رغم ما شهدته مدينتا حلايب وشلاتين أقصى جنوب محافظة البحر الأحمر من تطور عمراني وخدمي خلال السنوات الأخيرة، لا يزال ملف الكهرباء أحد أبرز التحديات التي تؤرق المواطنين وتعرقل تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في المنطقة حيث يعتمد سكان المدينتين، إلى جانب التجمعات البدوية المحيطة مثل أبورماد وابرق ومرسي حميرة على مولدات ديزل محدودة القدرة، توفر التيار الكهربائي لساعات محدودة، ما يُصعّب حياة السكان، ويقف عائقًا أمام التوسع في الاستثمارات والمشروعات القومية بالمنطقة. وطالب المواطنون في حلايب وشلاتين، ومعهم عدد من نواب البرلمان، بسرعة ربط المدينتين بالشبكة الكهربائية الموحدة، على غرار ما تم في مدينة برنيس الواقعة شمال شلاتين بنحو 100 كيلومتر، والتي تم إدخال الشبكة الموحدة لها الاعوام الماضية، خاصة وأن أقرب نقطة للشبكة الكهربائية الموحدة إلى شلاتين تقع في منطقة برنيس، التي جرى ربطها بالفعل بالشبكة القومية، ما يجعل المشروع ممكنًا من الناحية الهندسية والفنية، ولا يتطلب سوى تنفيذ خط تمديد بطول 100 كيلومتر تقريبًا. وقال لشيخ محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ حلايب، إن المشروع يمثل حلمًا قوميًا لأهالي شلاتين وحلايب، بعد أن أنفقت الدولة نحو 4 مليارات جنيه خلال السنوات الماضية على مشروعات البنية التحتية، ووفرت خدمات أساسية في مجالات المياه والصحة والتعليم والطرق، إلا أن استمرار الاعتماد على مولدات الكهرباء يُشكل ثغرة كبيرة في مسار التنمية المتكاملة. وطالب «سدو» وزارة الكهرباء والطاقة بضرورة إدراج مدن حلايب وشلاتين وأبورماد ضمن خطة الربط الكهربائي القومي، لما لذلك من أثر مباشر على تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتشجيع الاستثمار في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسياحة.وأن إدخال الشبكة الموحدة سيُحدث نقلة تنموية شاملة، نظرًا لتوافر إمكانيات كبيرة للاستثمار في مجالات الثروة السمكية، والمحميات الطبيعية، والمشروعات الزراعية، وهو ما يتطلب طاقة كهربائية مستقرة ومستدامة. وطالب النائب علي نور، الجهات المعنية بوضع جدول زمني واضح للتنفيذ، وإدراج المشروع ضمن أولويات وزارة الكهرباء للعام المالي الجديد، مشيرًا إلى أن خط الكهرباء سيكون شريان حياة لمواطني مدن وتجمعات الجنوب، وسيدعم تنفيذ عشرات المشروعات القومية. وينظر أهالي حلايب وشلاتين إلى ربطهم بالشبكة الموحدة باعتباره مطلبًا عاجلًا وتوفير الكهرباء المستقرة سيمكّنهم من إقامة مشروعات خاصة، ودعم التعليم الفني، وتشغيل مراكز الشباب، وتحسين خدمات الإنترنت والاتصالات. ومع تضاعف الاستثمارات الحكومية في جنوبالبحر الأحمر، ومطالبة السكان بتفعيل مشروع الربط الكهربائي مع حلايب وشلاتين، بما يضع المنطقة على خريطة التنمية الوطنية بشكل كامل، ويحقق نقلة نوعية طال انتظارها لأهالي المنطقة، الذين لا يزالون ينتظرون النور القادم من الشمال.