جمود ونفور وغضب.. هكذا توصف العلاقة الحالية بين الأقباط وروبرت بيكروفت السفير الأمريكي في مصر الذي لم يتعدي توليه منصبه أكثر من 6 أشهر ,وذلك نتيجة للمخاوف والهواجس التي يثيرها داخل المجتمع المصري بصفة عامة وعلى صعيد الأقباط على وجه الخصوص. وقد أكد عدد من النشطاء والرموز القبطية أن السفير الأمريكي يحمل مخططاً شيطانيا لتأجيج الفتن الطائفية وتفتيت وحدة الكنائس لخدمة رسالته في التبشير التي تدعو إليها طائفة "المورمون" التي ينتمي إليها وتنبذها الكنيسة الأرثوذكسية لما تحمله من مخالفات صريحة للعقائد الثابتة في الكتاب المقدس مثل السماح بتعدد الزوجات وتحريم تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي أو القهوة، أو حتى المياه الغازية وكذلك الكحوليات. من جانبه أكد مينا أسعد كامل أستاذ اللاهوت الدفاعي أن المورمون تعد طائفة من طوائف كثيرة انشقت عن البروتستانت "الإنجيليين" المنشقين في الأصل عن الأرثوذكس بدعوي حرية التفسير للكتاب المقدس ,مشيراً إلي أن بداية "المورمون" كانت في أمريكا الشمالية وكان أتباعها من أغنى أغنياء العالم والذين يصل عددهم لأكثر من15 مليون شخص ولهم أكثر من عشرة آلاف معبد . وقال: يعد التبشير إحدى المهمات الرئيسية للطائفة في كثير من الدول,حيث كشفت إحدى الإحصائيات أن نفقات المورمون في التبشير تجاوزت ثلاثين بليون دولار خلال السنوات الماضية. وأشار أسعد إلي أن "المورمون" يؤمنون بخرافات كثيرة منها أن الله تزوج جنسيا لينجب المسيح وان المسيح تزوج نساء كثيرات وان الله كان يوما إنسانا ثم تحول إلي اله ,مؤكداً أن الكنائس الأرثوذكسية لا تعترف بهم كمسيحيين. وقال: إذا كان روبرت بيكروفت السفير الأمريكي ينتمي إلي "المورمون" فهذا يعني أنه ليس مسيحيا باعتراف الكنائس تجاه تلك الطائفة,كما يفسر ذلك عدم سعيه للقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إضافة إلي أن "بيكروفت" يمثل الموقف الأمريكي الذي كان يسعي دائما لإثارة الفتن الطائفية في مصر بدعوي حماية مسيحي مصر ,ولكن الموقف الوطني والمشرف لكل من البابا شنودة الراحل والبابا تواضروس أجهض هذا المخطط بعدما أعلنا رفضهما التدخل الخارجي في شئون مصر. وتابع: مع الدعم الواضح من أمريكا للإرهاب وللإخوان في مصر صار من المنطقي ألا يسعى السفير الأمريكي للقاء البابا ؛لأنه لا يبحث عن وطنيين وإنما عن طريقة لشق مصر نصفين. وقال جرجس بشري الناشط القبطي ,الولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة إدارة أوباما الراعية لمخطط التفتيت بعدما فشلت مهمة "آن باتروسون" السفيرة الأمريكية السابقة مهندسة العلاقات بين الجماعة الإرهابية وأمريكا –علي حد وصفه- في تفتيت وإسقاط الدولة المصرية ,قامت الإدارة الأمريكية بإرسال سفير جديد إلي مصر وهو ستيفين بيكروفت المعروف تاريخه في دعم مخططات الفتنة الطائفية والمذهبية في العراق ودعمه للإخوان في الأردن. وأكد بشري أن أقباط مصر ينتفضون ضد من يقف ضد الدولة المصرية ووحدتها ووحدة أزهرها وكنيستها ، مشيراً إلي أن السفير الأمريكي الجديد بالقاهرة جاء مبعوثا لمهمة خاصة في وقت حرج تمر به الدولة المصرية وبعد الموقف الوطني للكنيسة المصرية الذي وقفت فيه ضد المخطط الأمريكي لتفتيت الدولة المصرية. وقال: هناك توقعات بأن مهمة بيكروفت خلال فترة وجوده في مصر ستستهدف إثارة الثغرات المذهبية في مصر وخلق كيانات تحرض ضد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا ,خاصة أن السفير الأمريكي الجديد بالقاهرة كان قسا ينتمي للطائفة المورمونية ذات الأصول اليهودية والتي ترصد أموالا ضخمة للإنفاق على التبشير بعقيدتهم المخالفة لتعاليم الكتاب المقدس والإنجيل ويعتبر عندهم التبشير تكليفا وليس رفاهية حيث أن الأسرة ترسل ابنها للتبشير لمدة عامين خارج البلد الذي تقطن فيه بعد التخرج ولها الآن معبد في القاهرة. وتابع :من المتوقع أن يقوم بيكروفت بالإنفاق ببذخ لنشر المعتقد المورموني كتكليف ديني وفي محاولة لاستقطاب أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واستغلال أصحاب المشكلات أو من لهم عداء مع الكنيسة لمحاربة الكنيسة القبطية الارثوذكسية من الداخل وذلك لإثارة الشعب ضد الكنيسة والبابا. كما ناشد بشري كل من القيادة السياسية في الدولة المصرية والقيادة الدينية بالكنيسة الأرثوذكسية بضرورة توخي الحذر في التعامل مع السفير الأمريكي ومتابعة تحركاته لإجهاض مخططاته في التبشير لمذهبه ,مشيرا إلي أن انتشاره سيؤجج الفتنة الطائفية ويهدد السلام الاجتماعي في مصر . من جانبه قال مينا كمال، أمين عام حركة معا من أجل مصر، "تميزت العلاقة بين السفارة الأمريكية في القاهرة والكنيسة المصرية بلغة المصالح الأمريكية ,حيث استخدمت الولاياتالمتحدة الملف القبطي والمشاكل الطائفية كأداة للضغط علي الحكومة المصرية والتدخل في شئونها بدعوي اضطهاد الأقباط في مصر". وأشار إلى أن الذى ساعد الإدارة الأمريكية هو وجود لوبي قبطي هناك يقوم بإثارة القضايا القبطية لتأجيج الموقف الدولي ضد مصر وفتح الباب أمام التدخل الخارجي في شئونها الداخلية ,موضحا أن القيادة القبطية الحكيمة ممثلة في البابا شنودة الراحل كشفت هذا المخطط وأعلنت رفضها له. وأوضح كمال أن العلاقة ساءت جداً بين الأقباط والإدارة الأمريكية عقب الدعم الأمريكي للإخوان المسلمين في مصر رغم قيامهم بحرق عشرات الكنائس وقبلها رفضت الكنيسة لدعوة السفيرة الأمريكية السابقة بمنع الأقباط من المشاركة في تظاهرات 30 يونيو. وتابع: زادت الأوضاع سوءاً بعد إرسال الإدارة الأمريكية للسفير روبرت بيكروفت الذي ينتمي لمذهب "المورمون" والذي يعتبره الأقباط فى مصر هرطقة، وقد أدى ذلك الى نفور من الطرفين وترتب عليه عدم مشاركة السفير الامريكي احتفالات الأقباط بعيد القيامة. وأوضح أن كل ما حدث أظهر للأقباط أن الإدارة الأمريكية لا تبحث إلا عن مصالحها ولذلك أصبح الأقباط يكرهون الأمريكان ويرفضون التعامل معهم. وقال فادى يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، "نحن لا نضمر الكره لأحد ولكن المشكلة ليست فى حدود العلاقة بين الأقباط والسفير الأمريكى، فهناك منظور أكبر لابد أن ننظر إليه وهو حالة العداء بين المصريين ككل والإدارة الأمريكية". وأوضح انه عقب ثورة يونيو اختلفت النظرة حول أمريكا ومساندتها الدائمة للإخوان بصفتها جماعة إرهابية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الأقباط بالإدارة الأمريكية وأصبح هناك حالة عزوف من جانب الأقباط في التعامل مع من يمثلها . وتابع "لا يوجد علاقة بين الطائفة التى ينتمى إليها السفير الأمريكى وكرهنا له خاصة وأن الفكر الامريكى لا يعترف بالطوائف قدر اهتمامه بالمصلحة أو العائد على الدولة من اى علاقات". وأشار يوسف الى أن علاقة السفير الامريكى بالبابا توضرواس الثانى، بابا الإسكندرية علاقة رسمية مثل علاقة باقى السفراء بالبابا، وأوضح أن عدم حضور السفير لاحتفالات عيد الميلاد تعود إلى انه يعرف جيداً أن الأقباط لن يرحبوا به ولذلك فضل عدم الحضور. وأضاف "علينا أن نعترف أن العلاقة تأثرت بين جميع المؤسسات الوطنية والدينية فى مصر مع الإدارة الأمريكية، وعلى أمريكا مراعاة ذلك جيدا لأن مصر وشعبها بأقباطها ومسلميها هم جزء هام وقوى فى العالم الدولى، وعليها أن تعيد التفكير فى السياسة التى تتبعها فى التعامل مع الشعب المصرى". جدير بالذكر أن تعداد أتباع المورمونية في العالم يصل إلى ما يزيد على 15 مليون نسمة، بينهم السفير الأمريكي بالقاهرة روبرت ستيفن بيكروفت ,والذي لوحظ في المراحل العملية الأولى من حياته انخراطه في العمل الكنسي، حتى إنه كان عضوا في الكنيسة المارمونية، والتي يطلق عليها أيضا "كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة"، وهي الكنيسة التي تضم أعضاء متطوعين، وتعتمد على إرسال بعثات تبشيرية إلى أرجاء متفرقة في العالم، للترويج للديانة المارونية. كما تكلف معتنقيها من الشباب عند بلوغهم العشرين عاما، بالتبشير خارج أرضهم، لعدد من السنوات، وهو ما فعله السفير الأمريكي بيكروفت في فنزويلا لمدة عامين . ويحلّ "المورمون" تعدد الزوجات، إضافة إلى الحث بشكل متزايد على الإنجاب، رغم منعهم ذلك ظاهريا، نتيجة القيود التي فرضتها الولاياتالمتحدة على الزواج. ويحرم "المورمون" تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي أو القهوة، أو حتى المياه الغازية وكذلك الكحوليات. كما ان تلك الطائفة تنفق أموالاً ضخمة على التبشير والتي تزيد عن 30 بليون دولار امريكي بجانب طباعة 5 مليون نسخة من كتابهم سنويا ، وبناء معبد يوميا لهم ولديهم اكثر من 12000 كنيسة وأكثر من 126 مجموعة تبشر بالعقيدة المورمونية ، وهذه العقيدة تري أن جميع المسيحيين في العالم كله ضلوا وأن المسيحية الحقيقية اختفت من العالم كله إلى أن ظهر جوزيف سميث نبي المورمون الأكبر في القرن التاسع عشر ليكتشف انجيلا ويعود بهم الي الإيمان السليم بعد ظهور ملاك مورموني له عام 1820 .