توصل لاتفاق مع قيادات البيت الأبيض على استقبال " أوباما" ل "السيسى" فى حالة نجاحه وفتح صفحة جديدة أكد للمسئولين هناك أن "المشير" لن يكون "ديكتاتورا" أو يسير على خطى "مبارك" تكهنات عديدة حول الزيارة التى قام بها مؤخرا عمرو موسى رئيس الهيئة الاستشارية لحملة المشير عبدالفتاح السيى المرشح الرئاسى إلى أمريكا, حيث يرى العديد من المحللين أن الهدف من الزيارة هو تقريب وجهات النظر بين القيادة الأمريكية ووزير الدفاع السابق والذى شهدت حالة من الشد والجذب عقب الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمسن التى كانت تعول عليه الإدارة الأمريكية كثيرا فى فرض سيطرتها على الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الزيارة جاءت بناء على دعوة من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني بهدف إلقاء محاضرة حول العلاقات المصرية الأمريكية ،إلا أن الزيارة أخذت شكلا رسميا بعد استقبال سوزان رايس مستشارة الأمن القومي ل "موسى" داخل البيت الأبيض إضافة إلى لقائه مع وزير الخارجية جون كيري وعدد من أعضاء الكونجرس ووفد من وزارة المالية الأمريكية. وبحسب مصادر فقد توصل "موسى" إلى اتفاق مع البيت الأبيض على استقبال الرئيس الأمريكى باراك أوباما ل "السيسى" فى حالة نجاحه وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. فضلا عن ذلك فقد شارك عمرو موسى خلال وجوده بأمريكا في عدد من اللقاءات السياسية والإعلامية والمؤتمرات في كل من واشنطنونيويورك, مستهلا زيارته بلقاء مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس في البيت الأبيض في لقاء وصفه بأنه كان مفيدا للغاية ويعكس الاحتمالات الإيجابية للعلاقات بين البلدين. كما التقى جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، وقام بعدة زيارات للكونجرس للاجتماع بعدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، كما استقبل عددا من المسئولين الأمريكيين على رأسهم بيل بيرنز نائب وزير الخارجية ووفدا من وزارة المالية ، كما اجتمع بأعضاء الغرفة التجارية هناك. وشارك "موسى" أيضا في لقاء بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وألقى كلمة ركزت على مصر والخطوات التي تتخذها لتطبيق خارطة الطريق، كما ألقى الكلمة الرئيسية بافتتاح مؤتمر معهد دراسات الشرق الأوسط حول مصر مركزا على الأوضاع في القاهرة والعلاقات بين الشرق والغرب وآفاق التعاون المستقبلي،حيث شدد موسى خلال الندوة التي أقيمت في معهد واشنطن بالعاصمة الأمريكية على أن أي رئيس مقبل سيلتزم بالدستور وتوزيع السلطات ولن يكون ديكتاتورا, مضيفا أنه فى حال انتخاب المشير السيسى لن يكون مثل حسنى مبارك وسيلتزم بالدستور، وسيكون رئيسا حازما وطنيا ومنفذا وسيقوم بإصلاحات اقتصادية شاملة وعن مصير جماعة الإخوان المسلمين، أكد أن الدستور المصري يفتح الباب للتعددية الحزبية، وإذا قبل به الإخوان ونبذوا العنف والإرهاب فهناك طريق إلى الأمام، وأضاف أن أي دولة تحترم نفسها لا يمكن أن تقبل بالإرهاب والعنف والفوضى ورفض اعتبار الحكم الحالي أو رئاسة السيسي حكما للعسكر ، مصنفا إياها باعتبارها ديمقراطية دستورية , مؤكدا أن السيسي يتطلع إلى علاقات بناءة مع الولاياتالمتحدة. وقام موسى أيضا بلقاء وفد من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في نيويورك حيث ألقى كلمة وشارك في نقاش مفتوح عن العلاقات الثنائية واستراتيجياتها وسبل تطويرها . كما قام موسى خلال الزيارة بالاجتماع بعدد من الإعلاميين والصحفيين الأمريكيين في واشنطن وقام بزيارة مقر صحيفة نيويورك تايمز واجتمع بعدد من محرريها المختصين بشئون مصر والشرق الأوسط، كما قام بإجراء عدد من الحوارات مع الصحف الأمريكية والبرامج التلفزيونية الرئيسية بالولاياتالمتحدة، كما التقى عدد من رجال الأعمال المصريين الأمريكيين والاستماع إلى آرائهم ومتطلباتهم. ووصف عدد من المحللين زيارة موسى لواشنطن بأنها محاولة من المرشح الرئاسي السابق للصلح بين المشير السيسى و أوباما والمدافعين عن الإخوان في الإدارة الأمريكية. وأكدت مصادر دبلوماسية أن هدف زيارة موسى هو صياغة آلية لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي ، موضحة أن واشنطن تريد خطوات ملموسة والتخفيف من حدة التشنج والانقسام الداخلي وإبداء بعض المرونة في التعاطي مع الإخوان لتبرير أي إفراج مستقبلي عن المساعدات المجمدة في الكونجرس. إلا أن المحللين يرون أن الرغبة الأمريكية في إبداء مرونة حيال الإخوان بعيدة المنال، حيث شدد "السيسي" على أنه لا وجود لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمه، وحمل الجماعة مسئولية الاعتداءات التي تستهدف الجيش والشرطة وأكد أنه سيعزز اعتماد الحل الأمني لمواجهة الإرهاب ومن جانبه أكد عمرو موسى أن لقاءاته في واشنطن كانت جيدة جدا ،متوقعا الإفراج عن المساعدات العسكرية الأمريكية المجمدة ووقف استخدامها كسلاح تهديد ضد مصر في المستقبل, واعتبر أن السيسي في حال انتخابه رئيسا لن يكون تكرارا للرئيس السابق حسني مبارك ،مشيرا إلى أنه تحدث عن جمهورية ثالثة, وأن مصر تمر بظروف غير طبيعية واستثنائية وهناك كثير من الضغوط في الداخل, متوقعا أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد عودة الاستقرار، وأن ينعكس هذا الأمر على المحاكمات والحياة الدستورية في البلاد. وأكد أن جميع اللقاءات التي عقدها ركزت على العلاقات المصرية الأمريكية من موقعه كمواطن وسياسى له انطباعاته وآراؤه وليس كممثل للحكومة. وأضاف موسى، أن حديثه مع الجميع تناول الإيجابيات والسلبيات في العلاقة بين الجانبين، مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك إطار جديد للعلاقات بين البلدين مع الأخذ في الاعتبار وجهة نظر مصر وكذلك وجهة النظر الأمريكية، خصوصا أن القاهرة مقبلة على بداية الجمهورية الثالثة التي تقوم على أساس نظام ديمقراطي جديد ودستور وبرلمان جديدين. وقال موسى: المساعدات الأمريكية لمصر هى جزء من العلاقات السياسية التبادلية بين البلدين، وأن العلاقات يجب أن تستمر مع مصر برئيسها وحكومتها المنتخبة وبرلمانها. جدير بالذكر أن البيت الأبيض بدا متعنتا مع مصر خلال الفترة الأخيرة ولاسيما بعد الإطاحة بمحمد مرسي وعلى الرغم من أن أوباما لم يقل صراحة إن ما حدث في مصر في 3 يوليو انقلابا إلا أنه أيضا لم يؤيد الخطوة التي اتخذها الجيش بعد طلب الشعب بإزاحة الإخوان عن الحكم ،حتى أنه قرر وقف المساعدات الأمريكية للقاهرة ،على الرغم من رفض وزارة الدفاع لهذا الأمر ،إضافة إلى عدم ترحيب وزير الخارجية جون كيري بهذه الفكرة على الإطلاق خوفا من أن تفقد واشنطن مصر كحليف هام في منطقة الشرق الأوسط. وفي الفترة الأخيرة شهدت العلاقات المصرية الأمريكية انفراجة بعد أن قرر أوباما إرسال عدد من طائرات الأباتشي لمصر لمساعدتها في مكافحة الإرهاب ،ولكن يبدو أن هذا القرار جاء بعد التأكد من أن المشير عبد الفتاح السيسي بات قريبا من قصر الرئاسة . ودعت مجلة "يو إس نيوز" الأمريكية إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الاعتراف بقدرة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على تحقيق الاستقرار والوحدة لمصر. ووصفت الصحيفة القرار الأمريكي باستئناف صفقة طائرات الأباتشي لمصر لتعزيز موقفها في الحرب على الإرهاب، بأنها خطوة أولى في تغير الموقف الأمريكي، خصوصا أنه جاء بعد تهديدات أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة بشن هجمات ضد الأمن المصري. وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الأسر المصرية يخدم أبناؤها في الجيش، ويبدو السيسي الشخص الوحيد القادر على توحيد المصريين وقيادتهم وسط الأزمة الراهنة ووصفت المجلة الرؤية الأمريكية للسياسة المصرية بالخاطئة، مشيرة إلى أن إدارة أوباما قرأت السياسة والثقافة والتاريخ المصري بالخطأ. وأكدت المجلة أن القاهرة مرت مؤخرا بثورتين، وتواجه حاليا واحدة من أعنف عمليات العنف للإسلاميين على مر التاريخ، منتقدة قناعة الإدارة الأمريكية برؤية وزيرة الخارجية السابقة بشان إمكانية التعويل على الجناح المعتدل للإخوان في السلطة، كما هاجمت موقف الولاياتالمتحدة الذي ظل مترددا تجاه ثورة 25 يناير وحسنى مبارك حتى اللحظات الأخيرة. وبحسب الصحيفة فهناك ضغطا داخلية على الرئيس أوباما تحثه على العودة سريعا لمصر واحترام الرغبة الشعبية والتعامل مع المشير عبد الفتاح السيسي ، ولعل الاستقبال الحافل للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والاهتمام الإعلامي به وبآرائه يؤكد ان البيت الأبيض لا يعبر عن موقف أمريكا من مصر ومن المشير عبد الفتاح السيسي لاسيما وأن الجميع يدرك أنه رئيس الهيئة الاستشارية للمرشح الرئاسي .