أعربت صحيفتا (الراية) و (الشرق) القطريتان في افتتاحيتيهما اليوم الثلاثاء عن اعتقادهما بأن التطورات الأخيرة التي تشهدها الأزمة السورية وآخرها حدوث انشقاقات جديدة من قبل دبلوماسيين كبار كلها تؤذن وتؤشر على نهاية وشيكة لهذا النظام. فمن جانبها , قالت صحيفة (الراية) "إن مجلس الأمن الدولي فشل حتى الآن في إصدار قرار يدين العنف والقتل المستمر في المدن والبلدات السورية بسبب مواقف روسيا والصين اللتين رفضتا حتى الآن الموافقة على أي قرار ملزم في الأممالمتحدة يجبر النظام السوري على القبول بوقف العنف ويهيىء لمرحلة الانتقال السياسي في البلاد. ورأت أن الحرب الطاحنة التي تخوضها قوات النظام السوري في مدينة حلب مع المعارضة المسلحة والتي دخلت أسبوعها الثاني وتسببت بتهجير أكثر من 200 ألف مواطن عن منازلهم تؤشر إلى حجم المأزق الذي بات يعيشه النظام السوري وإلى حجم المحنة والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري ليس في مدينة حلب فحسب بل في جميع المدن والبلدات السورية. وأضافت أن كل هذه التطورات تؤكد أيضا أن الأوضاع في سوريا المرشحة لمزيد من التدهور لم تعد شأنا داخليا بل أصبحت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وهو ما يرتب على المجتمع الدولي الذي أخفق في التحدث بصوت واحد في الأزمة السورية منذ بداياتها حسم أمره والتدخل من أجل إجبار النظام على وقف العنف والقتل وحماية أرواح المدنين السوريين. وأوضحت أن تواصل الانشقاقات في الجيش السوري سواء في أوساط كبار الضباط أو الجنود والرتب الأخرى وفي الأوساط الدبلوماسية السورية يجعل رواية النظام السوري الذي مازال يتحدث عن مؤامرة كونية تستهدف النظام "أكذوبة لا يمكن أن يصدقها أحد" حتى ممثلي النظام المفترض بهم الدفاع عن سياساته والذين لم يعد باستطاعتهم ترديد أكاذيب النظام والدفاع عن جرائمه التي ترتكب بحق الشعب. وأكدت ضرورة أن يدرك النظام السوري أنه يخوض حربا خاسرة ضد شعبه وأن المخرج الوحيد لهذه الحرب يتمثل في وقف القتل والعنف والقبول بخطة الانتقال السياسي التي تحقق مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية والتغيير وهو الحل الوحيد الذي سيحفظ وحدة سوريا ومستقبلها ومستقبل أبنائها. وبدورها , قالت صحيفة (الشرق) "إن التطورات الميدانية والدولية تؤشر إلى أن ساعة رحيل الأسد قد دقت" , مشيرة إلى أن الجيش الحر يحقق على الأرض تقدما واضحا بالسيطرة على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة. وقالت إنه رغم ذلك تستمر آلة النظام العسكرية في حصد أرواح الأبرياء ولم تسلم منها قافلة رئيس بعثة المراقبين حيث ما تزال المخاوف قائمة من ارتكاب جريمة مأساوية ضد الأهالي في حلب. وأكدت أن انشقاق القائم بالأعمال السوري في لندن خالد الأيوبي يعتبر ضربة آخرى للنظام الذي بات يترنح , مشددة على أن كل هذه التطورات تدق المسمار الأخير في نعش النظام السوري. وأوضحت أنه رغم كل ذلك لازال الوضع يتطلب موقفا دوليا موحدا لحماية المدنيين ووقف العنف ولجم الآلة العسكرية لنظام الأسد .. مؤكدة ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن لاتخاذ تدابير عاجلة بموجب الفصل السابع بما في ذلك استخدام القوة العسكرية. وأشارت إلى أن هناك تعويلات كثيرة على اجتماع مجلس الأمن في أغسطس المقبل حيث تتولى فرنسا الرئاسة .. مؤكدة أن الأفعال أهم من الأقوال لأن ما يفعله الأسد بشعبه وما يواصل فعله يوضح أن نظامه يقترب من نهايته حيث فقد النظام كامل شرعيته. وشددت الصحيفة على أن التعبير عن القلق لم يعد كافيا كما أن استمرار بعثة المراقبين ليس حلا حيث لابد من اتخاذ تدابير عاجلة تحمي المدنيين لأن المراقبين باتوا في حاجة للحماية بعد الهجوم عليهم. وأضافت "لابد كذلك من حركة سريعة في كافة الاتجاهات لتسريع عملية الانتقال السياسي وترتيب مرحلة ما بعد الأسد وهذا يتطلب وحدة ودعم المعارضة وتكثيف الضغوط حتى يقبل الأسد "الخروج الآمن" .. مشيرة إلى أن نقاش واشنطن وأنقرة حول تسريع عملية الانتقال السياسي" يعد خطوة في الاتجاه الصحيح". وانتهت (الشرق) إلى أن كل هذه التطورات تدفع بالمعارضة السورية بشقيها المدني والعسكري إلى تكثيف جهودها لتحقيق هدفها النهائي بإحداث تغيير النظام من أجل حرية الشعب وكرامته , مؤكدة ضرورة توحد الإرادة من أجل إنجاز هذا الهدف بأسرع وقت ممكن.