سوزى الجنيدى يبدو أن سباق الرئاسة الأمريكية المقبل عام 2016 سيعيد معركة كلينتون - بوش عام 1992 ويعيد معها تخوف الكثير من الأمريكيين من سطوة وسيطرة عائلات بعينها على الحياة السياسية الأمريكية التى أصبح مجرد التفكير فى دخول أولى عتباتها يحتاج للملايين من الدولارات وقبلهما لاسم عائلة معروفة فى عالم السياسة. ففى واشنطن يتحدثون الآن عما صرحت به بربارا بوش، زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب ووالدة جورج بوش الابن الرئيس السابق أخيرا، عندما عبرت عن ضيقها بشأن احتكار عائلتى بوش وكلينتون المشهد السياسى الأمريكى.حيث ذكرت: «نعيش فى بلد كبير، وإذا لم نكن قادرين على العثور على أكثر من عائلتين أو ثلاث لخوض السباق الرئاسى، فالأمر سخيف». . قد يبدو الأمر مصادفة، لكن المنافسة بين عائلتى كلينتون وبوش تعود من جديد لتطرح فكرة العائلات الحاكمة التى أصبحت تتحكم فى عالم السياسة وتحكم أمريكا حاليا، فبعد أن نجح بيل كلينتون فى الفوز على جورج بوش الأب فى انتخابات 1992، قد تعود المنافسة على الرئاسة، لكن هذه المرة بين زوجته هيلارى كلينتون وجيب بوش، نجل الرئيس السابق جورج بوش الأب، وشقيق الرئيس السابق أيضا جورج بوش الابن، وكان من اللافت للنظر أن أسرة بوش لم تكتف فقط بمنصب رئيس الجمهورية ، حيث تم انتخاب جورج بريسكوت بوش، حفيد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب "مفوضاً للأراضي" فى ولاية تكساس ويتمتّع شاغله بصلاحيّات كبيرة، إذ يدير بلايين الدولارات من الممتلكات والاستثمارات فى الولاية.وهو أوّل أفراد أسرة بوش الّذى يفوز فى الانتخابات من المرّة الأولى، وجورج بريسكوت بوش هو ابن الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش وأحد المرشحين الجمهوريين المحتملين للانتخابات الرئاسية فى 2016. لكن فى نفس الوقت انهزم جيسون كارتر، عضو مجلس شيوخ الولاية حفيد الرئيس الأسبق جيمى كارتر فى معركته الانتخابية أمام الجمهورى ناثان دييل حاكم لولاية جورجيا، فالعائلات الأمريكية الحاكمة مثل كلينتون وكارتر وبوش وكينيدى، وعائلات هاريسون فى ولاية فرجينيا، وروزفلت فى نيويورك، ودالى فى شيكاغو تربى أجيالها الجديدة على اقتحام عالم السياسة، ويتوقع أن تعلن هيلارى كلينتون (67 عاما) نيتها فى بداية 2015. بالنسبة للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، ومع أن كل شىء يوحى بأنها تعد لترشحها مجددا، لكن الأمر لن يتوقف على ذلك، فالبعض يرشح ابنتها تشيلسى للعب دور سياسى بارز فى المستقبل، وقد تنجح فى أن تصبح أول رئيسة سيدة للولايات المتحدة فى حالة فشل والدتها فى الانتخابات المقبلة، والتى من المنتظر أن تنافس فيها جيب بوش (61 عاما) نجل جورج بوش الأب الرئيس ال41 للولايات المتحدة (1989 - 1993) وشقيق جورج بوش الابن الرئيس ال43 (2001 - 2009). وهو الحاكم السابق لفلوريدا، وقد يحاول أن يصبح الرئيس ال45. وهو متردد ومعروف بموقف أكثر وسطية من شقيقه. وسيتم تنظيم الانتخابات الرئاسية التى ستحدد اسم الرئيس ال45 فى تاريخ الولاياتالمتحدة، فى 8 نوفمبر 2016. وتنطلق الانتخابات التمهيدية فى بداية 2016. لكن الأشهر المقبلة ستشهد إعلان الترشحات جمع التمويلات التى تشكل عصب حرب الانتخابات. ونظريا، لا تلعب الإحصائيات لصالح تولى ديمقراطى كرسى الرئاسة فى 2016، إذ من النادر أن يتولى حزب ثلاث ولايات متتالية فى الولاياتالمتحدة. والاستثناء الوحيد فى السنوات الستين الأخيرة كان فى 1988 حين أعيد انتخاب جورج بوش الأب الجمهورى إثر ولايتين تولاهما رونالد ريجان. ويرى آل كروس، مدير معهد الإعلام بجامعة كنتاكى أن اسم عائلة المرشح قد يشكل جواز مرور له لتحقيق مكاسب فى الانتخابات، فمثلا المرشحة السابقة عن الحزب الديمقراطى فى مجلس الشيوخ فى ولاية كنتاكى اليسون لاندرجان جريمز 36 عاما جازفت بدخول الانتخابات لأول مرة أمام السيناتور ميتش ماكونيل الذى يشغل منصب عضو مجلس الشيوخ منذ ثلاثين عاما اعتمادا فى البداية على اسم والدها الذى عمل بمدة 40 عاما فى عالم السياسة فى كنتاكى، بجانب المرشحة الأخرى عن ولاية جورجيا ميشيل نآن الذى عمل والدها سام نآن، عضو مجلس الشيوخ فى الفترة من 1972 إلى 1997 بينما كان المرشح المنافس لها دافيد بيردو ينتمى هو الآخر لعائلة سياسية حيث شغل ابن عمه منصب حاكم ولاية جورجيا . ويقول كريستيان موتلى، المستشار السياسى للحزب الديمقراطى فى كنتاكى إن هناك عائلات مشهورة فى عالم السياسة مثل كلينتون وكينيدى وبوش وكارتر، موضحا أن أى مرشحة قد تحتاج بالفعل إلى اسم عائلتها والتى لديها خبرة سياسية لمساندتها أو اسم عائلة زوجها ولكن اسم العائلة وحده ليس كافيا لضمان الفوز قى الانتخابات وعن تأثير اسم العائلة خصوصا إذ كان مشهورا فى عالم السياسية يرى د. آلان إبرامويتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة روشستر الأمريكية أن جيسن كارتر، حفيد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر سعى للحصول على منصب محافظ جورجيا بناء على مواقفه الجيدة فى قضايا التعليم، وليس فقط لأنه حفيد كارتر وهو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى فاز من جورجيا، حيث كان حاكما للولاية، لكنه خسر فى فترته الثانية أمام رونالد ريجان بسبب رؤية البعض له بأنه متعاطف مع الفلسطينيين وسياساته مع إيران والاقتصاد، لكنه عمل كثيرا بعد خروجه من الرئاسة وأنشأ مركز كارتر لحقوق الإنسان عام 1982، مما زاد من شعبيته، لكن بالتأكيد فإن اسم العائلة المعروف يساعد المرشح، ونفس الأمر سيجرى مع هيلارى كلينتون، وهناك إمبراطوريات عائلية سياسية فى أمريكا مثل عائلة كينيدى وبوش وكارتر وكلينتون. وبرغم احتمال إصابة الناس بالملل من كثرة تردد الاسم، فقد ذكر الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش أن فكرة ترشح شقيقه الجمهورى جيب بوش فى انتخابات الرئاسة أمام الديمقراطية هيلارى كلينتون تروق له.حيث أكد أنه يحث شقيقه على السعى ليكون ثالث الرؤساء من عائلة بوش. وسبق أن شغل جيب بوش (61 عاما) منصب حاكم فلوريدا فترتين، وهو يفكر فى خوض السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة عام 2016 ويقول إنه سيبت فى الأمر بنهاية العام الحالى. وقال جورج دبليو بوش إن أخاه "يمتلك الخبرة اللازمة لكى يكون رئيسا. وهو يتفهم ما يعنيه أن يكون زعيما. وبوسعه استمالة فئات مختلفة من الناخبين" وقال الرئيس السابق: "البعض سيقول ما من سبيل لمنح صوتى لشخص يحمل هذا الاسم"، وتابع "بالطبع إذا ترشح أمام هيلارى كلينتون نا أعتقد أن مشكلة الاسم ستتبدد إلى حد ما ثم يختار الناس زعيما لهم من بينهما. لكن لم يعلن أى منهما وأنا حقا لا أعرف إن كان جيب سيترشح" . وبالطبع فإنه إذا ما واجهت هيلارى كلينتون المرشح الجمهور، جيب بوش سيعيد ذلك بالأذهان إلى معركة بيل كلينتون وجورج بوش الأب التى فاز فيها كلينتون، فهل سيعيد التاريخ نفسه مجددا أم ستكون فرصة لانتقام عائلة بوش من عائلة كلينتون سياسيا، سؤال ستجيب عنه الشهور المقبلة، لكن الأمر المؤكد أن تلك المعركة المنتظرة سترسخ فى أذهان الأمريكيين مشكلة العائلات التى أصبحت تتحكم فى عالم السياسة وتحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية سواء بشكل مباشر أو خلف الكواليس.