قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش إن حجم الصراع في جنوب السودان وشدته تراجعا ولكن أعداد النازحين واللاجئين لاتزال ترتفع إلى نحو مليوني شخص حاليا. وأضاف سيمونوفيتش في كلمة أمام مجلس الأمن هنا الليلة الماضية أن "الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم وارتكبت انتهاكات للقانون الإنساني ولحقوق الإنسان من طرفي النزاع في جنوب السودان كما ورد في تقريري بعثة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان (يونيميس) الصادرين في ديسمبر 2014 ويناير 2015." وإشار إلى تزايد أعداد طالبي الحماية ومعظمهم من النساء والأطفال في مواقع الأممالمتحدة لحماية المدنيين حيث بلغ عددهم الآن أكثر من 110 آلاف شخص. وشدد المسئول الأممي على ضرورة احداث تغيير ثقافي يستند إلى احترام حقوق الإنسان وحياته مؤكدا أهمية إشراك ممثلين من جميع المكونات العرقية والنساء والشيوخ والزعماء الدينيين والشباب والجهات الفاعلة الأخرى في المجتمع المدني في عملية السلام القائمة والتسوية السياسية المستقبلية. من جانبه قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو في كلمته إن "الحاجة ملحة الآن لتعزيز جهود الوساطة وكذلك فرض عواقب على الأطراف المتصارعة حال فشلهم في تقديم تنازلات وإصرارهم على مواصلة الصراع الذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر في الأرواح البريئة". وأضاف أن بعثة (يونيميس) تحاول انتهاز جميع الفرص للانتقال من مفهوم "الحماية حسب الموقع" والمطبقة في مواقع الحماية التابعة للبعثة إلى "الحماية بالوجود" من خلال تفعيل دوريات متكاملة ووسائل لجمع المعلومات والاستجابة في الوقت المناسب للتهديدات وإنشاء قواعد عمليات مؤقتة في المراكز السكانية الرئيسية بالاستعانة بقوات الرد السريع. وردا على تقريري بعثة (يونيميس) قال ممثل جنوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة فرانسيس دينج أنه رغم ما يحمله التقريران من عنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في البلاد "فاننا لن ندافع عنها أو ننكرها" معربا عن تقديره وامتنانه لما قدمه المجتمع الدولي من مظاهر الدعم لبلاده والتي تتضح في تلك النوعية من التقارير. وقال إن الصورة الواردة في التقريرين "مثيرة للقلق للغاية" وتمثل تحديا لعزة بلاده وكرامتها وقيمة استقلالها وسيادتها. وشدد على ضرورة "تقليص الهوة" بين المسئولية الأساسية للدولة والدعم التكميلي من المجتمع الدولي والمتمثل في بعثة (يونيميس) موضحا أنه "رغم حالة الانقسام التي يعاني منها جنوب السودان الآن بين الحكومة والمعارضة فانه من المهم أن نتذكر أن القيادة انتخبت شعبيا وتمثل شرعية الحكومة وسيادة البلاد". ويشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر 2013 مواجهات دموية بين القوات الحكومية التابعة للرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار ولم تفلح اتفاقيات عدة لوقف إطلاق النار في إطار مفاوضات بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا في وضع نهاية للصراع حتى الآن.