فى منطقة طلعت حرب يقول محمود العربى 27 سنة، حاصل على دبلوم صنايع وبائع متجول: "انا شايف إن القرار ده صح و غلط، صح لأننا فعلًا ماينفعش نبقى فى الشارع بالمنظر ده، وغلط لأنهم اختاروا مكان مفيهوش حد". وأضاف: منذ 8 سنوات، وأنا أعمل في هذه المنطقة، ووصف ما يحدث لهم بالفوضى، كونهم مصريين ولهم حقوق، خاصة أن مطالبهم لا تزيد عن توفير مصدر رزق لهم، ليحافظ بذلك على كرامتهم دون أن يضطر للتسول أو السرقة. وقال إن العائد الذى يحصل عليه مقابل عمله أفضل من لا شئ وأنه يجد نفسه دائما أمام أحد خيارين "إما النوم أو الشغل"، ويقر بأنه فقد الأمل فى إمكانية الحصول على وظيفة عن طريق الهجرة للعمل فى ليبيا التى "خربت" - على حد تعبيره -. كما أكد أنهم توقفوا عن دفع أية رشاوى أو إتاوات مع إنتهاء عهد "مبارك" ويرى أن النظر فى المشكلة يجب أن يأتى بالحل لا بالربط، وانه سيكون من الأفضل لو أن المسئولين قاموا بتفريغ "الجراج" الكائن خلف محطة القطار في رمسيس، وتخصيصه للبائعين الجائلين. ووصف وليد الأبيض، القرار بالخاطئ لعدم إستيعاب أرض الترجمان، لمزيد من البائعين، إذ تحتوى على بعض المحلات واكثر من مول تجارى تم إغلاقها نتيجة قلة حركة البيع و الشراء هناك، وأضاف: إحنا نفضل هنا يضربونا بالنار أحسن ما يودونا هناك ونموت بالحيا" إذ يرى أنهم فى الحالتين "كدا كدا ميتين". وأكد عدم رفضه الانتقال إلى أرض "وابور الثلج" فى حال بقائهم فى أماكنهم حتى الإنتهاء من تجهيزها. وعبرت إحدى البائعات، رفضت ذكر اسمها، عن إستيائها من هذا القرار الخاطئ حيث ترى أنه سيضر بالكثير ممن يكسبون رزقهم عن طريق تلك الفرشة على إحدى الأرصفة، متسائلة: لماذا لا يتركونهم يكسبون رزقهم حيث لا يؤذى أحد أى شخص من المارة، ويسعى ليحصل فى نهاية اليوم ب 20 أو 30 جنيها، واصفة منطقة "الترجمان" بالصحراء لقلة توافد الزبائن عليها. كما قال محمد ربيع – بائع متجول -، أن الذهاب إلى تلك المنطقة لا يحمل سوى الضرر للجميع، وأن أسوأ ما فى الأمر هو أن المنطقة مكتظة بالبلطجية الذين لن يدعوهم يهنئون برزق يومهم. مضيفًا: يسيبونا في مكان العربية اللى راكنة فى الشارع ومش بتضر حد، يعملوا هما محطات وجراجات ليها واحنا ناخد مكان العربية وندفع للحكومة فلوس ،هنعرف نشتغل وهنعرف نبيع ونشترى ،لكن تودينى هناك أبيع لبتوع المخدرات ؟! " وفي رسالة للمسئولين قال محمد: "راعوا ربنا فى البياعين دى اللى كانت واقفة معاكم فترة التظاهرات ولغاية دلوقتى واقفين معاكم"، مشيرًا إلى قلة زبائن الشارع منذ ثورة 25 يناير بسبب خوفهم، و قال "انا كدا كدا شافوا مكان ما شافوش مكان انا واخد ان انا اتحبس و واخد ان ياخدوا الفرشة و اروح ادفع و ادى رشاوى عشان اجيب الفرشة". وأفاد بأن أى فرد من أفراد الشرطة لم يطلب منهم أى رشاوى منذ ثورة يناير، إذ كان يجبرهم أمناء الشرطة من قبل على جلب أحد الأشياء لهم ك "كارت شحن ب 100 جنيه ،أو خلخال من الذهب".