دعا وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، اليوم الأحد، دول جنوب شرق آسيا إلى تسريع عملية التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتنويع أسواقها، وتعزيز وحدتها لمواجهة تداعيات الاضطرابات التجارية العالمية الناتجة عن الزيادات الواسعة في الرسوم الجمركية الأمريكية. وقال وزير الخارجية الماليزي ، خلال كلمته في افتتاح اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة في كوالالمبور، إن دول آسيان من بين أكثر المتضررين من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولاياتالمتحدة، فالحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين تُحدث اضطرابًا كبيرًا في أنماط الإنتاج والتجارة على مستوى العالم، ومن المرجح أن يحدث تباطؤا اقتصاديا عالميا، علينا أن نغتنم هذه اللحظة لتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي، حتى نتمكن من تحصين منطقتنا من الصدمات الخارجية"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية. يأتي اجتماع وزراء الخارجية تمهيدًا لقمة قادة آسيان المقرر انطلاقها غدا الاثنين في ماليزيا، التي تتولى حاليًا رئاسة الرابطة. وشدد الوزير الماليزي على أن وحدة آسيان باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، من تغير المناخ إلى التداعيات السلبية للاستخدام الخبيث للذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات غير المنظمة، وحذر من أن مركزية آسيان ستتعرض لاختبارات حقيقية بفعل الضغوط الخارجية، بما في ذلك التنافس بين القوى الكبرى. وأضاف: الضغوط الخارجية تتصاعد، ونطاق التحديات لم يكن يومًا بهذه الخطورة، لذا من الضروري أن نعزز الروابط التي تجمعنا، حتى لا ننهار تحت وطأة هذه الضغوط، بالنسبة لآسيان، فإن الوحدة أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. اقرأأيضا :وزير الخارجية الماليزي يعلن عزم بلاده الانضمام إلى «بريكس» في عام 2025 وتعاني دول آسيان، التي تعتمد كثيرًا على صادراتها إلى السوق الأمريكية، من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تراوحت ما بين 10% و49%، وكان 6 دول من أعضاء الرابطة العشرة من بين الأكثر تضررًا، إذ تراوحت نسب الرسوم المفروضة عليها ما بين 32% و49%. وكانت آسيان قد سعت دون جدوى لعقد اجتماع أولي مع الولاياتالمتحدة ككتلة موحدة، إلا أنه عقب إعلان ترامب الشهر الماضي عن تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا للرسوم، سارعت دول من بينها ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام إلى بدء مفاوضات تجارية ثنائية مع واشنطن. وترفض دول آسيان الانحياز لأي طرف، وتستمر في التعامل مع كل من الولاياتالمتحدة والصين، اللتين تعدان شريكين رئيسيين في التجارة والاستثمار الإقليمي.