تناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية مرشحى الرئاسة فى إطار انتماءاتهم لعائلات سياسية كبرى، وقالت إنه فى بلد يبلغ تعداد سكانه 319 مليون نسمة، يمكن أن تكون الانتخابات الرئاسية المقررة فى عام 2016 مباراة جديدة بين اثنين من كبريات العائلات السياسية فى الولاياتالمتحدة فى الوقت الراهن، وهما آل بوش وآل كلينتون. كلينتون تتقدم السباق الديمقراطى فوزيرة الخارجية السابقة التى سبق أن كانت سيدة أمريكا الأولى، هيلارى كلينتون، تصدرت الاستطلاعات فى الترشيح الديمقراطى، وتتقدم على أقرب منافسيها المحتملين نائب الرئيس الحالى جو بايدن، وتحصل على حوالى 44% فى استطلاعات الرأى الكبرى، وهى لم تقم بعد بالخطوة الرسمية الأولى نحو الترشح، وبرغم ذلك، فهى من حيث التنظيم وجمع الأموال تسير فى طريقها. جيب بوش فى المقدمة أما جيب بوش وهو ابن وأخ لرئيسيين سابقين، فهو فى مقدمة السباق الجمهورى المحتمل فى أغلب الاستطلاعات، أو الأقرب إليها. ويملك الحاكم السابق لولاية فلوريدا مزايا رائدة ومنها أن انتماءه لعائلة بوش يساعده على جمع كميات ضخمة من الأموال. وفى أحد مؤتمرات جمع التبرعات، حصل على 100 ألف دولار دفعة واحدة. ومثل كلينتون، عاش بوش وتنفس السياسية على أعلى مستوى على مدار عقود. وبالنسبة لكليهما، فإن السياسة هى العمل الذى تعيش منه الأسرة. الناخبون ينجذبون للعائلات السياسية الكبرى وقد اشمأز كثير من الأمريكيين من احتمال أن يكون هناك سباق رئاسى جديد بين كلينتون وبوش، فى تكرار للسباق الذى حدث عام 1992 والذى تنافس فيه بل كلينتون الذى كان حاكما لأركنساس حينئذ ضد الرئيس جورج بوش الأب. فقد تأسست الولاياتالمتحدة على رفض فكرة الميزة الملكية والوضع الموروث. ويقال للأطفال الأمريكيين أن أى شخص يمكن أن يصبح رئيسا، لكن عبر التاريخ الأمريكى انجذب الناخبون نحو الأسماء الكبرى للعائلات السياسية. وتقول باربرا بيرى، العالمة فى الشئون الرئاسية الأمريكية، إن هناك تلك المفارقة فى الكيان السياسى الأمريكى.. فنقول دائما إننا نريد شخصا يأتى من كوخ خشبى، لكننا ننجذب للمرشحين الأثرياء النبلاء أيضا. وتساءلت الصحيفة عن كيف وصلت أمريكا لهذه اللحظة التى يتواجه فيه على الرئاسة مرشحين من عائلتين سياسيتين؛ واحدة اتسمت بالثروة على مدار أجيال، والأخرى متواضعة لكنها تحظى بمكانة. وتشير "ساينس مونيتور" إلى أن الأمر ليس من قبيل الصدفة، فقد فتح حكم المحكمة العليا الباب أمام الإنفاق الخارجى على الحملات، مما أثار مخاطر بالنسبة لجمع الأموال فى الحملات الرئاسية. وهو ما منح ميزة هائلة للمرشحين الذين لديهم مال وفير.