صنعاء (رويترز) - غادر مبعوث الاممالمتحدة اليمن يوم الاثنين لاطلاع مجلس الامن على نتائج جهود لم تكن مثمرة فيما يبدو لتسوية الازمة في الدولة التي يطالب فيها محتجون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وقضى المبعوث جمال بن عمر أسبوعين في اليمن محاولا التوصل الى اتفاق لكنه غادر البلاد دون ان يعلن عن تحقيق اي تقدم كبير بعد وساطة استمرت اياما بين الحكومة والمعارضة.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن بن عمر قوله قبل مغادرة اليمن "لصبر اليمنيين حدود وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والاصلاح والتعافي."
وتأمل الدول الغربية في تكثيف الضغوط على الرئيس اليمني كي يتنحي من خلال مشروع قرار لمجلس الامن يحث اليمن على الالتزام بالمبادرة الخليجية لتسوية الازمة.
وكان دبلوماسيون في الاممالمتحدة قالوا ان مشرع القرار قد يطرح على وجه السرعة بعد ان يطلع بن عمر المجلس على التطورات اذا كانت مفاوضاته في صنعاء قد وصلت الى طريق مسدود فيما يبدو.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي يوم الاثنين "نعكف الان على مضمون مشروع قرار."
وأضاف انه ليس من المتوقع ان تعترض الصين وروسيا على مشروع القرار. والصين وروسيا عضوان دائمان بمجلس الامن ولهما حق النقض (الفيتو).
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان سياسة باريس تتمثل في ضمان أن يواصل مجلس الامن مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ قرار "اذا تصاعدت حدة العنف في اليمن."
وقال فاليرو "العنف يجب ان يتوقف." وأضاف "يتعين على الرئيس صالح ان ينهض بمسؤولياته والبدء دون تأخير في نقل السلطة من اجل مصلحة الشعب اليمني." وحث جميع الاطراف في اليمن على الموافقة على خطة نقل السلطة.
وأصابت الاحتجاجات ضد حكم صالح المستمر منذ 33 عاما اليمن بالشلل مما ادى الى اضعاف سيطرة الحكومة على قطاعات من البلاد واثارة المخاوف من ان يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاضطرابات لتوسيع نطاق نفوذه في المنطقة.
وطلب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم من بن عمر تمديد زيارته لمناقشة نسخة معدلة من المبادرة الخليجية لنقل السلطة.
لكن اشخاصا حضروا الاجتماع قالوا ان العرض الذي قدمه الحزب لبن عمر لم يتضمن صراحة نقل السلطة من صالح الى نائبه وهو أمر تعتبره المعارضة شرطا مسبقا.
وسبق ان تراجع صالح ثلاث مرات عن توقيع المبادرة.
وتقول المعارضة ان الحكومة تعطل المفاوضات الان بعد ان عاد صالح من السعودية حيث كان يعالج من اصابته في محاولة اغتيال في يونيو حزيران.
واصدر مجلس الامن بيانا بشأن اليمن في اواخر يونيو حزيران عبر عن "بالغ القلق" بخصوص الوضع هناك ورحب "بجهود الوساطة المستمرة التي يقوم بها مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الشركاء على الوصول الى اتفاق بشأن سبل التقدم الى الامام.
وقال دبلوماسيون غربيون ان البيان جاء بعد خلاف بشأن اليمن دام شهورا بسبب اعتراض روسيا والصين على ما تعتبرانه تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة.
واستمرارا للقتال ضد المتشددين المرتبطين بالقاعدة في الجنوب قال مسؤولون محليون ان غارة جوية قتلت ثلاثة متشددين كما لقي اربعة مقاتلين اسلاميين حتفهم في تبادل لاطلاق النار مع رجال قبائل موالين للحكومة اليوم الاثنين.
ومثل المتشددون تحديا متزايدا لسلطة الحكومة بالسيطرة على عدة مناطق في محافظة أبين في مايو ايار لكن الجيش شن هجوما قبل شهرين لاستعادة السيطرة على تلك المناطق. وفر عشرات الالاف بسبب اعمال العنف.