قرأت كتاب منصور عامر "خارطة الأمل" الذي يقدم فيه العديد من المقترحات لإصلاح خريطة الاستثمار في مصر ويقدم الخبرات الكبيرة حول العديد من المناطق السياحية التي يمكن الاستفادة منها لصالح مصر وشعبها العظيم، ولقد قرأت الكتاب من باب الفضول بعد أن وجدت مهرجانا كبيرا في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة به وبصاحبه، وبالفعل وجدت رؤية جيدة تستطيع أن تنهض بمصر وتعيد توزيع ثرواتها، ولقد أعجبني موقف منصور عامر في أن يخرج للناس وأن يعلن عن نفسه كرجل أعمال يفكر في صالح المصريين ويقدم لهم حلولا اقتصادية جيدة، ولكن مازالت الأسئلة حول منصور عامر كثيرة ومتعددة، ولقد جاء الكتاب في توقيت شديد الخطورة وهو الوقت الذي يتم فيه فتح ملفات الكبار في مصر ممن حققوا ثروات في العهد السابق، وكان المطلوب من منصور عامر أن يكون أكثر شفافية قبل أن يكتب هذا الكتاب، فقد طرحت عليه منذ عام تقريبا سؤالا حول مشروعه الذي أعلن من خلاله أنه سيهب ثلث ثروته للخير وأن يجعل هذه الأموال وقفا خيريا. وقد كتبت أشيد بالرجل وبمبادرته، وقلت إن تلك الخطوة تغفر له كل ما يشاع عنه وعن بعض صفقاته السرية، أو علاقاته مع أباطرة الخليج، بل وما يقال عن حرصه الشديد علي عضوية مجلس الشعب حتي تكون حصانة له يحتمي بها وأنه ينفق شهريا الملايين حفاظا علي أصوات أبناء الدائرة، وافترضت فيه حسن النوايا وقلت إن هذا العمل الخيري خطوة تستحق الإشادة والتشجيع حتي نري رجال الأعمال وقد قدموا أيادي الخير لأبناء هذا الشعب من الفقراء والمحتاجين، لكنني فوجئت بأن هذا المشروع محلك سر، وأنه لم يتم تفعيله علي أرض الواقع، وكتبت لأطالب منصور عامر بكشف حقيقة تلك الخطوة وهل قام حقا بتخصيص ثلث ثروته للخير، أم أن كل ذلك كان كلاما للاستهلاك المحلي ومجرد شو إعلامي يضحك به رجل الأعمال منصور عامر علينا وعلي المصريين؟! وأتذكر يومها أن رجل الأعمال الكبير منصور عامر قد غضب من تساؤلاتي ورفض التوضيح أو التعليق، ولكنني اليوم وبعد أن قرأت كتاب "خارطة الأمل" الذي قام بإهدائه إلي القوات المسلحة أعيد التساؤل ليس فقط عن تخصيص ثلث الثروة كوقف خيري، ولكن عن الهدف الأساسي من هذا الكتاب.. وهل هو حقا يهدف إلي مصلحة الشعب أم أنه محاولة للتغطية علي ما أثير مؤخرا حول تخصيص بعض الأراضي، وهو ما جاء في الدعوي القضائية التي أقامها المحامي شحاته محمد شحاته رئيس المركز المصري للنزاهة والشفافية والمحامي مصطفي شعبان محمد.. دعوي قضائية ضد كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة ورئيس مجلس الهيئة العامة للتنمية السياحية بصفتهم لبطلان عقد تخصيص 2.175 مليون متر مربع علي ساحل خليج السويس لصالح شركة عامر جروب المملوكة لرجل الأعمال منصور عامر والمقام عليها مشروع بورتو جولف السخنة لمخالفته قانون المناقصات والمزايدات. عموما فإنني افترض حُسن النية في رجل أعمال لم يفكر في الهرب من مصر أو في نقل استثماراته خارج البلاد بل إنه قرر أن يشارك حتي ولو ببعض المقترحات في النهوض بمصر سياحيا واقتصاديا، وأتمني أن يكون مشروع خارطة الأمل مشروعا خالصا لوجه الله وأن يظل قائما ولا يختفي مثل مشروع الوقف القديم وتخصيص ثلث الثروة