دائما ما يتسم اسلوب روبرت فيسك بالجرأة في عرض الفكرة دون عمل اي حساب عمن يتحدث. ففي مقاله اليوم بصف صمت القادة الاوربيون واوباما وكلينتون عما يرتكبه العسكري في مصر من انتهاكات واستخدام مفرط للقوة ضد المتظاهرين بأنهم فئران في حين يستعرضون القوة على نظام بشار الاسد في سوريا رغم تشابه الظروف . ما حدث فى مصر هو افضل ما يمكن ان يحدث لسوريا منذ زمن طويل.
ففى الوقت الذى كان فيه القادة الأوروبيون و قطر يلومون الرئيس بشار الأسد للقمع الدامى للثوار تأتى الأزمة المصرية الأخيرة حيث قام رجال الأمن بالقمع الدامى للمتظاهرين الذين يريدون ان يخضع الجيش لأوامر برلمان ديمقراطى حقيقى و ان يتوقف لعب دور الحارث للدستور.
بالطبع سوريا ليست مصر حيث سكوت الفئران لكل من اوباما, كلنتون, كاميرون وامير قطر على التعليق على احداث القاهرة.
هذا يعطى دمشق ان تبحث في الديقراطية, الأصلاح, السياسات التعددية ودستور جديد بينما جيشها يهاجم التمرد المسلح الذى انتشر من حمص-مدينة مركز العنف الطائفى الشرس.
هل حقيقى ان من الممكن ان الرئيس الأسد سوف يستعمل اسطوانة الأكسجين الصغيرة هذه ليثبت انه يعنى ما يقول عن الديمقراطية و التعددية الخ.. الدكتور فيصل المقداد نائب وزير خارجية الأسد يقول "سوريا تتغير و لن تعود للوراء" و اخبرنى باسلوب وزير خارجية حرب الكواكب جليكتيك" سنكون بلد حر للصحافة. صندوق الأقتراع سيحكم". "الغزو الانجلو امريكى للعراق الغى خطط مبكرة للاصلاح قالها مصرا.
لى شكوكى على ذلك ولكن لاحظ قناعة الوزير ان اوباما اتخذ القرار الصحيح بالانسحاب من العراق.
اليوم, سمعت ان عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا فى العراق -بعيدا عن عدد الضحايا المدنيين-كان 4,600 . هذه سوال للشعب الأمريكى ليسألوا انفسهم.
لقد ذهب صدام حسين- ولكن هل كان يستحق الامر ذلك, 400بليون دولار؟ فى ليبيا علمت ان التكلفة 30,000 من الضحايا. في سوريا وصلت اعداد الضحايا من المدنيين الى 3,500 قتيل. هل كان يستحق الامر كل هذا؟. "لقد كان هناك مظاهرات سلمية بدرعة" ذكر المقداد. "ما حدث ما كان ينبغ ان يحدث.
لقد ذهبت لتقديم العزاء ولكنى واجهت اناس غاضبون واخبرتهم ان الرئيس لم يرد ان يحدث ذلك ولكن لم يستطع ان يفعل شيئا.
اوصلت لهم تعازى الرئيس حيث اقال المحافظ وانشأ مجلس قضائى مستقل للتحقيق. ما اعلمه ان جماعات مسلحة تقتل متظاهرين.
ولكن ان "جماعات مسلحة" تقتل متظاهرين ليس ما تظهره فيديوهات youtube من قلب الاحداث ولكن فى نفس الوقت هذه الجماعات المسلحة بالتاكيد تقتل قوات الأسد باعداد كبيرة, ولكن جماعات المعارضة ينكرون انهم وراء التمرد.
المقداد يعتقد ان الصحفيون لأبد ان يوجدو فى سوريا ولكن يخبرنى الأ اجازف بحياتى فى حمص لأن "الحكومة البريطانية سوف تلومنا ان قتلت". ديفيد كاميرون ناشد قادة العالم ان تنضم لجماعات المعارضة السورية حيث حذر من ان سوريا على حافة حرب اهلية. ولقد مدح تدخلات تركيا و الجامعة العربية ضد ممارسات الأسد القمعية. كذلك ذكر الرئيس السورى عبد الله جول " اليوم اجرينا مباحثات مهمة عن سوريا حيث نعتقد ان هناك احتمال قيام حرب اهلية".
واضاف ان على العالم ان ينخرط في الضغط على النظام و ان يكون ايجابيا مع المعارضة والتى من الممكن ان تمثل سوريا فى المرحلة الأنتقالية". "سوريا الأن امام طريق مسدود والتغيير حتمى".