بدء التنفيذ في 2026، دولة أوروبية تتخذ قرارا جديدا بشأن اللاجئين السوريين    السلام الملتهب في غزة: تحديات المرحلة الثانية من خطة ترامب    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    طقس اليوم الجمعة| تحذير من برودة شديدة.. الحرارة تقل ل5 درجات    ثقافة الاختلاف    سنن وآداب يوم الجمعة – وصايا نبوية للحياة اليومية    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    فضل الخروج المبكر للمسجد يوم الجمعة – أجر وبركة وفضل عظيم    أوبرا الإسكندرية تحيي ذكرى رحيل فريد الأطرش بنغمات ملك العود    دمياط تطلق مظلة صحية تاريخية للتجار وأسرهم في خطوة مجتمعية رائدة    بالأرقام، لطفي شحاتة يحسم صدارة الحصر العددي في الزقازيق ب71,214 صوتا    من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، جدول كامل لمواعيد قطارات اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025    ما حضرتش فرح ابنها، نجل حنان ترك يحتفل بزفافه بعيدًا عن الأضواء دون ظهور والدته (صور)    نائب وزير الإسكان يبحث التعاون مع شركة كورية متخصصة في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه والصرف الصحي    الداخلية تضبط 20 شخصًا على خلفية مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب    زيلينسكى: وفدنا فى طريقه إلى أمريكا لجولة جديدة من مفاوضات التسوية    عبد المنعم سعيد: الإعلان عن اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان هو تفعيل لها    رئيس إدارة المديريات الزراعية: صرف الأسمدة سيضم 6 محافظات بموسم الصيف المقبل    أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 ديسمبر في بداية التعاملات    مصطفى بكري: أناشد الرئيس السيسي تخفيف الأعباء عن الغلابة والطبقة المتوسطة.. الأسعار هارية الناس    مشاجرة عنيفة وألعاب نارية باللجان الانتخابية في القنطرة غرب بالإسماعيلية، والقبض على 20 متورطا    العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتابع إجراءات تشغيل البالون الطائر بالأقصر    مستشار الرئيس للصحة: لا يوجد وباء والوضع لا يدعو للقلق.. والمصاب بالإنفلونزا يقعد في البيت 3 أو 4 أيام    الحصر العددي للدقهلية: تقدم عبدالسلام وأبو وردة والجندي ومأمون وشرعان    اللجنة العامة ببنها تعلن الحصر العددي لجولة الإعادة بانتخابات النواب 2025    انفجارات في أوريول.. أوكرانيا تستهدف محطة كهرباء روسية    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي للناخبين    واشنطن تفرض عقوبات على سفن وشركات شحن مرتبطة بإيران    الحصر العددي الأول بلجنة طنطا رقم 1، نتائج فرز أصوات اللجان الفرعية    بعد جدل أمني، تيك توك تبيع أصولها في أمريكا    بناء القدرات في تحليل وتصميم نماذج العواصف الرملية والترابية بالشرق الأوسط    فوز «حسن عمار» في جولة الإعادة بالدائرة الأولى ب انتخابات مجلس النواب ببورسعيد    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي للناخبين    بالأرقام، الحصر العددي للدائرة الثامنة بميت غمر    نجاة الفنان وائل كفوري من حادث طائرة خاصة.. اعرف التفاصيل    كأس عاصمة مصر - إبراهيم محمد حكم مباراة الزمالك ضد حرس الحدود    بالأرقام، الحصر العددي لجولة الإعادة بالدائرة الأولى بالمنصورة    وكيل فرجاني ساسي يصدم الزمالك: سداد المستحقات أو استمرار إيقاف القيد    أمم إفريقيا - الجزائر.. هل تُكسر لعنة 2019؟    رئيس الوزراء يرد على أسئلة الشارع حول الدين العام (إنفوجراف)    جوتيريش يدعو إلى توظيف الهجرة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التضامن الإنساني    فلسطين.. قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف جباليا شمال قطاع غزة    مش فيلم.. دي حقيقة ! شاب مصري يصنع سيارة فوق سطح منزله مع "فتحى شو"    أزهر اللغة العربية    بميزانية تتجاوز 400 مليون دولار وب3 ساعات كاملة.. بدء عرض الجزء الثالث من «أفاتار: نار ورماد»    مصطفى بكري: الطبقة المتوسطة بتدوب يجب أن تأخذ حقها.. وننقد حرصا على هذا البلد واستقراره    كونتي: هويلوند يمتلك مستقبلا واعدا.. ولهذا السبب نعاني في الموسم الحالي    الزمالك يهنئ بنتايج والشعب المغربى بالتتويج ببطولة كأس العرب    محمد موسى عن واقعة نبش قبر فتاة: جريمة تهز الضمير قبل القانون    «لم يصلوا أبداً».. حكاية 7 أشخاص احترقت بهم السيارة قبل أن تكتمل الرحلة بالفيوم    رحلة التزوير تنتهي خلف القضبان.. المشدد 10 سنوات ل معلم صناعي بشبرا الخيمة    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    اللجنة العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتفقد مطار الأقصر (صور)    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    المستشفيات التعليمية تناقش مستجدات طب وجراحة العيون في مؤتمر المعهد التذكاري للرمد    قبل صافرة البداية بساعات.. بث مباشر مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب 2025 وكل ما تريد معرفته عن القنوات والتوقيت وطرق المشاهدة    الأردن يواجه المغرب في نهائي كأس العرب 2025.. كل ما تحتاج لمعرفته عن البث المباشر والقنوات وطرق المشاهدة أونلاين    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدلى رضا : الإعلام المصرى تحول إلى "بورصة".. والسيسى يقع عليه مسئولية تطويره
نشر في الموجز يوم 08 - 09 - 2014

أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أكد أن رجال الأعمال هم من يتحكمون فى عقول المصريين
لابد من دمج قنوات التليفزيون المصرى.. والصحف القومية للقضاء على أزمة المديونيات
ثورتى يناير ويوليو لم يعودا بالايجاب على الاعلام ولا بد من عملية تطهير شاملة
"إعلاميو السبوبة" يبحثون عن الإثارة لضمان استمرار وجودهم ورفع مرتباتهم بين الحين والآخر
المجلس الأعلى للإعلام يجب تشكيله من شخصيات محايدة لا تنتمى لمؤسسات بعينها
اللجنة التى تعمل على وضع ضوابط " مجلس الإعلام" غلب على تشكيلها "المجاملات" لأنها أغفلت الخبراء والمتخصصين
الإعلام المصرى يغفل دور الايجابيات ويركز فقط على السلبيات مما أصاب المواطن بحالة من "القرف"
فى ظل حالة الديمقراطية التى تعيشها مصر بعد ثورتى يناير ويوليو والدخول إلى مرحلة جديدة فى عمر الوطن أصبح لزاماً علينا أن نعيد التفكير فى المنظومة الإعلامية التى نتابعها بشكل يومى وتصنع غالبية آرائنا وثقافتنا ونحاول أن نضع أيدينا على نقاط الضعف وإيجاد حلول لها بحيث تتفق مع المستقبل الذى يرجوه المصريين الآن بعد أن قاموا بثورتين.. لذلك أجرينا هذا الحوار مع الخبير الإعلامى وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور عدلى رضا, الذى أكد أن الإعلام فى الفترة الحالية يعانى حالة من الفوضى والإنفلات ويسعى إلى تصدير صورة غير حقيقية عن المجتمع مطالباً أن تتكاتف جهود كل وسائل الإعلام فى المرحلة المقبلة وتتكامل من أجل المساهمة فى بناء الوطن وإلى نص الحوار ..
كيف تقيم الوضع الحالى للإعلام المصرى ؟
الواقع الإعلام المصرى الحالى يحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تنظيم لأننا نشعر أنه لاتوجد ضوابط تحكم الأداء الإعلامى فى هذه المرحلة وبصفة خاصة أداء القنوات الفضائية و الإنفلات الذى نلاحظه من قبل بعض المذيعين ومقدمى مايسمى بالبرامج الحوارية و"التوك شو".
ومالذى يحتاجه الإعلام للخروج من هذه الحالة ؟
أعتقد أن الإعلام فى هذه المرحلة يحتاج إلى أن توضع له تشريعات تعيد تنظيمه وتضع له من الضوابط ما يجعله قادراً على أن يؤدى رسالته بمهنية أفضل خصوصا أننا نلاحظ فى هذه المرحلة أن الإعلام أصبح يمارس من خلال وجهة نظر القائمين عليه ولا تحكمه أى إستراتيجية ولاخطة ولا مصالح عليا للوطن وإنما هو يسعى لتحقيق مصالحه على حساب المصالح العليا للبلاد ومن هذا المنطلق أعتقد إننا فى حاجة ماسة إلى أن نعيد تقييم هذا الواقع الإعلامى
وماهى العيوب التى رصدتها بالتحديد فى الإعلام فى هذه المرحلة ؟
للأسف الواقع الإعلامى يقوم به الكثير من الشخصيات غير المتخصصة وغير المؤهلة و الدخيلة على المهنة ونحن نحتاج إلى أن يكون من يمارس العمل الإعلامى على علم وتدريب وفهم بطبيعة الرسالة الإعلامية وألا يصبح الإعلام مستباحاً من جميع الأفراد يدخلون كيفما يشاءوون ويقولون ما يريدون دون ضوابط مهنية فى الممارسة ومن عيوب الإعلام المصرى فى هذه المرحلة أيضاً أنه أصبح من يشكلون وجدان المصريين من الضيوف عدد قليل من الشخصيات المكررة و المعادة و التى تقدم نفس الكلام وتعيد وتزيد فيه منذ فترة طويلة وما أحوجنا الآن إلى أن يشارك فى الإعلام المصرى قاعدة أوسع وأن تكون وسائل الإعلام قنوات أو منابر للشعب بأن يتحد الشعب كله بها وتناقش فيها قضايا الشأن العام التى باتت تختصر فى 40 أو 50 شخصية فلابد أن يكون لدينا المواطن العادى و البسيط المتعلم وغير المتعلم والرجل والمرأة وكل شرائح المجتمع فهذا الوطن ملك للجميع ويجب أن يشارك فى الإدلاء بالرأى حول قضاياه كل أبنائه بدلاً من الشخصيات المعادة والمملة والرتيبة والتى قدمت صورة سيئة وسلبية عن الواقع المصرى
وما هى السلبيات الأخرى التى يعانى منها الإعلام ؟
نعم من أهم عيوب الإعلام أنه يعمل على أجندة السلبيات ويتابع على المواقع الإلكترونية ماذا جرى من سلبيات ويعيد ويزيد فيها ويكررها حتى أننا نجد نفس الموضوع مكرراً على كل القنوات الفضائية ولا توجد قضايا تتعلق بمستقبل الوطن فيما يخص الجوانب الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية فلابد من أن يكون لدينا أجندة قضايا للمستقبل ويجب ألا نقف "محلك سر" ويكون كل مايهمنا هو تسليط الأضواء على السلبيات فقط مما أحبط الجمهور وقضى على الأمل داخله ونحن فى هذه المرحلة الجديدة نحتاج لأن نعطى للمصريين الأمل فى المستقبل خصوصا أن المصريين أصبحوا يتطلعون لحياة أفضل ومستوى أفضل بعد أن قاموا بثورتين
تقصد بذلك أن يتخلى الإعلام قليلاً عن دوره فى الرقابة وكشف الفساد؟
يجب أن يكون هناك توازى وتوازن مابين رصد السلبيات و التطلع إلى الحديث عن موضوعات تبرز إيجابيات المجتمع ليس معنى هذا أن يتخلى الإعلام عن دوره الرقابى و الكاشف للفساد ولكن عليه مناقشة السلبيات كما أنه على الجانب الاخر يصبح عليه عبء أكبر فى تقديم جوانب إيجابية وبالتحديد فيما يتعلق بالسياسة وأجندة القضايا السياسية فى المرحلة المقبلة خصوصا أننا لدينا أحزاب ضعيفة وأجندة القضايا الإقتصادية ونحن نمر الآن ببناء إقتصاد جديد بالإضافة إلى أجندة الصحة و التعليم و السكن لذلك فلابد وأن يكون للمجتمع أجندات مستقبلية حتى يتمكن من بناء مستقبله
هل معنى ذلك أن يتحول الإعلام إلى ممارسة دور سياسى بالمقام الأول ؟
لا أنا أريد أن يرصد الإعلام الحقيقة ويكون هو عين الشعب على المجتمع ومجتمعنا به إيجابيات وسلبيات يجب أن تقدم كلاً منهما على حدا ويجب أن توسع دائرة المناقشة وتتجاوز الخمسين شخص المعروفين وأرغب أيضاً فى ان ترتقى لغة الحوار فى الإعلام المصرى صحيح أننا أصحاب الحضارة و التاريخ و القيم والعادات و التقاليد لكن عندما ننظر للإعلام سنجد أن لغة الخطاب به متدنية ولا يليق بالمصريين التحدث بها وعلينا أن نرتقى بلغة الخطاب الإعلامى.
فى رأيك .. هل من الممكن أن يسعى المجلس الأعلى للإعلام الذى نص عليه الدستور فى إيجاد حلول لكل ذلك؟
نحن فى حاجة إلى وضع استراتيجية خاصة للإعلام ويجب أن يضعها المجلس الأعلى ويجب أن تكون أولى مهامه عندما ينشأ ويكتمل تشكيله أن يحدد الأطر العامة لإستراتيجة الإعلام المصرى فى المرحلة القادمة على أن تقوم بها كل وسائل الإعلام الخاصة و الحزبية والقومية ولكنها يجب ألا تكون "كربونة" من بعضها البعض أى ألا تكررنفسها وربما تهتم واحدة منها بقضية وأخرى بقضية مختلفة وثالثة بقضية مختلفة تماما ليصبح هناك تكامل بين وسائل الإعلام فى تناول قضايا الوطن وألا تكون الأجندة السلبية هى الغالبة فنحن نرغب فى أن تتسع قضايا الوطن للمناقشة أكثر مما هو موجود الآن
وما هى المبادىء التى تمكننا من تأسيس مجلس إعلام وطنى قوى ؟
أولاً يجب أن يكون المجلس مستقلاً عن كافة سلطات الدولة وأن يتمتع بشخصية إعتبارية ولايجوز فصل أعضاءئه وأن يضع ضوبط مهنية لازمة لممارسة الإعلام وأن يضع ضوابط منظمة للدعايا و الإعلان ويمنع إحتكار ملكية وسائل الإعلام كما يجب عليه أيضاً أن يعيد النظر فى القانون رقم 13 لسنة 1979 بشأن إتحاد الإذاعة و التلفزيون وتعديله بما يضمن الإستقلال المالى و الإدارى للإتحاد.
طالبت بأن يكون المجلس مستقلاً عن الدولة .. كيف يأتى بمصادر تمويل إذن؟
يجب أن يكون للمجلس الأعلى للإعلام ميزانية مستقلة تمكنه من أداء عمله بعيداً أى تأثير من السلطة ويجب أن تأتى موارده من الإعتمادات التى ترصد له فى الموازنة العامة للدولة ومن رسوم منح التراخيص للفضائيات أو المطبوعات ومن المنح والهبات والتبرعات والمعونات التى يتلقاها وفق القانون على ألا يقبل تبرعات من جهات أجنبية بالإضافة إلى المبالغ التى يحصل عليها من تقديم خدمات بحثية لبعض المؤسسات الإعلامية ومايحصل عليه من مبالغ خاصة بالغرامات الموقعة على وسائل الإعلام التى تخرج على القواعد المهنية للعمل الإعلامى
وكيف ترى ضعف وتدنى مستوى أداء المذيعين ؟
ضعف أداء المذيعين من اهم عيوب الإعلام المصرى لأنهم يعملون على الإثارة و الموضوعات الساخنة التى تجذب المعلنين ليحافظوا على بقائهم كما أن المنتج يبحث عن العائد ولايبحث عن مصالح الوطن وهذا ماتقوم عليه البرامج الفضائية التى لاتعمل لصالح الوطن لكنها تبحث عن العائد المادى حتى تتمكن من الصرف على الوسيلة وعلى من يقومون بالعمل الإعلامى حتى أننا أصبحنا الآن فى " بورصة المذيعين " حيث يفكر كلاً منهم فى زيادة أجره إذا ما ترك قناة فضائية وذهب إلى أخرى وأصبح لكل منهم سعره وفى المقابل لا يهم أحدهم مضمون الرسالة التى يقدمها إذا ماكانت نافعة أو ضارة لذلك فنحن فى حاجة إلى مذيعين مؤهلين دارسين لعلم الإعلام وحتى إذا لم يكونوا دارسين فيجب على الأقل أن يكونوا ملمين أو متدربين على وظائف الإعلام ودوره فى المجتمع حتى لا يكونوا من أصحاب الأفق الضيق الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة دون النظر إلى مصالح مجتمعهم
فهمت من قولك أن يتحول الإعلام إلى تابع للحكومة فى المرحلة الجديدة ؟
فى هذه المرحلة بالتحديد يجب أن تتضافر جهود وسائل الإعلام مع بعضها أنا لا أقصد بذلك أن تكون بوقاً للحكومة ولكن أرى أن تكون معبرة بالفعل عن الإنسان المصرى وعن تطلعاته وطموحاته وتدعم مشاركته وتنمى عقله وتجعله أكثر وعياً وفهماً فكلما تحسنت خصائص المواطن تحسن الواقع الفعلى للمجتمع وإذا مانظرنا إلى منظومة الأخلاقيات و القيم التى يقدمها الإعلام سنجد لاتناسب الطبيعة الأخلاقية و القيمية و الدينية للمجتمعات الشرقية كما أنه وللأسف يغرب فى المضمون من خلال تقليد الغرب فى كل شىء فى حين أننا لسنا فى حاجة لتقليد الغرب ولكننا فى حاجة للإعتزاز بثقافتنا وننفتح على الثقافات الأخرى لنأخذ منها مايدعم ثقافتنا وهويتنا
وكيف يتم تغريب المضامين من وجهة نظرك؟
المضامين الإعلامية لاتعكس العادات و التقاليد الخاصة بالمجتمع المصرى فالدراما على سبيل المثال تشوه صورة المصريين وصورة المرأة بشكل خاص مما يجعلها تنقل واقع سيىء عن المجتمع لأن القائمين عليها يهتمون بإثارة الموضوعات الضعيفة ولا يسعون إلى تطوير الإنسان وتنويره بقدر سعيهم لجذب المعلنين, ولإعلام يحتاج إلى دماء جديدة ويجب أن يكون الفكر متجدد فى أشخاص المذيعين وفى أفكار البرامج ذاتها فالبرامج التى تبث منذ سنوات طويلة وقدمت لنا جرعات كبيرة من الإحباط لم نعد فى حاجة إليها ونحتاج فى هذه المرحلة لإعلاميين يفهمون الرسالة الإعلامية كى يساعدوا مصر فى عملية التحول وهذا على مستوى المذيعين ومقدمى البرامج و الضيوف أيضاً ويجب أن يكونوا جميعاً وجوه جديدة تقدم التفاؤل و الأمل وتعبر بمصداقية عن حياة الناس
وماذا عن إهتمام الرئيس السيسى بالإعلام ومطالباته بتطهيره؟
الرئيس يسعى جيداً لأن يكون للإعلام دور فاعل فى خدمة الوطن والمواطن فى المرحلة المقبلة وبالتالى لابد من أن نسارع فى أن تكون لدينا تشريعات حاكمة فى عملية ضبط منظومة الإعلام المصرى الذى يعيش الآن حالة من الفوضى ليتحول إلى إعلام منضبط
هل ترى أننا فى حاجة إلى التقييد والرقابة ؟
لا .. ليس معنى ذلك أننى مع الرقابة وتقييد حرية الإعلام لكننى مع أن يتمتع الإعلام بالحرية شريطة أن تكون مرتبطة بالأداء المهنى بمعنى أن تكون لدينا الحرية ونحسن إستخدامها ولا نستخدمها فى تشويه المعلومات أو تصفية الحسابات أو تشويه أشخاص أو مؤسسات أو نقل معلومات كاذبة لذلك فعلى الإعلام فى المرحلة المقبلة أن يهتم بإظهار الحقائق لذلك فإن الدولة ورئيس الجمهورية عليهم مسئولية لكى يسارعوا بأن يكون لدينا التشكيلات الإعلامية التى وردت فى الدستور فى المادة 211 من إنشاء المجلس الأعلى للإعلام و المادة 212 الخاصة بإنشاء الهيئة القومية للصحافة والهئية القومية للإذاعة والتلفزيون كما يجب أن يتم ذلك بشكل علمى.
كيف ترى تشكيل اللجنة التى تعمل على وضع ضوابط وآليات المجلس الأعلى للإعلام ؟
هناك جهود تبذل لكنها مبعثرة وغير مرتبة وغيرمخططة وأدعو أن يكون لدينا لجنة فاهمة ومتخصصة فى الإعلام تضع التصورات للمرحلة المقبلة فيما يتعلق بإنشاء هذه المؤسسات الثلاثة بحيث أن تكون اللجنة قائمة ومبنية على رؤية للوطن وليست رؤية للمصالح فأنا أشعر أن من يقومون على هذه الجهود فى المرحلة الحالية هم يبحثون عن توزيع نسب ويأتون بهذا ممثلاً للصحافة الخاصة وهذا ممثلاً للصحافة القومية وهذا عن الفضائيات "علينا أن نكون أكبر من هذا " ونعلى مصالح الوطن بغض النظرعن من يتحدث عنها.
وما المشكلة فى ذلك طالما أن بها كافة أطياف العمل الإعلامى؟
المشكلة أنهم يأتون بأشخاص يمثلون مؤسسات إعلامية بعينها فى حين أن الأفضل أن نأتى بأشخاص محايدين غير حزبيين وغير منتمين لمؤسسات ويجب أيضاً عند إنشاء المجلس الأعلى للإعلام أن يكون الأعضاء غير حزبيين وأيضاً غير منتمين لمؤسسات معينة حتى لا يتولوا الدفاع عنها داخل المجلس لكن علينا مثلاً الإستعانة بخبرات عملت فى الإعلام من الصحفيين و الإذاعيين والإعلاميين شريطة ألا تكون مرتبطة فى الوقت الحالى بالمؤسسة لأن وجودها حالياً فى المؤسسة يعنى أنها أتت خصيصاً لمصلحة خاصة فنحن لدينا على سبيل المثال خبرات عظيمة فى الصحافة لكنها تركت مؤسساتها الصحفية ومن الممكن الإستعانة بهم فى صناعة السياسات خصوصا أن هؤلاء سيعرفون جيداً مصلحة الوطن لذلك يجب أن تكون الشخصيات فى مجلس الإعلام الوطنى تمثل مصلحة المجتمع ولا تمثل مصلحة الوسائل ويشهد لهم أنهم أشخاص يراعون الصالح العام أما اللجنة الإعلامية الموجودة على الساحة الآن لاتمثل المجتمع ولاأدرى من شكلها ومن كلفها أن تقوم بما تقوم به لأن من شكلها استبعد الأساتذة والخبراء فى الإعلام الذين تعج بهم مصر وإذا كنا جادين فى إصلاح المنظومة فعلينا أن نضع ضوابط من البداية لذلك علينا من الآن أن نشكل لجنة مصغرة تضع التصور ثم يطرح للنقاش ثم تتخذ الخطوات الإجرائية بعد ذلك على المستويات الأخرى صحيح أن رئيس الدولة إهتم كثيراً فى خطاباته ولقاءاته بالإعلام لكن على الدولة أيضاً أن تسارع فى وضع ضوابط لتنظم المنظومة ولتطويرها.
إتهمت الإعلام الخاص بتصدير صورة "سوداوية" عن الواقع.. لكن ماهو تفسيرك لعزوف المصريين عن الإعلام الحكومى ؟
لست مع المقولة التى تشير إلى عزوف الناس عن الإعلام الحكومى فمازالت حتى الآن نشرة أخبار التاسعة مساءً هى المفضلة لدى المصريين فى التليفزيون المصرى وكذلك البرامج المميزة لكننى أرى أن الإعلام المصرى متكامل ويجب ألا نعزله فى حكومى وخاص و المنظومة الإعلامية يجب أن تتنافس جميعاً من أجل الصالح العام على أن تحكم الجميع الضوابط.
وكيف ترى المطالبات بإلغاء الإعلام الحكومى أو خصخصته؟
أعتقد أن الإعلام القومى إذا كان ممثلاً فى الإذاعة و التلفزيون أو المؤسسات الصحفية القومية هو صمام أمان للأمن القومى المصرى وإذا تم إغلاقه لن نجد من يشكل وجدان المصريين وقيمهم وعقلهم وخلقهم والمنظومة الثقافية وسيصبح الأمر كله متروكاً للإعلام الخاص كما أن دول العالم المتقدمة كلها يوجد بها النموذجين الإعلام الحكومى والخاص وهذا موجود فى اليابان وفرنسا وبريطانيا وأنا أطالب الإعلام الخاص بعدم محاربة الإعلام العام ويجب أن يكون التنافس بينهما على جودة المحتوى والناس ستذهب للمنتج الأفضل.
لكن الإعلام القومى يعانى من ضعف شديد .. كيف يمكنه تجاوز ذلك؟
الإعلام القومى فى حاجة ماسة لأن يطور من أدائه فنظم إدارته تحتاج لتطوير حتى يتمكن من المنافسة بالإضافة إلى إعادة الهيكلة من حيث القوى البشرية كما أنه فى حاجة للبحث عن مصادر أخرى ليرتفع بمستوى أدائه ويحتاج لإعادة صياغة نفسه بإستراتيجية ويجب أن نهيىء له ذلك من خلال تغيير نظم إدارته وتعددها أكثر من اللازم بمعنى أننا توسعنا كثيراً فى الإعلام القومى بالكم على حساب الكيف فعدد القنوات الحكومية كبير جداً ومن الممكن كبديل أن نقوم بالدمج بينها أو الدمج للمطبوعات الصحفية كذلك فى المؤسسات القومية وبالنسبة للقوى البشرية العاملة بها فيجب أن يكون المعيار الأساسى فيها للأكفأ فى تقديم منتج جيد كما ان هناك الكثير الآن من العاملين فى المؤسسات القومية يعملون أيضاً فى الخاصة وهؤلاء يجب أن تكون هناك ضوابط لعملهم فلا يجوز أن يعمل أحد الأفراد نهاراً فى قناة تلفزيونية حكومية وليلاً فى أخرى خاصة فعليه أن يتقدم بإستقالته من أحدها ليترك مساحة فارغة لغيره ممن يستحق لكن الإزدواجية أمر غير مرغوب خصوصا أن الدولة تمنحه راتباً كبيراً نتيجة عمله الذى ربما يكون مقصراً فيه لحساب العمل فى مؤسسة خاصة يتلقى منها راتباً آخر وكذلك الأمر بالنسبة للصحافة حتى نقلل من الضغط على المؤسسات الإعلامية القومية
وهل هناك حلول أخرى بإمكانها تحسين الأوضاع فى الإعلام الحكومى؟
ومن وسائل ترشيد الأوضاع فى ماسبيرو هو تقليل إنتاج ساعات الإرسال فبدلاً من إنتاج 24 ساعة يومياً يكفى إنتاج 12 ساعة فقط وإعادتها كما تفعل القنوات الخاصة ومن فائض الميزانية نبدأ تحسين مستوى الأداء بالإضافة لذلك فإن القنوات الحكومية لديها منتج إختصت به وتميزت فيه فى سنوات ماضية ويجب أن يشغل هذا المنتج جزء من فترات إرسالها مثل إعادة تقديم المسلسلات و البرامج التى أحرزت ناجاحاً وقت عرضها لملىء الفراغات وفى شهر رمضان الماضى لم يجد المشاهد أى مسلسل تلفزيونى دينى على الرغم من أن مكتبة التلفزيون المصرى مليئة بالأعمال و المسلسلات والبرامج الدينية إلا أنه لم يفكر فى إعادة إذاعتها مرة أخرى كما أن العمل فى وسائل الإعلام القومية يجب أن يقوم على مبدأ المنافسة وليس على الأقدميات فربما كان الأحدث أكثر كفاءة ولديه رؤية جديدة وماسبيرو لن يجرف ولديه الكثير من أبنائه المميزين لكنه مطالب بتجديد الدماء وإحلال وجوه جديدة فهناك قدامى لم يعودوا يصلحوا لأى شىء لذلك نحن نحتاج إلى تغيير نظم الإدارة و التخطيط و القوانين و التشريعات الحاكمة ومصادر التمويل أيضاً حتى نتمكن من التطوير وسرعة إتخاذ القرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.