أثار بيان أصدره من يطلقون على أنفسهم "أبناء مبارك" ويعتبرون أنفسهم "الثوار الحقيقيون " موجة شديدة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى حيث انتشر البيان على موقع فيسبوك عبر الصفحات التى تعرف بولائها وتأييدها للرئيس المخلوع حسنى مبارك وانتقل منه لموقع تويتر وتبادله المستخدمون الذين عبر الغالبية العظمى منهم عن رفضهم الشديد واستيائهم من مضمون البيان الذى سيطرت عليه لهجة من التشفى والشماتة و أتى ليسب الثوار والثورة معتبرا إياها انتكاسة . استهل البيان بالتشكيك فى الثورة واعتبارها فوضي ذهب معها الأمن والأمان كما تنبأ بها مبارك قبل رحيله موجها نداءه إلى أبناء شعب مصر " هل حتى الآن تؤمنون بالثورة وتصدقون هؤلاء الذين يدعون أنهم على حق وأنهم من قاموا بعزل أبونا الرئيس مبارك محمد حسنى مبارك؟ الذى حدث بعد رحيله كل ما كان هو متوقعه فطلب منا أن يدفن فى أرضه ولم نصبر وقرر هؤلاء المجرمون عزله وقال إن الفوضي ستعم بعد رحيله ولقد عمت بالفعل ، قال إن الأمن سيذهب وذهب وحدث مالايحمد عقباه كما قال أبونا الرئيس حتى الآن محمد حسنى مبارك قائد الضربة الجوية الأولى"
عدد البيان عددا من الإنجازات التى كان يرددها نظام مبارك فيما سبق واعتبرها نشطاء ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعى بأنها انجازات زائفة مثل حل جميع المشكلات وتوفير السلع الأساسية والتحكم فى الأسعار والوقوف بجانب محدودى الدخل مدللين على ذلك بالشعار الذى خرجت من أجله الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية" منتقدين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية فى ظل انتشار منظومة الفساد فى عهد مبارك والتى كانت سببا فى حدوث عدد كبير من الإضرابات فى عهده .
وذكر البيان كما نشرته بوابة الاهرام ان " هذا الرجل الذى فقدنا من بعده كل معانى الأمن والأمان والاستقرار والتنمية ، لقد عاشت مصر فة عهده أزهى عصورها من تنمية وتطوير وحل لجميع مشكلاتها من توفير السلع الأساسية والتحكم فى الأسعار والوقوف بجانب محدودى الدخل فلقد كانت تلك الطبقة هى محور اهتمامه الأول والأخير "
واستكمل البيان فى عرض انجازات وهمية لمبارك " عدم وجود أمراض فى الخضار وعدم وجود التزوير الذى يحدث الآن وأيضا مجانية التعليم وتنمية الصحراء وحل مشكلات مصر ، مش هو دا الصح" حيث سخر مصريون بشدة من تلك الإنجازات المزعومة عبر مواقع التواصل خاصة فى ظل معاناة الشعب المصرى فى عهده من زيادة انتشار الأورام السرطانية وفيروسات الكبد لافتين إلى قضية المبيدات المسرطنة التى مازال يحاكم فيها وزير الزراعة الأسبق يوسف والى وعدد من المسئولين السابقين بالوزارة بالإضافة إلى التزوير الفاضح للإنتخابات البرلمانية والرئاسية فى عهده وفشل سياسات التعليم واهدار المال العام والموارد فى مشروع توشكى وإهماله وغيرها من المشكلات التى مازالت تعانى منها مصر بسبب انتشار الفساد على كافة المستويات فى عهده .
اختتم البيان بالدعوة إلى الوقوف صفا واحد ضد الثوار الذى وصفهم بال "مخربين" وطالبوا بمسح تاريخ 25 يناير من الوجود معتبرين أنه "انتكاسة" مصر وسبب حزن زعيمها الكبير السيد الرئيس محمد حسنى مبارك معتبرا أن المجلس العسكرى والشرطة والشعب فى خدمة مبارك القائد .
وبقدر ما أثار هذا البيان موجة من السخرية لدى عدد كبير من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى بقدر ما أثار موجة من الاستياء وتعالت المطالبات بتطبيق قانون الغدر وتفعيل العزل السياسي على فلول الوطنى وإقصائهم من الحياة السياسية والعامة ، معتبرين أنهم من يقفون خلف كل تلك المشكلات الطائفية المصطنعة التى وقعت منذ تنحى مبارك وكذلك الانفلات الأمنى المتعمد حتى يتم تشويه صورة الثورة والثوار ويكرههما الشعب فى محاولة لتهيئة المناخ لعودة النظام السابق من جديد ولو بوجوه مختلفة