رغم تأكيد اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، أكثر من مرة، خلاله اجتماعه بالصحفيين والإعلاميين خلال شهر رمضان الماضى، على أن حركة المحافظين الجديدة سيتم الإعلان عنها قبل عيد الفطر، وأنها ستتضمن تغيير من 7 إلى 9 محافظات، ورغم تشديده على أن سبب تأخير الإعلان يعود إلى مراجعة التقارير الواردة من الجهات الرقابية للشخصيات المرشحة لاختيار الأفضل، وأن الحركة القادمة ستكون شاملة وستتضمن أساتذة جامعات، ولواءات جيش، وشرطة، وذلك حسب احتياج، وطبيعة كل محافظة.. رغم كل ذلك إلا أن الحركة لم تُر النور حتى الآن، وبالتالى لم يتحقق كلام الوزير على أرض الواقع ، بل نظر البعض إليه باعتباره مجرد مسكنات. وقد أفسح التأخر فى تنفيذ حركة المحافظين المجال لترديد العديد من الأقاويل، والتكهنات، وذلك بعد أن أرجأ وزير التنمية المحلية تنفيذ حركة المحافظين، أكثر من مرة، في الوقت الذي تأهبت فيه عدد من المحافظات لإجراء الحركة، للتخلص من عدد كبير من المحافظين الفاشلين، مما تسبب فى سيطرة حالة من القلق، والترقب فى معظم محافظات. وفى هذا السياق ذهب البعض إلى أن الرئيس السيسى نفسه وراء تأخر إعلان حركة المحافظين حتى الآن، وذلك لرفض الرئيس بعض الأسماء، ومطالبته المسؤولين بمراجعتها مع مراعاة الكفاءة، وزيادة عدد الضباط، وذلك من أجل مراعاة الحالة الأمنية التى تمر بها البلاد. فيما كشفت مصادر مطلعه أن اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، أعد قائمة بأسماء المرشحين لتولى منصب المحافظ، ولكن تم الاعتراض عليها من قبل الرئيس مما تسبب في إعادة الحركة مرة أخرى إلى التنمية المحلية لترشيح أسماء اخرى. وأكدت المصادر أن وزير التنمية المحلية يبحث عن شخصيات اقتصادية تستطيع تنمية المحافظات، واستغلال موارد كل محافظة بما يخدم المواطن، ويزيد من الاستثمار، بالإضافة إلى تركيزه على شخصيات أمنية، وذات رؤية اقتصادية تستطيع تأمين الحدود، وتنمية المحافظات الحدودية، والاستفادة من ثرواتها. فيما ذهب البعض الآخر إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة الذى أعلن عنه الرئيس السيسى، وسفر الرئيس وزياراته ونشاطاته المكثفة فى الفترة الأخيرة إلى السعودية، وروسيا، وراء تأجيل إعلان حركة المحافظين حتى الآن، حيث أن الرئيس هو الذي يختار، ويعين المحافظين طبقا للدستور. وفى نفس السياق، أشارت مصادر رفيعة المستوى إلى أن تأخر الإعلان عن حركة المحافظين ربما يعود لأسباب سياسية، مشيرة إلى أنه من المرجح أن يكون وزير التنمية المحلية قام بترشيح العديد من العسكريين في الحركة الجديدة، واعترض عليها الرئيس. ومن ضمن الأقاويل التى ترددت فى الفترة الأخيرة، هو أن السبب الحقيقى لتأخير الإعلان عن حركة المحافظين الجدد، وعدم استجابة الرئيس السيسي، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، للضغوط العديدة بسرعة إعلانها، يعود إلى صعوبة عملية العثور على كفاءات بمواصفات خاصة من المدنيين، والشباب لشغل تلك المناصب. وأكدوا أنه رغم وجود كفاءات عديدة وسط رجال القوات المسلحة تستطيع تحمل المسئولية في الوقت الراهن فضلًا عن العمل بشكل متواصل دون كلل أو ملل، وهو ما تطلبه المرحلة الحالية، إلا أن "السيسي" يرفض أن يستعين بهم بشكل كامل حتى لا يقال إن الرئيس قام "بعسكرة الدولة" وأكدوا أن الرئيس يعطى الفرصة كاملة ل"محلب" للبحث عن الكفاءات من المدنيين، والشباب للوصول إلى محافظين مقاتلين لخدمة الوطن، وإنجاز المشروعات المستقبلية الكبرى. وبعد أن أصبحت حركة المحافظين حديث الرأي العام، وبعد ظهور العديد من التكهنات التى يتم ترديدها فى الشارع المصرى عن أسباب تأخر الإعلان عنها، فقد طالبت حركة "الضغط الشعبي"، الرئيس السيسي بإقالة اللواء عادل لبيب وزير الدولة للتنمية المحلية، على خلفية تقاعسه في الانتهاء من حركة المحافظين. وأكدت نسرين المصري، مؤسسة الحركة أن تأخير الإعلان عن حركة المحافظين، أصاب عدد كبير من مواطني المحافظات المشتعلة بالغضب العارم، الأمر الذي بات على وشك الانفجار. وأوضحت أن خطورة الأمر، يأتى في ظل إستمرار عدد من المحافظين في إتباع منهج الفشل، وتجاهل أزمات المواطنين من خلال استغلال مناصبهم.