أعلنت جامعة (بازل) السويسرية اليوم أن احد باحثيها تمكن من اكتشاف زهرة نادرة على ارتفاع قمة جبل تصل الى 4505 امتار في حدث فريد من نوعه يتم فيه العثور على حياة نباتية على هذا الارتفاع الشاهق بجبال الالب. وقالت الجامعة في بيان ان عثور استاذ علم النبات بها كريستيان كورنر على زهرة على هذا الارتفاع الشاهق في جبال الالب السويسرية واكتشاف فصيلة وعائلة هذه الزهرة هما رقمان قياسيان في ان واحد بكل المعايير. وأوضح ان قمة جبل (دومس) في جبال الالب جنوبي سويسرا التي تم العثور على تلك الزهرة فوقها من أكثر القمم الجبلية في اوروبا برودة سواء في الصيف او الشتاء اذ لا ترتفع عن 3 درجات مئوية فوق الصفر اثناء النهار وفقط اثناء فترة ذوبان الجليد التي لا تتجاوز الشهرين في العام. ويؤكد بروفسور كورنر في بحثه الذي نشرته دورية (نباتات جبال الالب) المتخصصة ان أشعة الشمس القوية يمكن ان ترفع درجة حرارة الاسطح التي تقع عليها وصولا الى 18 درجة مئوية في حين ان درجة حرارة الهواء تبقى في حدود الصفر ما قد يمكن الزهرة من الاحتفاظ بالحرارة. ويعتقد الباحث السويسري ان هذه الزهرة تمكنت من الاستفادة من الحد الادنى لعدد الساعات التي يجب على النبات ان يتعرض فيها للحرارة المناسبة للحفاظ على الحياة اي ما يعادل نحو 600 ساعة في العام. ويؤكد العالم السويسري ان الجديد في هذا الاكتشاف هو التعرف على قدرة النبات على مواجهة درجة الحرارة المنخفضة للغاية على هذا الارتفاع الشاهق مشيرا الى أن قمم جبال الهمالايا على ارتفاع 6300 متر بها نباتات ولكن درجة الحرارة هناك ادفأ مما هي عليه على قمم جبال الالب. ويعتقد بروفسور كرونر ان تلك الزهرة التابعة لشعبة (الماغنوليات) وتتبع مجموعة النباتات (كاسيات البذور) تستفيد من الحماية الطبيعية لبذورها داخل الثمار للحفاظ على خواصها التكاثرية من تأثير درجة الحرارة الباردة. وأوضح الباحث في الدراسة ان حجم أوراق النبات المكتشف وتشعب فروعه يدلان على انها ليست حديثة العهد بتلك المنطقة كما ان تفتح زهورها في الربيع يعني ان بذورها تمكنت من مقاومة البرد القارس لمواسم متعاقبة. ويعتقد كورنر ان الرياح ربما هي التي دفعت ببذور تلك النبتة الى هذه القمة الشاهقة لتجاور الفطريات والبكتريا المختبئة في ثنايا صخور تلك الصحراء الشديدة البرودة حيث يرجح ان يكون استقرار تلك الزهرة وتكاثرها بدأ قبل حوالي 13 عاما وفق القياسات الاولية التي قام بها. يشار الى ان اعلى قمة جبل ضمن سلسلة جبال الالب تم العثور فيها على نبات كانت على ارتفاع 4450 مترا عندما تمكن الاخوان بيير وغريغوري نيكولييه من تسلق الجبال عام 1978 من اكتشاف نبات من الشعبة ذاتها ولكن على الجهة الجنوبية للجبل ثم اندثرت بعد سنوات. ومن المتوقع ان يبدأ علماء البيئة والنبات دراسة تأثير التغيرات البيئة والمناخية على انتشار الكائنات الحية على تلك الارتفاعات الشاهقة لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة المتواصل وانتشار ظاهرة الاحترار العالمي الذي غير من المؤثرات الطبيعية على الحياة في تلك القمم الشاهقة.(