استغل نفوذه فى الحصول على رشاوى بالمليارات.. وله استثمارات عدة فى إسرائيل مظاهرات عارمة فى اسطنبول ضد فساد الأسرة الحاكمة ومطالبات بعزل "أردوغان" ومحاكمته الابن الأكبر قرر الهروب إلى جورجيا بعد طلب النائب العام التحقيق معه.. والجيش ينتظر اللحظة المناسبة للتدخل لعبت "عائلة الرئيس" دورا محوريا في اندلاع ثورات الربيع العربي وربما كانت أحد الأسباب الرئيسية في الإطاحة ب"رب العائلة" من منصبه وهو ماوضح جليا في عائلة الرئيس مبارك بمصر والذي كان سعي نجله جمال لخلافته سببا رئيسا في الإطاحة به من منصبه والزج بهم أجمع خلف السجون فيما بعد وهو ما ينطبق أيضا علي الرئيس الليبي معمر القذافي الذي دفع حياته ثمنا لذلك فضلا عن تشريد باقي أسرته مابين السجن والهرب.. المصير نفسه كان قدرا مكتوبا علي الرئيس السابق لتونس زين العابدين بن علي والذي لحق نفسه مبكرا بالهروب خارج البلاد قبل إلقاء القبض عليه ومحاكمته.. مع مرور الوقت انتقلت ثورات الربيع العربي من محيطها الضيق لتنطلق إلي دول الجوار الناطقة بغير اللغة العربية علي رأسها تركيا بالطبع والتي تعيش مؤخرا أجواء هذه الثورات.. لكن يبقي دور عائلة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اندلاع الثورة هناك والتى دارت رحاها منذ أسبوع تقريبا محور أسئلة الكثيرين خصوصا ان هناك العديد من الملاحظات والاعتراضات علي أعمال أسرة "أردوغان" السياسية والتجارية خصوصا مع الكيان الصهيوني, وهو ماوضح جليا فى الرشاوى والعملات التى حصل عليها نجل أردوغان الأكبر " بلال" والتى وصلت إلى حد المليارات, وربما كانت هذه العلاقات سببا رئيسيا في خروج مئات الآلاف من الشعب التركي إلي الشارع مؤخرا للمطالبة برحيل رئيس الوزراء عن منصبه.. لذلك أرجع البعض تدخل أردوغان في الشأن المصري ودفاعه المستميت عن جماعة الإخوان المسلمين إلى خوفه من تكرار نفس السيناريو في بلاده ،خصوصا أن خلافاته مع المؤسسة العسكرية هناك كبيرة لدرجة دفعته لإقالة عدد كبير من قادة القوات المسلحة بأفرعها الأربعة واللافت أن هذا القرار جاء بعد حوالي شهر ونصف من ثورة 30 يونيو المصرية والتي تزامنت أيضا مع مظاهرات قوية في ميدان تقسيم بقلب العاصمة أنقرة ووفقا للمراقبين فإن التعيينات والترقيات الجديدة بالجيش التركي لم تعتمد وفقا للمعايير المتعارف عليها في السنوات الماضية ،ولكنها كانت وفقا لاختيار أردوغان ، الذي أراد فيما يبدو ضمان ولاء الجيش له ورغم ذلك يرى المحللون أن الجيش التركي ليس ببعيد أبدا عن السياسة ،لاسيما إذا رأي أن الأمور تتفاقم فيما يتعارض مع المصلحة القومية للبلاد وعلى ضوء التوجه الخطير لتركيا نحو ما يسمى بالإسلام المتطرف واختيار حكومة أردوغان للتحالف مع الأنظمة الراديكالية في المنطقة ،تتزايد احتمالات تحرك الجيش ضده بشكل يشبه الحالة المصرية خصوصا أن المطالب الشعبية بالإطاحة برئيس الوزراء التركي تتزايد يوما بعد الآخر مع انكشاف فساد حكومته وضلوع أسرته في هذه القضايا التي تضم زوجته أمينة وأبناءه الأربعة بلال ونجم الدين وإسراء وسمية.. ولذلك نحاول من خلال هذا التقرير إلقاء الضوء على عائلة أردوغان ودورها المشبوه فى تعاملات تركيا التجارية والسياسية. أمينة أردوغان.. زوجة رئيس الوزراء الذي لايتحرك خطوة دون الحصول علي مشورتها تعد زوجة أردوغان "أمينة " أحد أكبر الداعمين له في كل السياسات التي ينتهجها مهما كانت، فنجد أنها لم تظهر لتنتقد تعامل الشرطة الوحشي مع المحتجين ولم تهتم بزيارة المصابين في المستشفيات أو توفير الإسعافات اللازمة لهم كعادتها في كل الحوادث التي تحدث بتركيا حيث اشتهر عنها اهتمامها بالجوانب الإنسانية فضلا عن ذلك فقد سبق لها أن انتقدت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب صمتها عما يقوم به زوجها حيال المتظاهرين في سوريا وها هي الآن تقوم بنفس الشيء التي انتقدت من أجله أسماء من قبل. وكانت زوجة أردوغان أشارت إلي أنها كانت تربطها صداقة قوية مع أسماء وأنها بعثت برسالة إليها تطلب فيها الاتصال بها للحديث عن الأوضاع في سوريا لكنها لم ترد وكشفت أمينة أنه لو جري الاتصال بينهما فإنها كانت ستنصحها بأن تأخذ أطفالها وتأتي إلي تركيا، وستكون في حمايتها، مشيرة إلي أنها كانت تأمل حقًّا أن تأتي إلي تركيا مع أولادها للإقامة فيها، مضيفة أن زوجها كان يدعم هذه الفكرة. ولفتت أمينة أردوغان الانتباه إلي أنها كانت تعتقد أن سيدة سوريا الأولي لن ترضي بالقتل وبالأحداث الدموية التي تحدث في سوريا، موضحة أنها كانت تعتقد أنها كانت ستترك منزل زوجها. بعيدا عن هذا استطاع الإعلام العربي والتركي أن يصور أمينة كنموذج للسيدة الأولي والتي سعي سيدات العرب للتقرب منها، حيث ترأست أمينة اجتماعا من أجل غزة في يناير 2009 باسطنبول ضم أبرز سيدات الوطن العربي وهن رانيا زوجة ملك الأردن والشيخة موزة زوجة أمير قطر وأسماء زوجة بشار الأسد ووفاء زوجة الرئيس اللبناني وعائشة ابنة القذافي. واستطاعت أمينة أن تحصل علي تعاطف العالم كله بعد إذاعة مقطع فيديو وصور لها خلال تفقدها لمصابي بورما خلال الفترة الماضية وقد أجهشت بالبكاء بعد أن رأت معاناة المسلمين هناك، الأمر الذي زاد من شعبيتها بالوطن العربي، حيث اعتبرت هذه الزيارة من قبل أمينة إحدي أوراق الضغط الدولية علي حكومة ميانمار التي تضطهد المسلمين. وكانت أمينة قد زارت مصر بصحبة زوجها في نوفمبر من عام 2012 واهتمت بأن تتفقد عددا من دور الأيتام وقدمت الهدايا للأطفال، متمنية أن تتبني تركيا مبادرة إطلاق يوم اليتيم عالميا. وأظهرت أمينة نفسها كسيدة متدينة تمسك علي دينها كالماسك بيده علي الجمر حتي إن البرلمان التركي شهد مشادة بالأيادي وتبادل الشتائم بين نواب حزب العدالة والتنمية وبين الحركة القومية بعد أن سخر ممثل عن الأخير منها بسبب الحجاب، في أعقاب حادثة منعها من الدخول لأحد المستشفيات بسبب ارتدائها الحجاب، ونالت أمينة أردوغان تعاطفا إعلاميا لافتا ضد قرار منعها من دخول المستشفي وضد سخرية النائب العلماني منها حتي أن عددا كبيرا من العلمانيين تعاطفوا معها معبرين عن استيائهم من أساليب التعامل مع المحجبات في تركيا. وبررت أمينة إرسال بنتيها للتعليم في أمريكا بأن الجامعات التركية ترفض دخول المحجبات وهو الأمر الذي رفضته بشدة ومع ذلك فقد أظهرت أمينة بعض التناقضات من الناحية الدينية ففي حين قبلت أن يعانقها ويقبلها علي وجنتيها كوستاس كرامنيلس رئيس الوزراء اليوناني عام 2004، وقد أصدر أردوغان أمرا للتليفزيون التركي بعدم نشر مقطع الفيديو الذي يبث هذه الواقعة والتناقض يأتي من أن أمينة رفضت قبل ذلك مصافحة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بالأيدي خلال زفاف ابنها معلنة أنها لا تصافح الرجال. بلال.. الابن الأكبر وصاحب الفضائح المدوية في عالم البيزنس ربما يتحول بلال الابن الأكبر لأردوغان من مصدر فخر أبيه إلى المسمار الأخير الذي يدق في نعشه بعد أن تورط في قضية الفساد الأخيرة وطلب النائب العام حضوره للتحقيقات في الثاني من يناير المقبل ،إلا أن شائعات قد انتشرت حول هربه دون جواز سفر إلى جورجيا خوفا من سجنه, وذكرت صحيفة "يورت" التركية، أن بلال أردوغان هرب على إثر إعلان قائمة أسماء متورطة فى قضايا فساد، ورشاوى طالت عددا كبيرا من السياسيين، ورجال الأعمال، والبيروقراطيين، للاشتباه فى تورطهم فى التلاعب والتزوير والفساد فى 28 مناقصة، تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار. وركز المحققون في الفترة الأخيرة على أحد المؤسسات الخيرية التي يطلق عليها "المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية"(تورجيف) ويعد بلال أحد أعضاء مجلس إدارتها ،حيث أجريت تعديلات على خطة تشييد مبنى أجرته المؤسسة لمجلس أسطنبول المحلي كمكان لإقامة الطلاب وفقا لإدعائها وحاول أردوغان الدفاع عن ابنه قائلا: إن المكان ليس فندقا ولكن التركيز عليه جاء بهدف النيل مني.. وكان تدخل نجل رئيس الوزراء في بعض أمور الدولة يغضب المعارضة كثيرا ،فضلا عن هجومه المستمر على الحكومة والنواب المعارضين لأبيه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وتسبب نجل أردوغان في أزمة كبرىعندما وجه أحد تغريداته لنواب الأمة قائلا: إن البر لمان ليس للتسكع اعتراضا على انتقاد أبيه من قبل النواب المعارضين خلال مناقشته للموازنة العامة في أحد جلسات مجلس الشعب. ويحمل بلال النصيب الأكبر من فضائح عائلته فقد قام في السابق بارتكاب حادث سيارة قتل خلاله مغنية تركية مما أثار الرأي العام هناك ضده.. وبالنسبة لعلاقاته التجارية فهو يملك أسطولا للنقل البحري يضم مجموعة من اكبر السفن التجارية, وكشفت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية خلال الفترة الماضية أن "بلال" قام بعقد عدد من الصفقات التجارية مع إسرائيل في أعقاب حادث مرمرة التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأتراك حيث قام جنود الجيش الإسرائيلي بمهاجمة السفينة التي كانت تحمل مساعدات لغزة في عام 2010. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر من المعارضة التركية قولها إن سفينتين تابعتين لشركة "إم بي" التي يملكها "نجل أردوغان " كانت تنقل المواد التجارية بين مواني تركيا وإسرائيل خلال الثلاث سنوات الأخيرة. ولفتت المصادر إلي أن السفينة سفران 1 التي يبلغ طولها 95 مترا وصلت في المرة الأخيرة إلي ميناء أشدود في يناير من العام الجاري أي قبل ثلاثة أشهر من انتهاء الأزمة التركية - الإسرائيلية بعد اعتذار نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى عن هذه الحادثة. وقالت المعارضة التركية إن علاقات الابن الأكبر مع إسرائيل تكشف الوجه الحقيقي لسياسات أبيه حيال الكيان الصهيوني، ففي حين أنه يظهر للعالم كله وكأنه ضد سياسات إسرائيل إلا أنه يقيم علاقات معها عن طريق ابنه، لدرجة أن التعاملات التجارية بين البلدين خلال الأزمة بلغت 4 مليارات دولار بارتفاع يصل لنسبة 30% عما كانت عليه في السابق. نجم الدين.. الولد "اللعوب" الذي يرتبط بعلاقات وطيدة مع الرئيس الأمريكي "نجم الدين" هو الابن الذى يلى بلال فى الترتيب كان يعمل في شركات توزيع وتسويق المواد الغذائية التي أسسها والده، و هو حاليا موظف في البنك الدولي في وظيفة جلبها له الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأمر الذي يعد دليلا علي العلاقات الطيبة بين أردوغان والإدارة الأمريكية خصوصا فترة "بوش" الذي شهد عهده سياسات عنيفة ضد المسلمين. وكانت الصحف العالمية قد أبرزت تأييد نجم الدين لحركة حماس خلال الهجوم الإسرائيلي علي غزة في عام 2008 الأمر الذي أثار استياء الكيان الصهيوني. سمية.. خريجة الجامعات الأمريكية ومهندسة الصفقات السياسية لبلاد العثمانيين تعد سمية أردوغان الأقرب إلي قلب أبيها رغم أنها الأصغر بين أولاده نظرا لدورها السياسي الذي تقوم به، ومن أجلها قام والدها بمعاداة ممثلي المسرح التركي، حيث حجب دعم الدولة للمسرح بعدما تقدمت بشكوي له قائلة :إن أحد الممثلين أهانها خلال عرض مسرحي. وقال أردوغان إنه لا يمكن أن يقدم الدعم للمسارح ثم تعض اليد التي تطعمها واصفا مايقوم به المثقفون من نقد له ولأبنائه بالغطرسة المستبدة. وانضمت سمية إلي الفريق الاستشاري لوالدها منذ عامين تقريبا حيث درست العلوم السياسية في الولاياتالمتحدة بمنحة من أحد رجال الأعمال المقربين من والدها، كما درست الاقتصاد في انجلترا إضافة إلي دراستها للغة العربية في الأردن. ونظرا لقدرتها علي مواجهة الانتقادات الموجهة لها اعتبرها البعض أحد أبرز السيدات داخل حزب العدالة والتنمية، حتي أن بعض المحللين التركيين اعتبرها احد أهم المؤثرين في الحياة السياسية، ورشحها البعض لخلافة والدها رغم صغر عمرها الذي لا يتعدي الثلاثين، الأمر الذي دفع الكثيرون لمقارنة هذا الأمر بسيناريوهات التوريث بالوطن العربي مع الاختلاف في بعض التفاصيل وما دفع البعض لتخيل هذا السيناريو هو ملازمة "سمية" لأبيها في غالبية المناسبات والزيارات الخارجية إضافة إلي أنها عضو لجنة السياسات الخارجية بحزب العدالة والتنمية، كما تتولي الترجمة لوالدها باللغة الانجليزية في اللقاءات الخاصة والمهمة، وتشرف أحياناً علي ترتيب نشاطات خاصة بالدولة، وبعدما زادت التكهنات باحتمال سعيها لخلافة أبيها أعلن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية أن الأمر يعود لها إذا ما أرادت الترشح أو لا، ويري محللون أنها قد ترشح نفسها للانتخابات التشريعية القادمة فى حالة استمرار والدها فى منصبه، خصوصا أن أردوغان شدد علي ضرورة إفساح المجال لدخول المحجبات للبرلمان. إسراء.. الابنة الكبرى التي لاتفضل الظهور السياسي إسراء أردوغان هي الابنة الكبري لرئيس الوزراء التركي درست أيضا في أمريكا وزوجها يعمل حاليا رئيسا لمجلس إدارة قناة "إيه تر في" التركية، هو ابن احد كبار الصحفيين بتركيا، وتفضل عدم الظهور كثيرا في الأوساط السياسية أو الاجتماعية مثل أختها الصغري.