نشر مؤخرا المخرج والمدون عمرو سلامة مقالة على حسابه الشخصى بتويتر تساءل فيها عن مواقف الاخوان وادعائتهم بأن شفيق واتباعه لم يساندو الثورة سلامة سرد فى مقاله مواقف الاخوان قبل الثورة وبعدها وهذا هو المقال على لسان سلامة . أتمنى أن يصل كلامي هذا لكل شخص عنده جسارة التفكير والتعقل وتغيير الرأي لما هو في صالح مصر بعيدا عن أي تحيزات، المعارض لرأيي قبل المؤيد، الإخواني قبل الثوري، الشفيقي قبل المقاطع. زينا كلنا عندي مشاعر متضاربة، في منا من شارك في الثورة أو على الأقل من تعاطف معها وحزين على ما آلت إليه الأمور بإننا نلاقي مصير الديموقراطية التي حاربنا وأستشهد من أجلها شباب مصر الإختيار ما بين أمَرين، المر الأول إنتخاب رمز مباركي وقناع مشيري أو إنتخاب رمز إخواني وقناع مرشدي. قررت في المرحلة الأولى أن أنتخب أبو الفتوح، لأسباب عدة أولهم دعم الثورة وآخرهم أنه صاحب أكثر خطاب ديني إعتدالا وبعد نتايج المرحلة الأولى تسرعت بإختيار مرسي لظني إن أي إختيار محسوب على الثورة بأي شكل أفضل من إختيار من يعاديها وإن أنكر، ثم لأسباب عدة قررت أن أقاطع. نحن في مرحلة لا ألوم على أي أحد أي إختيار، حتى منتخب شفيق أتفهم خوفه من السيطرة الإسلامية وعلى ظنه أن ربما شر جربناه أفضل من شر لا نعرف حدوده، قد لا أتفق معه لإني دائما مع التغيير لكن لا أملك الحكم عليه الآن مع صعوبة الموقف ورماديته. أفهم من عنده جسارة إنتخاب الإخوان ليكون إيجابي ولظنه أن الخلاف مع الإخوان خلاف سياسي قد نستطيع مستقبلا أن نحتويه، أفهم أنه لا يخشى السيطرة الكاملة على الدولة وإحتمال حدوث صدام عسكري معهم لن يدعمهم وقته أحد، بعد أن ذاق الجميع منهم الإستبعاد والإقصاء. لكن أزعجبني بشدة موجة التخوين التي طالت الإخوان، ودعابة ساذجة أصبحت مصدقة من البعض أنهم قد يكون لهم يد في قتل المتظاهرين، وعندما أفكر في عبثية الفكرة وما تحمله من ظلم أجد نفسي أريد أن أغير رأيي مجددا وأنتخبهم. خصوصا عندما شاهدت البلتاجي يحاور عمرو أديب في حلقة أذاعت من يومان، كنت متعاطفا مع البلتاجي وأشعر بقمة الظلم الواقع عليه، لكنه كعادة الإخوان فاجأني في آخر اللقاء كما يفعل الإخوان عادة وقال ما جعلني مصمم أكثر على المقاطعة. قبل أن تصم أذنيك لإن قراري لن يعجبك، فكر معي بالعقل والمنطق وليكن عندك شجاعة الفكر حتي لو لم يكن عندك شجاعة الإختيار أو تغيير الإختيار. قال البلتاجي أن الإخوان سيرضوا بنتائج الإنتخابات إن نجح مرسي ولكن إن لم ينجح فسيكون حدث -بالقطع- تزوير وسيكون نجاح شفيق بالتزوير ووقتها سينضموا للصف الثوري ويعارضون النتيجة. لو إنت شاب إخواني دعني أسألك، هل إنتم كإخوان ومنكم البلتاجي مغسلين وضامنين جنة؟ هل دخلتم داخل أنفس الشعب المصري وعلى يقين بإختيارهم؟ ألا يوجد هناك إحتمال واحد في المليار أن يختار الشعب النظام السابق، ومبارك نفسه إن أعاد ترشحه؟ لو نزل كائن فضائي ورشح نفسه، أليس واردا أن ينهبل الناس وينتخبوه؟ في علم الإحتمالات هو إحتمال وارد. فلنفترض أن الشعب نوم مغناطيسيا أو صدق أي أكاذيب أو ضايقه أي حقائق وقرر إنتخاب شفيق بإنتخابات مراقبة حتى لو لم تكن نزيهة 100٪ ولكن بنسبة مقبولة نسبيا عالميا، ماذا أنتم بفاعلون؟ قال البلتاجي أن هذا مستحيل، مع إن الشعب الألماني العظيم إنتخبت هتلر من قبل بالديموقراطية، والشعب الأمريكي محترف الديموقراطية إنتخب بوش لولاية ثانية، المهم، مش موضوعنا. هذا كله يجعل الفار يلعب في عبي، هل عندكم دلائل أن الإنتخابات شابها شيء في المرحلة الأولى لكنكم لا تريد الفصح عنها لأنها لم تضيركم وأوصلتكم للإعادة؟ تماما كمعلومات عن موقعة الجمل تدين الجيش والمخابرات تظهر منكم الآن لأول مرة وصمتم عنها لأسباب مريبة، كما قال البلتاجي "ماكنش وقتها وقولنا نمشي الدنيا" على حد تعبيره؟ هذه الجملة لوحدها تحتاج مراجعة منا جميعا. لكن لو هذا حقيقي والإنتخابات في الجولة الأولى شابها شيء فإن وصولكم للإعادة نفسه غير أخلاقي، لكننا لو تكلما عن الأخلاق قد تلتبس المعايير وتتعارض التعريفات فلن أتكلم عنها هنا. عندما كرر عمرو أديب السؤال عدة مرات، قال البلتاجي أن هناك "تزوير وعي" يفعله الإعلام المغرض المضلل. هنا لنا وقفة. لو ترى هذا التضليل الإعلامي يجعل المنافسة غير شريفة، فقد يكون هذا التضليل ما جعل أبو الفتوح وحمدين لا يصلان للإعادة، فإذا المنافسة من أولها غير شريفة ويجب عليكم مقاطعتها والوقوف بجانب الصف الثوري الذي ظلم منه، لكن ترضوا بعدم الشرف وتتغاضون عنه لو وصلتوا للرئاسة وإن لم تصلوا لاترضون به؟ أين قواعد العقل والمنطق؟ هل عندكم منطق جديد إستيراد لا نعلم جميعا عنه شيء؟ كيف أنزل وألعب في مباراة أعلم أن حكمها غير شريف، إن ربحت شكرته -كما فعلتوا في أول كلمات الكتاتني في مجلس الشعب- وإن خسرت يصبح مزور وشريك قتل ومسهل له في موقعة الجمل؟ أظن أن أمامكم حل من إثنان، أن ترتضوا من الآن بقواعد اللعبة بما شابها وسيشوبها من تجاوزات أو لا ترتضوا بها من الآن وتقفوا مع الصف الثوري لمرة في حياتكم وتقاطعوا ما ترونه أنتم غير شريف. أرجع بالذاكرة لموقف البرادعي عام 2010 عندما طلب من الإخوان مقاطعة الإنتخابات التشريعية لعدم إعطائها الشرعية لكنهم أصروا ودخلوها وخسروا كل المقاعد، وقالوا وقتها أنهم يفعلون ذلك لفضحها. ربما كان لديهم وقتها بعض أو القليل من المنطق، لكن الآن أنتم فقط تفضحوا أنفسكم. لو حدث ونجح شفيق سيكون ما أوصله للرئاسة هو ما أوصله للإعادة، فإن كان ما أوصله تزوير فإتركوا اللعبة الغير شريفة الآن، وإن كان وا أوصله للإعادة لعبة شريفة وأصوات الناس والديموقراطية فستكون هذه نفس أسباب وصوله للرئاسة. إن جمع ما يزيد عن خمس ملايين صوت بإختيار الناس دليل أنه يستطيع أن يجمع ضعفهم، وإن كان جمعهم بتزوير فلا مانع أيضا من جمع ضعفهم بالتزوير. قال البلتاجي أيضا أن شفيق قاتل ومزور ويجب أن يطبق عليه العزل، لو كلامك صحيح لماذا تركته الجولة الأولى وإرتضيت بالإنتخابات مع قاتل مكانه العزل؟ هل لو لم يكن وصل للإعادة سيكون غير قاتل وكان القانون لا يستحق التطبيق؟ وكنا أيضا لن نعلم عن تفاصيل ما فعله الجيش والمخابرات في موقعة الجمل وكان رئيسكم سيشكرهم في أول خطاباته كما شكرهم الكتاتني في أول خطاباته؟ لو كان شفيق مسؤول مسؤولية سياسية عن موقعة الجمل، ألستم مسؤولين سياسيا عن محمد محمود ومجلس الوزراء؟ ليس فقط بعدم مشاركتكم لإن من حقكم عدم المشاركة لكنكم وقتها كان أمامهم الطلب بتغيير قانون السلطة القضائية وعزل النائب العام وطلب قوانين العزل من وقتها والكثير من القرارات التي تأخرت كثيرا تماما كما تأخر شفيق والمجلس العسكري في وقف سفك الدماء في موقعة الجمل. أخاطب ضمير كل إخواني وعقله، أخاطب ضمير كل ناخب وعقله، أخاطب ضمير كل مصري وعقله وأطلب منه طلب واحد، لا تكيل بمكياليين وشغل عقلك.سيتهمني الآن كل إخواني أنني أروج لشفيق وإن كان بيدي وبمقدرتي لتلفظت عليه تماما بما أتلفظه يوميا عن شفيق، سيتهمني بإهدار دم الشهداء كإن الشهداء كانوا عاملينله توكيل، على فكرة الشهداء لو جم من القبر هايكون لهم إختياراتهم، لو كلمونا من الجنة اللي أحتسبهم فيها قد ينصحنا أحدهم بإنتخاب مرسي والآخر بالمقاطعة والآخر بإنتخاب شفيق نفسه وقد ينصحنا أحدهم بعدم الإهتمام بكل هذه الأمور التافهة نهتم بتعمير الأرض بدون تصديق سياسيين كلهم همهم مصلحتهم والكرسي بإختلاف أفكارهم. سأقاطع وهذا قرار أخير ليس لإنني متأكد أن الإنتخابات غير نزيهة فقد تكون نزيهة، سأقاطع لا بسبب تضليل الإعلام لإنه جزء في لعبة الديموقراطية في كل دول العالم، ليس لعدم تطبيق قانون العزل، فلو إختارت الأغلابية شخص نريد عزله فالأغلبية غير مقتنعة بالقانون نفسه، وليس لإنني أراها مسرحية لإنني من محبين المشاركة في المسرحيات أكثر من مشاهدتها. سأقاطع لأن ليس هناك سبب واحد يجعلني أعلم بعلامة صح أمام شخص أثق في ظلمه أو أمام شخص لا أثق البتة في عدله.