حذر د.مجدي قرقر أمين عام حزب الاستقلال والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب من أن يكون قبول حكومة مصر الحالية للسفير الأمريكي الجديد روبرت ستيفن بيكروفت جاء نتيجة صفقة بين سلطة الانقلاب وواشنطن مقابل المساعدات ، وأن يدفع تعيين هذا السفير لاستمرار المخطط الصهيوني الأمريكي لتفتيت مصر لصالح الكيان الصهيوني، باعتبار أن هذا السفير كان له دور خطير في أزمة العراق . وأضاف القيادي بالتحالف في تصريح ل "الشرق .تي في" أن تعيين السفير الجديد لأمريكا في القاهرة - روبرت ستيفن بيكروفت - يأتي بعد رفع الحظر الجزئي الذي فرضته أمريكا على المساعدات العسكرية لمصر بعد الانقلاب العسكري - ذرا للرماد في العيون - بحجة استخدامها ضد الإرهاب المزعوم المصنوع من سلطة الانقلاب، مضيفا أن ترشيح سفير أمريكي جديد جاء ثمرة للتوافق بين الولاياتالمتحدة الداعمة للانقلاب وسلطة هذا الانقلاب وعلى حساب الشعب المصري الرافض للسياسات الأمريكية في المنطقة وتدخلها في الشئون الداخلية لدولها. وحذر د.قرقر من "إن حلف الشر وبمشاركة سلطة الانقلاب يورط مصر في صراعات إقليمية ضد دول عربية شقيقة بما يهدد وحدة مصر وأمنها القومي ويدفع بها إلي سيناريو التقسيم الذي يتشابه مع الخريطة المستهدفة لتقسيم العراق التي فشلت الولاياتالمتحدة وسفيرها الجديد في القاهرة في تحقيقها طوال ربع قرن بفضل الله ثم وطنية الشعب العراقي ومقاومته الباسلة ضد ذيول الاحتلال الأمريكي الغاشم وأعوانه " . وقال على أن مصر الثورة ترفض سفير التآمر والتقسيم ومحلل الانقلاب، ومندوب أمريكا السامي على أرضها الحرة الشريفة، وسيواصل شعبها الأبي الحر ثورته السلمية حتى استكمالها وتحقيق كامل أهدافها وفي مقدمتها الاستقلال الوطني الكامل لمصر وإسقاط التبعية ومظاهرها إلى غير رجعة . وأكد قرقر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ زرع الكيان الصهيوني في أمتنا وعلى حدود مصر الشرقية في فلسطين الحبيبة دأبت على زرع أجهزة استخباراتها في سفاراتها في المنطقة لخدمة مصالح العدو الصهيوني ولزرع عملاء الحلف الصهيوني الأمريكي من أبناء جلدتنا لتحقيق هذه المصالح . وقال أنه "بعد سقوط أوراق التوت عن سلطة الانقلاب وحزب أمريكا في مصر والمنطقة أنفضح تنسيق هؤلاء المتآمرين مع الأمريكان والصهاينة والاتحاد الأوروبي التابع لهذا الحلف للانقلاب على إرادة الشعب المصري واغتصاب السلطة في يوليو 2013 " ، مؤكدا أن السفيرة الأمريكية السابقة "آن باترسون" غادرت مصر في أغسطس 2013 بعد دعمها للانقلابيين وبعد مجزرتي رابعة والنهضة ولم تعد مرة أخرى ولم يعين بديلا لها تفاديا لغضبة الشعب المصري الرافض للتآمر الأمريكي . مخاوف من توجهات السفير الجديد ويبدي الرأي العام المصري تخوفه من ديانة السفير الأمريكي الجديد (مرموني) للقاهرة ومن طبيعة المناطق التي سبق أن خدم فيها ومن أن يكون تعيينه جاء لتنفيذ أجندة خفية. فالتخوف الأول الذي يتردد بقوة الآن يتعلق الدين، حيث يتبع بيكروفت ديانة "المرمون" التي يقدمها أتباعها على أنها "المزيج العالمي" من الأديان السماوية الثلاث الإسلام، المسيحية، اليهودية ، حيث تخرج في جامعة بريجهام يونج المرمونية، وعمل مبشرا كنسيا في شبابه حين التحق بالكنيسة المرمونية، لكن المفاجأة وتلك الديانة تلزم أتباعها الذين يسافرون إلى بلدان خارجية بالعمل على نشر تعاليم تلك الطائفة الدينية في كل بلد يذهبون إليه لمدة عامين على الأقل . ويتخوف مراقبون من أن يضغط بيكروفت من أجل استصدار تراخيص ببناء كنيسة لأتباع ديانته في مصر، بزعم أنها ديانة سماوية حيث يكفل الدستور المصري الحق لأتباع الديانات السماوية في ممارسة شعائرهم بالبلاد بكل حرية، في ظل تقارير تؤكد أن "المرمون" يضعون أعينهم على مصر وفق رؤية توراتية ترى أنها أرض الأجداد الذين عبروا منها إلى إسرائيل باعتبارها الأرض الموعودة، خصوصا أنه سبق إلقاء القبض على عدد من الأمريكيين يمارسون شعائر هذه الطائفة ويسعون للتبشير بها في قرية القرنة بالأقصر قبل سنوات. ويتعلق التخوف الثاني بطبيعة البلد الذي سبق أن خدم فيه السفير الجديد قبل ترشيحه للقاهرة وهو العراق، فقد استنتج البعض أن ذلك قد يعكس رؤية أمريكية بأن مصر تعيش وضعا مشابها للعراق الذي تمزقه الفوضى والعنف الدموي والاقتتال الطائفي، ويستند هذا التخوف إلى تراث قديم في معايير اختيار السفراء الأمريكيين حيث جرت العادة أن تعكس خلفياتهم رؤية واشنطن للقاهرة في هذه المرحلة، على نحو ما حدث مع آن باترسون التي جاءت من إسلام آباد لتنقل التجربة الباكستانية في اقتسام السلطة بين الجماعات الإسلامية المتطرفة والجيش إلى مصر . أما التخوف الثالث فيدور حول مخاوف يتمثل من "أجندة خفية" تتمثل فيما تسميه كثير من القوى السياسية "إعادة مصر إلى حظيرة الهيمنة الأمريكية" واحتواء محاولات بزوغ "نظام ثوري" في القاهرة يعلي من شأن استقلال القرار الوطني وينهي 30 عاما من التبعية لواشنطن على يد مبارك . ويعزز من هذا التخوف اعتقاد كثيرين أن التحسن الأخير في العلاقات بين البيت الأبيض والإدارة المصرية ليس سوى أكثر من محاولة احتواء تقوم بها الإدارة الأمريكية لحليفها القديم بهدف امتصاص التغيرات التي تمر بها القاهرة تمهيدا لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ثورة يناير التي أطاحت حكم مبارك .