قصص وحكايات رجل البر والإحسان في عهد «مرسي» يستطيع رجال الأعمال الكبار شراء صمت الأقلام وتكميم الأفواه ببعض الدولارات أو الإعلانات، لذلك ستجد عشرات من هؤلاء الكبار يتصرف كما يشاء ويشتري ويبيع أراضي الدولة وأملاكها ويكون ثروات طائلة من دون أن يقترب منه أحد أو ينتقد أداءه، وتلك هي طريقة كبار حيتان البيزنس منذ عهد مبارك وحتي اليوم، فالحيتان الذين صنعوا ثروات في عهد جمال مبارك وبمباركة لجنة السياسات نجحوا أيضاً في الركوب علي الثورة وقدموا فروض الولاء والطاعة لجماعة الإخوان فور صعودهم إلي الحكم، فالمال يبحث عن السلطة لكي يحتمي بها، وفي العدد الماضي من "الموجز" نشرنا بعض عناوين كتاب جديد سيتم طرحه بالأسواق عن رجل الأعمال "منصور عامر" الذي صعد مع مبارك ولجنة السياسات واحتمي بالإخوان وتراكمت ثروته ومازالت تتراكم في غياب تام للأجهزة الرقابية في هذا الوطن الذي يحاسب الفقراء ويطارد الباعة الجائلين ويترك أصحاب المليارات دون مساءلة أو رقابة. والسيد منصور عامر واحد من هؤلاء الذين يستحقون من أجهزة الدولة بعد ثورة يونيو أن يفتحوا ملفاته وأن يكشفوا للرأي العام كيف احتمي بالإخوان وكيف اقترب منهم وترك ثروته تحت تصرفاتهم لكي ينجو بنفسه من المساءلة والحساب، وكنا نأمل أن يتم فتح ملفاته بعد نشر جزء من عناوين الكتاب الذي سنطرحه بالأسواق قريباً، ولكن مازالت دولة القانون تائهة وفي حاجة إلي إعادة ترتيب أوراقها. إن مصر التي يموت أبناؤها من البرد والجوع والمرض والفقر هي نفسها التي تترك هؤلاء الكبار ينعمون بالمليارات ويتمتعون بخيراتها، ففي الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الفقر والمرض نجد طبقة جديدة تصعد علي جثث الغلابة وتعيش علي التجارة بهم وبآلامهم. وبكل أسف لم يترك هؤلاء شيئاً لم يتاجروا به بداية من الدين وتحفيظ القرآن ونهاية بالضحك علي الناس وترويج أكاذيب عن مساعدة الفقراء والغلابة، وكان السيد منصور عامر علي قائمة هؤلاء الذين أعلنوا انحيازهم للفقراء وسارعت الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات تنقل عن رجل الخير والتقوي تصريحات وردية قال فيها إنه سيهب ثلث ثروته للخير وأن يجعل هذه الأموال وقفا خيريا. وقد كتبت آنذاك أشيد بالرجل وبمبادرته، وقلت إن تلك الخطوة تغفر له كل ما يشاع عنه وعن بعض صفقاته السرية، أو علاقاته مع أباطرة الخليج، وافترضت فيه حسن النوايا وقلت إن هذا العمل الخيري خطوة تستحق الإشادة والتشجيع حتي نري رجال الأعمال وقد قدموا أيادي الخير لأبناء هذا الشعب من الفقراء والمحتاجين، وطالبت السيد منصور عامر بأن يكشف للرأي العام حقيقة تلك الخطوة وهل قام حقا بتخصيص ثلث ثروته للخير، أم أن كل ذلك كان كلاماً للاستهلاك المحلي ومجرد شو إعلامي يضحك به رجل الأعمال منصور عامر علينا وعلي المصريين؟! وبالطبع كان اعتقادي صحيحاً ولم تكن تلك الضجة سوي شو إعلامي شارك فيه رجل الدين والداعية الشيخ خالد الجندي الذي هلل مع الإعلامي محمود سعد للكلام المعسول الذي أعلنه منصور عامر علي قناة أزهري منذ أكثر من خمس سنوات حول تخصيص ثلث الثروة كوقف خيري، بحثنا عن هذا الوقف فلم نجد سوي عمارة ضخمة في مصر الجديدة مغلقة بالسلاسل وتحرسها الكلاب الشرسة وعليها لافتة تحمل اسم مؤسسة عامر الخيرية!! إن أكذوبة الوقف الخيري كشفها أبناء دائرة منصور عامر في القناطر، كان أولي برجل الخير والتقوي أن يهتم بأبناء دائرته الذين يصرخون ليل نهار وقاموا بعمل صفحات علي مواقع الإنترنت يشتكون من خلالها ظلم رجل الأعمال الكبير لهم وتجاهله لقراهم الفقيرة وأرسلوا يطالبون النائب وعضو مجلس الشعب ورجل الأعمال الكبير بتحقيق أقل أمنياتهم وأحلامهم سواء ببناء مركز شباب متواضع في قرية "وامياي " أو بتشغيل الشباب العاطل في قري "باسوس، وأبوالغيط ومدينة القناطر.. وعزبة الأهالي وقرية سندبيس.."، وأرسل أهالي قرية البرادعه التي اكتسبت شهرة بالتيفود يطالبون بوحدات صحية ومتابعة لمرضاهم الذين هدهم المرض، وتساءل أحد الشباب علي الصفحة عن حقيقة الأخبار المنشورة في الصحف والفضائيات حول تبرع منصور عامر بمبلغ 304 ملايين جنيه لقري القليوبية كما هو في جريدة الأهالي في العدد 1440، وقال: أين ذهبت تلك الأموال وإلي أي القري في القليوبية؟! في عهد الإخوان صعد منصور عامر معهم ووضع ثروته تحت تصرفهم وكل ذلك مثبت بالوقائع، ولا نعرف كيف يمكن لرجل يدعي الخير ومساندة الفقراء والبسطاء أن يمارس أشكالاً أخري من النفوذ والسلطة والتحول في المواقف، ويستخدم كافة الأوراق للاستيلاء علي أراضي الدولة؟! وهناك عشرات الوقائع التي تشير إلي ممارسة منصور عامر كافة أشكال التحايل للاستيلاء علي أراضي الدولة ولكنني سأذكر مثالاً واحداً يكشف كيف احتمي منصور عامر بالإخوان وكيف انتقل من حماية جمال مبارك إلي حضن حسن مالك بسرعة رهيبة، ففي مارس 2013 استعان منصور عامر بالصديق الجديد "حسن مالك" للاستيلاء علي 5 أفدنة زراعية يملكها السيد "محمد كمال" وهو أحد ملاك الأراضي المواجهة لبورتو مارينا المملوك لمنصور عامر، واستعان منصور عامر ببلطجية الحزب الوطني المتحولين لجماعة الإخوان مستغلاً وضعه الجديد في مجلس رجال الأعمال الإخواني وتمتعه بحماية القيادي الإخواني حسن مالك وقام بالاستيلاء علي الأرض المشتراة من عبدالله صالح بموجب مستندات الملكية الصادرة من جهاز التنمية السياحية وإدارة مشروعات التنمية الزراعية. ليس هذا فقط ما قام به منصور عامر في عهد وحماية حسن مالك وجماعة الإخوان بل قام أيضاً ببناء خمس عمارات علي تلك الأفدنة رغم أن الأرض ممنوع البناء عليها لأنها زراعية وتوجد بها بئر أثرية تعود لعصر الرومان!! ذكرت تلك الواقعة رغم أنها أقل ممارسات منصور عامر لأكشف للقارئ كيف يمكن لرأس المال أن يتلون وأن يحتمي بكل العصور وأن يقترب من رجال كل مرحلة، ومنصور عامر لم يحصل فقط علي هذه الأفدنة القليلة بفضل الإخوان بل إنه أيضاً نجح في كسب الرضا لدرجة أن كل ملفاته تم إغلاقها في عهد الجماعة، وقدم منصور عامر لجماعة الإخوان المسلمين العديد من الخدمات في مقابل كل ذلك فقد استضاف المرشد السابق وعائلته في بورتو مارينا واكتسب حماية خاصة بفضل الأموال التي وضعها تحت تصرف الجماعة عبر طرق ملتوية منها تخصيص أموال "الوقف" الخيري لخدمة مشاريع الإخوان وكذلك في تجميل صورة نظام محمد مرسي وكما كان رجل لجنة السياسات أصبح رجل جماعة الإخوان. وكما نجح منصور في دخول دهاليز رجال مبارك وحبيب العادلي نجح في الوصول إلي الجماعة ورجالها، ويمكننا ببساطة العودة إلي واقعة واحدة حدثت في عهد مبارك تكشف ذلك وهي الواقعة التي تضمنها البلاغ الذي حمل رقم 7322 لسنة 2011 المقدم للنائب العام والذي تم دفنه في الدهاليز بعد صعود الإخوان، ففي 1 أكتوبر 1996 قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتخصيص 765 فداناً بالقاهرة الجديدة إلي جمعية النخيل وذلك بغرض إقامة مشروع سكني متكامل لضباط الشرطة بسعر تفضيلي تماماً مائة جنيه للمتر بالتجمع الأول بمدينة القاهرة الجديدة وكان الغرض من هذا السعر أن الجمعية لا تهدف للربح وأنها ستستخدم هذه الأرض لبناء مساكن لضباط الشرطة وهذا غرض ذو نفع عام خصصت من أجله الأرض بهذا السعر الزهيد نظراً لكون الأسعار السائدة في هذا الوقت كانت مايقرب من أربعة آلاف جنيه للمتر الواحد لتميز موقع الأرض إلا أن رئيس جمعية النخيل اللواء محمد منير أحمد صالح تورط في القضية وقام ببيع مساحات كبيرة من هذه الأراضي الي شركة مملوكة لمنصور عامر ولكن بأسعار تتراوح مابين 1100 و1850جنيهاً للمتر الواحد وهو ما يعتبر إهدارا للمال العام وتمكين الغير من التربح منه والإعتداء عليه والاتجار بأراض مخصصة للنفع العام وتم تخصيصها بسعر تفضيلي وتغيير الغرض المخصصة من أجله بدون الحصول علي موافقة الجهة الإدارية المختصة. وقامت «عامر جروب» بطرح الشركة للاكتتاب خلال 2010 عن طريق تقييم شركاته بسعر أعلي بكثير من قيمتها حيث جمع ما يقرب من مليار و200 مليون جنيه في حين أن قيمتها العادلة 150 مليون جنيه فقط. ورغم الأرباح الطائلة التي حققها عامر من الاستحواذ علي كل هذه الأراضي والمشروعات فإنه لم يسدد أي مبالغ أو استحقاقات خاصة بضرائب الدخل لسبب بسيط هو أن الشركة تتمتع بإعفاء ضريبي حتي عام 2017!! إن قصص وحكايات منصور عامر لا تنتهي وسيظل هذا الرجل لغزاً حتي يظهر الكتاب بالأسواق فهناك فصول تكشف خبايا رهيبة عنه وعن ملفاته التي تفوح منها روائح كريهة، ويكفي أن نقول إ السيد منصور عامر هو الرجل الذي أعلن التحدي للدولة ولمناطقها المحرمة وقرر الاستثمار في أي مكان يريده سواء بترضية المسئولين أو بعقد صفقات معهم، وكاد منصور عامر يدمر بانوراما أسوان وبموافقة الدكتور زاهي حواس، حيث تقدم منصور بمشروع "بورتو أسوان" وطلب إنشاءه علي مساحة 4 ملايين متر مربع في البر الغربي لأسوان. وكان الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار وقتها موافقاً علي المشروع لولا أن ظهر مواطن مصري شريف هو محمد البيلي مدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة الذي تصدي للمشروع مؤكداً أن المجلس الأعلي للآثار رفض إقامة "بورتو أسوان"، نظراً لوقوعه داخل الحرم الأثري. وأن اللجنة التي عاينت الموقع أفادت بأن هذه المنطقة تقع داخل حزام الحرم الأثري وأملاك الآثار، وأنه سيدمر تراثاً حضاريا منذ آلاف السنين، وأن كافة تقارير اللجان التي شكلها المجلس الأعلي للآثار رفضت المشروع. نحن إذن أمام ظاهرة قررت أن تشتري كل شيء في هذا الوطن بأموالها وعلاقاتها وترضياتها، ظاهرة لا تهتم بمصر ولا مستقبلها ولا حاضرها ولا تهتم إن كانت مشروعاتها واستثماراتها ستأتي علي حساب الآثار أو غير ذلك، فالأموال هي الأهم. إن تلك السطور القليلة ليست سوي نقطة من بحر كبير يضم ملفات السيد منصور عامر الذي كان من الممكن أن يصل إلي منصب وزير في عهد الإخوان بفضل الخدمات الجليلة التي قدمها لهم ولقياداتهم والتي كان آخرها استضافة مهدي عاكف في بورتو مارينا لمدة 15 يوماً وتم سداد الفواتير من أموال الوقف الخيري! فقد كان هذا الوقف هو الباب الخلفي لتمويل الإخوان وكسب رضا حسن مالك الذي كان يؤهل نفسه ليكون إمبراطور المال في عهد مرسي، ولم يجد منصور عامر أفضل من الإخواني محمد السيد نائب رئيس عامر جروب لإدارة مرحلة الإخوان وأوكل إليه إدارة الصفقات مع قياداتهم، وهناك عشرات القصص والحكايات عن علاقة منصور بالجماعة في مرحلة محمد مرسي، وسوف يكشف الكتاب مفاجآت لا حصر لها، ولكنني أردت اليوم أن أوضح لبعض الأصدقاء المصدومين من علاقة منصور عامر بالإخوان بعض الجوانب البسيطة في تلك العلاقة التي استمرت ومازالت غير مغلقة حتي هذه الساعة، فقد انهالت عشرات الاتصالات والرسائل التي تستوضح حقيقة علاقة منصور بالجماعة بعد أن قدمنا في العدد الماضي بعض العناوين الخاصة بلقاءات سرية بين الطرفين وعن استضافة مرشد الجماعة السابق وعائلته ببورتو مارينا. أما القصص الجديدة الخاصة ببورتو أكتوبر والمخالفات القانونية التي تتعلق به، وعدم استكمال التحقيقات في البلاغات المقدمة ضده بسبب حماية الإخوان فسوف يضمها الكتاب إلي جانب العديد من حكايات المال والثروة بداية من الاستثمار في الأردن وطرطوس وتركيا وغيرها، فالسيد منصور عامر يتجه نحو سورياوالأردن وتركيا في الوقت الذي تبحث فيه مصر عن مستثمرين داخل البلاد بل وفي الوقت الذي يتسابق فيه رجال الأعمال العرب للاستثمار في مصر علي سبيل مساندة اقتصاد أهم دول المنطقة ورد بعض ديونها علي الجميع، فهل يمارس منصور عامر لعبة جديدة لغسيل الأموال بعيداً عن القاهرة؟ أم تلك أحدث طريقة لنزح أموال المحروسة؟!. وهناك أيضاً قصص وحكايات عجيبة عن المدرسة الأمريكية التي قام بإنشائها في قريته بالقناطر وسط مجتمع يعاني الفقر والجوع، أما مشروع تحفيظ القرآن الكريم فهو الكارثة التي ستكشف لنا طبيعة هذه الشخصية، فقد تحول كتاب الله إلي تجارة رخيصة من خلال مشروع وهمي الغرض منه إدراج مشروعات ومصروفات تحت بنود وهمية في حين تذهب الأموال إلي مصارف أخري كان نشاط الإخوان أحد هذه المصارف، ولا يختلف مشروع تحفيظ القرآن الكريم عن المساعدات الوهمية التي تزعم مؤسسة عامر الخيرية أنها تقوم بصرفها لأهالي القناطر بأسماء وصور بطاقات مضروبة!! وسوف يحمل الكتاب مفاجآت ضخمة تكشف طبيعة وحقيقة رأس المال في مصر وكيف يتم صعود هؤلاء بالترضيات وشراء الذمم والضمائر وترويج الأكاذيب عن مشروعات البر والإحسان.