أجرت وكالة الأنباء الفرنسية حوارا مع عمرو حمزاوى ووصفته فى مقدمة الحوار بأنه شاب يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ويلقى قبولا لدى السيدات المصريات. ويعد عمرو حمزاوى، مؤسس حزب مصر الحرية، من الليبراليين "الناجيين" من المد الإسلامى خلال الانتخابات البرلمانية. فهذا المناضل منذ اللحظة الأولى ضد الرئيس السابق حسنى مبارك حقق نجاحا مزدوجا.
فهو لم يسحق فقط مرشح الإخوان المسلمين - أكبر الفائزين - منذ الجولة الأولى بنسبة 53,7%، ولكنه نجح فى دائرة مصر الجديدة التى كان يصوت فيها الرئيس المستبد المخلوع خلال الانتخابات الهزلية على مدار 30 عاما.
وفى مكتبه بمنطقة مصر الجديدة، أكد حمزاوى صاحب ال44 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا: "التيارات الإسلامية موجودة بصورة كبيرة على الساحة السياسية وفى المحتمع المصرى.
فلم أكن واهما بتحقيق المعكسر الليبرالى أى انتصار".ومع ذلك، رحب حمزاوى بفوزه بثلاثة أضعاف الأصوات التى حصل عليها منافسه فى مفاجأة للإخوان وذلك بفضل خطابه المباشر وحملته التى تمت إدارتها جيدا. وفى هذا الاختبار الأول للديمقراطية فى مصر، أعطى هذا المفكر فى العمل السياسى أملا لليبراليين المنقسمين والذين يواجهون الإسلاميين المنظمين جيدا.
وعلق أحد مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" على الصفحة الرسمية لعمرو حمزاوى قائلا: "نأمل أن تكون صوت جميع المصريين". وتتناقض مواقف حمزاوى بطبيعة الحال مع منافسيه المحافظين. فهو يؤيد اقامة الزواج المدنى فى مصر وتخصيص كوتة المرأة فى المجالس النيابية كما يعرب عن سخطه من تهميش المرشحات فى الانتخابات.
وقال حمزاوى: "أنا أؤيد ترشيح امرأة مسيحية لرئاسة الجمهورية"، وذلك فى الوقت الذى يدعى فيه الأقباط أنهم يعانون من التهميش.
ولايزال حزبه "مصر الحرية" فى مراحله الأولى مما دفعه للترشح مستقلا. وقبل ذلك، ترك حمزاوى الكتلة المصرية -التحالف الليبرالى الرئيسى- بسبب اختلافات تتعلق بكفاءة المرشحين.
ولكن، يأمل النائب الجديد -الذى درس بالقاهرة وبرلين ولاهاى- أن ينجح الليبراليون فى أن يتحدوا حتى يستطيعوا التأثير على صياغة الدستور الجديد و التشريعات.
وعن رأيه فى السلفيين الأصوليين الذين شكلوا مفاجأة المرحلة الأولى من الانتخابات، قال حمزاوى: "لا أخشى دخولهم البرلمان. فعلى العكس من ذلك، تعد مشاركتهم فى الحياة السياسية أفضل وتعطى توازنا للخطاب"، مذكرا أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تشارك فى الانتخابات فى أوروبا. ولكنه أوضح أن "مصر ليست أفغانستان أو السعودية. هى مصر الإسلام المعتدل".
وعمرو حمزاوى هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير السابق للأبحاث بمركز كارينجى للشرق الأوسط فى بيروت، وكان يكتب بانتظام مقالات تهاجم نظام مبارك قبل أن يشارك فى المظاهرات بميدان التحرير. وقد رفض حمزاوى منصب وزير الشباب بعد الثورة مباشرة لأنه أعرب عن التزامه بمبادئه.
ولكن الكاريزما التى يتمتع بها لا ترجع فقط إلى حواراته حول تعددية الأحزاب وحقوق الإنسان فى العالم العربى. فتتصارع النساء المصرييات على مظهره الجذاب اللاتى تكون دائما فى الصفوف الأولى خلال مداخلاته، وأصبح شعره المجعد بنى اللون "كالعلامة التجارية".
وعمرو حمزاوى مطلق من ألمانية ولديه طفلان وفقا لصفحته على الفيس بوك، وقد تحدثت المجلات عن قصة حبه للممثلة المصرية بسمة.
وفى أغسطس الماضى، صدم حمزاوى القراء عندما أعلن عن حبه لهذه الممثلة التى تعد فى مصر الأكثر اثارة فى جيلها وذلك بدلا من أن ينشر عموده السياسى المعتاد فى جريدة الشروق. وهو موقف اعتبره البعض "انتحارا سياسيا" فى بلد محافظ. ولكن صناديق الانتخابات أثبتت العكس.