحه المرشحون سيكون له دور في جذب الناخبين.
فرص جيب وهيلاري في الفوز عام 2016
رغم أنه من المبكر التنبؤ بأسماء المرشحين اللذين سيخوضان سباق الرئاسة في 2016، فهناك تكهنات بأن سباق الانتخابات التمهيدية ربما يسفر عن مواجهة بين هيلاري كلينتون وزير الخارجية السابقة زوجة الرئيس، وجيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق، حيث أن كلينتون لا تواجه حتى الآن منافسة قوية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وجيب متقدم في استطلاعات الرأي داخل الحزب الجمهوري بالرغم من المواجهة الشرسة مع المرشحين الآخرين من داخل الحزب ، والذي بلغ عددهم حتى كتابة هذا المقال أكثر من عشرة مرشحين. وفي هذا الإطار، تثور التساؤلات حول تأثير انتماء المرشحين إلى عائلة سياسية معروفة على فرصهم الانتخابية، حيث من المتوقع أن يكون لذلك تأثيرا سلبيا أو إيجابيا، على نتيجة الانتخابات. و يمكن تحديد الملامح العامة لهذا التأثير فيما يلي:-
اتجاهات تصويت الناخبين: أشارت استطلاعات الرأي إلي وجود اتجاه داخل المجتمع الأمريكي يرفض أن يقتصر سباق الانتخابات الرئاسية على مرشحين من عائلتين سياسيتين فقط هما كلينتون وبوش ويحبذ أن يكون هناك مرشحين أكثر. ففي استطلاع للرأي أجرته شبكة NBC الاخبارية وصحيفة وول ستريت جورنال خلال الفترة من 23 إلى 27 أبريل علي عينة من 1000 شخص، تبين أن 7 من كل 10 أشخاص وافقوا على ضرورة أن يكون هناك أكثر من مرشحين وليس فقط كلينتون وجيب، وبسؤالهم عن رأيهم في تصريح بابرا بوش زوجة الرئيس جورج بوش الاب لشبكة C-Span والذي قالت فيه "أنه بلد عظيم، هناك الكثير من العائلات العظيمة، ليس فقط أربع عائلات، هناك الكثير من الناس الموجودين والمؤهلين جيداً، لقد كان لدينا ما يكفي من عائلة بوش"، وافق 69% على هذا الرأي مقابل رفض 25%. وكشف الاستطلاع عن أن هيلارى كلينتون أكثر شعبية من جيب بوش، حيث أن 48% من المستطلع آرائهم يحملون أنطباعات ايجابية عنها مقابل 32% لديهم انطباعات سلبية، بينما 21% من المستطلع رأيهم كان ليهم انطباعات ايجابية عن جيب بوش، في مقابل 32% كانت انطباعاتهم عنه سلبية. في نفس السياق كشف استطلاع للرأي أجرته Rasmussen Reports في شهر ديسمبر عام 2014 ، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في الاستطلاعات، عن قلق الأمريكيين من ظاهرة السلالات السياسية، فقد صوت 43% من الجمهوريين الذين شاركوا في الاستطلاع بأن جيب بوش يجب ألا يترشح للانتخابات الرئاسية، مقابل 33% وافقوا على ترشحه ، بينما أعرب 49% عن رأي مفاده أن جيب بوش كان لديه أب وأخ توليا منصب رئيس الولايات المتحدة ، ومن ثم فهم لن يصوتوا له. ووفقاً للاستطلاع طالب 64% من المستطلعة آراءهم أن يجد الحزب الجمهوري وجوه جديدة للترشح في الانتخابات الرئاسية.
تأثير تاريخ كل عائلة وإرث من تولوا المناصب منها: يرى المحللون أن الإرث السياسي للرئيس كلينتون سوف يؤثر على فرص هيلاري كلينتون، وكذلك الأمر بالنسبة لجورج بوش الأب وجورج بوش الابن بالنسبة لجيب بوش. ويرى البعض أن النجاح الذي حققه الرئيس كلينتون خلال فترتي رئاسته، خاصة في المجال الاقتصادي سيكون له آثار إيجابية بالنسبة لهيلاري، لكن في المقابل، فإن تأييد هيلاري للسياسات الاقتصادية الليبرالية التي تبناها زوجها، والتي تصب في مصلحة المتحكمين في وول ستريت، سيكون له تداعيات سلبية في المناخ الاقتصادي والسياسي الحالي. و يبدو الموقف أكثر صعوبة بالنسبة لجيب بوش، فسياسات جورج بوش الابن في الشرق الاوسط، وورطة العراق وأفغانستان، سيكون لها بدون شك تأثيرات سلبية جداً، فالناخبين الأمريكيين الذين أرهقتهم الحرب وتداعياتها السلبية على الاقتصاد لن يرغبوا في تكرار هذا السيناريو مرة أخري، وسوف يلقي ذلك بظلاله على رؤيتهم لجيب بوش.
3- ايجابيات وسلبيات الارتباط بعائلة سياسية بشكل عام: يجمع المراقبين على أن ارتباط هيلاري كلينتون وجيب بوش بعائلتين سياسيتين له جوانب إيجابية، حيث يمكنهما استثمار شبكة علاقات العائلة والبناء عليها لتشكيل حملة انتخابية قوية، واستغلال اسم العائلة في الحصول علي تبرعات للحملة. فهيلاري كلينتون تستطيع الاستعانة بشخصيات ذات خبرة من الذين عملوا سابقا مع الرئيس كلينتون، وكذلك الأمر بالنسبة لجيب بوش الذي يمكنه أن يستعين بأشخاص من الذين عملوا مع والده وأخيه. لكن الاستعانة بأسماء من الماضي قد يكون له تبعاته السلبية، حيث انتقد البعض استعانة جيب بوش في فريق حملته الانتخابية بأشخاص مثل بول ولفوويتز مهندس السياسة الامريكية في العراق وأحد أبرز المحافظين الجدد، كذلك استعانته باثنين من المسؤولين السابقين في وزارة الأمن الداخلي، واثنين من رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية السابقين، ما قد يضر بصورة جيب بوش لدى الرأي العام.
وبشكل عام، ورغم أن عائلة كلينتون ليس لديها الجذور السياسية التي تتمتع بها عائلة بوش، فمن المرجح في حال إنحصرت المنافسة بين هيلاري كلينتون وجيب بوش في الانتخابات النهائية، أن يذهب المنصب الرئاسي إلي هيلاري كلينتون". فمن ناحية تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمها عن كل المرشحين الرئاسيين، كما أنها متقدمة عن جيب بوش، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته شبكة ABC الاخبارية وصحيفة واشنطن بوست خلال الفترة من 16- 19 يوليو، والذي حصلت فيه كلينتون علي دعم 51% من المشاركين، مقابل 41% لجيب بوش. وتستفيد كلينتون من ميزة تنافسية أخرى، هي جاذبية فكرة انتخاب أول رئيسة أمريكية في التاريخ، ما قد يرجح كفتها لدي الناخبين الأمريكيين .
تشير الدراسات إلى أن ظاهرة "السلالات" السياسية ظاهرة متجذرة في التاريخ الأمريكي، وأن هناك عدد من العائلات، على المستويات المحلية أو الفيدرالية، تتمتع بقدر كبير من النفوذ، حيث تتنقل المناصب بين أجيالها المختلفة بشكل مستمر، ومنها من نجح في الاستحواذ على المناصب والنفوذ لثلاثة أو أربعة أجيال متصلة. وقد اثيرت انتقادات بشأن تأثير ذلك علي فاعلية النظام السياسي وتساوي الفرص بين المواطنيين، الأمر الذي دفع البعض للحديث عن أن النظام السياسي الأمريكي يخفي وراء ظاهره الديمقراطي باطنا "أوليجاركيا" ، يتناقض كل التناقض مع مبادئ المساواة والعدالة التي ينادي بها الدستور الأمريكي.
الانتخابات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.