أطلق الأمن التونسي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق مظاهرة نظمها أهالي محافظة سيدي بوزيد ضد سياسة الحكومة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. ونظم أهالي محافظة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية، مظاهرة صباح الخميس انطلقت من أمام النصب التذكاري لعربة محمد البوعزيزي، أول شهيد في الثورة التونسية، للاحتجاج على سياسة الحكومة تجاه المحافظة. وتأتي المظاهرة، التي نظمت تحت عنوان "تحرير سيدي بوزيد من قبضة الحكومة"، للمطالبة باستقالة الحكومة، لكنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين. وأكد شهود عيان سقوط عدد من الجرحى أمام مقر المحافظة بعدما استخدمت قوات الأمن الهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. ونقلت جريدة "تونس الرقمية" عن أمين عام الاتحاد الجهوي للشغل في محافظة سيدي بوزيد، التابع للاتحاد العام التونسي للشغل، علي الزرعي قوله إن "المحتجين تجمّعوا أمام الولاية مطالبين بإقالة الوالي ووكيل الجمهورية ورئيس منطقة الحرس الوطني وذلك على خلفية اتهامهم لبعض المواطنين بالباطل حسب تعبير أهالي سيدي بوزيد". وأضاف علي الزرعي أن هذه المظاهرة تأتي تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية والإدارية والافتقار لأبسط مقومات العيش كالماء الصالح للشراب والكهرباء. يذكر أن هذه الاحتجاجات دعت لها كل من جبهة 17 ديسمبر للقوى التقدمية وجبهة 17 ديسمبر لحماية أهداف الثورة بسيدي بوزيد، وجاءت كتعبير من الأهالي لرفضهم للمنهج السياسي الذي تتبعه الحكومة، خاصة بعد تكرار حالات الإيقاف لعدد من الشبان خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة مؤخرًا. واتهم مكتب حركة النهضة بسيدي بوزيد في بيان له صدر أمس الأربعاء ما أسماه "فلول الردة" بتعطيل مشاريع التنمية بدعاوى شتى وصلت حد ترهيب وطرد المستثمرين القادمين إلى الولاية، وذلك على خلفية الدعوة للتحرك الشعبي بالولاية ضد الحكومة. وجاء في البيان أيضًا أن "حركة النهضة لن تخيفها هذه التحركات ولن تعطل مشروعها، بل ستزيدها إصرارًا ومبدئية على ملاحقة ما أسمته "فلول الردة"، في إشارة إلى بقايا النظام السابق.