كل يوم نتأكد أن هناك من يسعى بكل الطرق لكى تظل مصر رهينة عصر الفساد السابق، وخلال السنوات الثلاث الماضية تركزت جهود الثوار والنخبة السياسية لكى تتطهر مصرمن الفساد والفاسدين الذين صنعوا ثرواتهم فى ظل عصر التدليس والرشوة وغياب الضمير، ولكن كل هذه الجهود لم تنجح فى استئصال ورم الفساد بعد أن سيطر معظم رجال عصر مبارك على المشهد، وسخروا أموالهم لكى تظل موجودة وقريبة من دوائر الحكم سواء فى عهد المعزول أو فى المرحلة التى نعيشها والتى كنا ومازلنا نتفاءل بأن تقضى على نماذج الفساد الصارخة والتى تسعى بكل الطرق لتؤكد وجودها بقوة المال والنفوذ وليس بالسمعة أو التاريخ أو الرؤية السياسية. ومنذ ظهور الفريق السيسى وهناك بارقة أمل كبيرة فى تطهير مصر وفتح أبوابها لأبنائها من الشباب المجتهد وليس لهؤلاء الذين ترعرعوا فى ظل عصر الفساد، ولكن يصر هؤلاء الفاسدون على تشويه المشهد وعلى تأكيد وجودهم بأى وسيلة حتى وإن كان على حساب سمعة المشير الذى أعلن ترشحه للرئاسة، وكنا قد حذرنا من قبل من الشائعات التى تسعى رموز الفساد للترويج لها وقدمنا الدليل القاطع حول الدور الذى يلعبه رجل الأعمال منصور عامر والذى راح يروج فى أوساط رجال الأعمال وغيرها من الأوساط السياسية بأنه الرجل الأول فى حملة المشير السيسى الانتخابية!!..وقلنا إن مجرد ظهور اسم منصور عامر يمثل انتكاسة للعصر الجديد الذى نعيشه بعد سقوط تنظيم الإخوان الإرهابى والذى كان السيد منصور عامر من أكبر مؤيديه ومن أكثر رجال الأعمال سقوطاً فى دوائره. وخلال الأسابيع الماضية أطلق منصورعامر عشرات من الصبيان العاملين لديه وأصحاب المصالح ليروج أنه ممول حملة السيسى!!.. وتناقلت الدوائر السياسية والإعلامية تلك الشائعات فى الجلسات الخاصة!!.. وهذا ما يسعى إليه السيد منصور عامر الذى يبحث عن حصانة سياسية تساعده فى التخلص من عشرات القضايا التى تلاحقه بتهم الاستيلاء على أراضى الدولة، ولاشك أن التقرير الذى نشرناه الأسبوع الماضى حول قانون «تحصين العقود» يؤكد أن صاحب بورتو يقدم نفسه بصورة غير الصورة الحقيقية، وأن هناك من ينخدع بتلك الصورة حتى ولو كان رئيس الدولة المؤقت عدلى منصور الذى كشفنا فى تقرير الاسبوع الماضى كيف تورط مع منصور عامر وكيف أصدر قانوناً معيباً ومخالفاً لكل المعايير القانونية والوطنية أيضاً. لقد روج منصور عامر شائعة خطيرة تقول إنه الرجل الأول فى حملة المشير السيسى وإنه التقى قيادات عسكرية فى سهرات خاصة لكى يقترب من المشير وأشاع مؤخراً أنه موجود بكل ثروته ورجاله ضمن حملة المشير الانتخابية وأنه دفع أكثر من نصف الملايين العشرة التى حددتها اللجنة العليا كحد أقصى للحملات الانتخابية!!.. ورغم أننا حذرنا من وجوده وما يمثله من خطر على مستقبل هذه البلاد وفى تلك المرحلة فإن المعلومات التى توصلنا إليها الأسبوع الماضى أكدت أنه موجود بالفعل وأنه سيظهر فى المشهد وبقوة بمجرد وصول المشير إلى كرسى الحكم!! إن مجرد ترويج مثل هذه الشائعات إنما يمثل كارثة بكافة المعايير ليس فقط لأن المشير أعلن بنفسه أنه لا عودة لما قبل يناير، ولكنه كارثة لأن السيد منصور عامر هو رجل الإخوان الأول وقد كشفنا ذلك بمعلومات ثابتة ومؤكدة ولم يجرؤ منصور على تكذيبها بعد أن نشرنا أرقام الشاليهات الخاصة التى كان يستضيف فيها مهدى عاكف وخيرت الشاطر، بل وكشفنا كيف سخر أموال مؤسساته لدعم الإخوان. إن مجرد ظهور اسم منصور عامر يمثل ظهورا جديدا لفخفخينا الفساد، فالرجل الذى صعد مع جمال مبارك وبعضوية لجنة السياسات هو نفسه الذى حاول الصعود مع جماعة الإخوان وساندهم بأمواله ورجاله وأخضع مؤسساته لخدمة مشروعهم. وإن كان يشيع اليوم أنه تلقى دعوات من قيادات بالجيش لدخول حملة المشير بمشروع خارطة الأمل، فإن نفس هذا المشروع الساذج هو الذى قدمه فى عهد الإخوان وسعى من خلاله للحصول على حقيبة وزارية وتقرب من حسن مالك ومهدى عاكف وخصص ميزانيات الوقف الخيرى لأغراض الجماعة. واستضاف مهدى عاكف فى بورتو مارينا وخصص شاليهات خاصة لاستضافة عائلة المرشد السابق للجماعة وعائلته، كما سعى بكل ما يملك للتقرب من حسن مالك وحرص على الدفاع عن مشروعات الجماعة المشبوهة فى قناة السويس وهناك عشرات التصريحات التى يدافع فيها عن الجماعة ومشروعاتها المشبوهة فلم يكن منصور عامر بعيداً عن قيادات الإخوان بل كان واحداً من المهللين لسياسات المعزول محمد مرسى وهشام قنديل وكان على رأس رجال الأعمال المطبلاتية لمشروع تنمية قناة السويس، ففى الوقت الذى كان يصرخ فيه المصريون لوقف هذا المشروع المخابراتى الذى يهدف إلى تمكين قطر من أهم مناطق مصر الاستراتيجية كان السيد منصور عامر يؤكد فى تصريح لبرنامج الحياة اليوم أنه مشروع «عبقرى وعظيم!!». وتلك هى الفخفخينا السياسية التى يريد منصور عامر لها أن تسيطر على مصر من جديد والتى لن نسمح لها ولا لصاحبها بذلك مهما كان الثمن وسنتفرغ بشكل قاطع لإنهاء عصر الفخفخينا الفاسدة ولن نسمح بظهور رجال مبارك والإخوان فى المرحلة الجديدة، كما لن نسمح له ولا لغيره بالتهرب من القضايا التى تلاحقه والتى تمثل حقاً للدولة وللشعب الغلبان الذى يبحث عن قوته وسط أكوام الزبالة بسبب هؤلاء الفاسدين الذين سرقوا أراضيه ونهبوا أمواله وصنعوا ثروات طائلة على حسابه.