أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجمات الأوكرانية على ناقلات النفط في البحر الأسود هي قرصنة، محذرًا من أن موسكو ستوسع ردودها وستدرس اتخاذ إجراءات مضادة قد تكون قاسية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوتين للصحفيين، حيث قال: "الهجمات على ناقلات النفط حتى ليست في مياه محايدة، ولكن في منطقة اقتصادية خاصة لدولة أخرى، دولة ثالثة - هذه قرصنة". وأعلن الرئيس الروسي ردا على هذه الضربات، ستقوم روسيا بتوسيع نطاق هجماتها على البنية التحتية البحرية الأوكرانية، قائلا: "ما تفعله القوات المسلحة الأوكرانية الآن هو قرصنة. ما هي الإجراءات المضادة؟ أولا، سنوسع نطاق مثل هذه الضربات التي نوجهها على منشآت الموانئ والسفن والبواخر التي تصل إلى الموانئ الأوكرانية". كما حذر بوتين من أن روسيا قد تنظر في اتخاذ إجراءات مضادة ضد سفن الدول التي تساعد كييف في تنفيذ عمليات القرصنة، مشيرا إلى أن الخيار الأكثر قسوة يتمثل في عزل أوكرانيا عن البحر الأسود. وأضاف بالتفصيل: "إذا استمر هذا، فسننظر في إمكانية - لا أقول إننا سنفعل ذلك، ولكن سننظر في إمكانية - اتخاذ إجراءات مضادة ضد سفن تلك الدول التي تساعد أوكرانيا على تنفيذ هذه العمليات، إجراءات القرصنة. حسنا، الطريقة الأكثر قسوة هي قطع أوكرانيا عن البحر. عندها سيكون من المستحيل عليها الانخراط في القرصنة بشكل عام". ولفت الرئيس الروسي إلى أن هذه التطورات تسير "بوتيرة متصاعدة"، معربا عن أمله في أن "تفكر" القيادة الأوكرانية، السياسية والعسكرية، وكذلك "أولئك الذين يقفون وراء ظهورهم"، "فيما إذا كان يستحق الاستمرار في مثل هذه الممارسة". هذا وأفادت إدارة الشؤون البحرية التركية يوم الجمعة الماضي أن الناقلة "كايروس" التي ترفع علم غامبيا اشتعلت فيها النيران في البحر الأسود على بعد 28 ميلا بحريا من ساحل تركيا بسبب تأثير خارجي. وتم إخلاء طاقم المكون من 25 فردا بنجاح. وفي وقت لاحق، أبلغ طاقم الناقلة "فيرات" عن تعرض السفينة لضربة على بعد 35 ميلا بحريا من ساحل تركيا، في حين أعلن طاقم السفينة الذي يتكون من 20 فردا أنهم لن يغادروا السفينة. وفي يوم السبت، تعرضت الناقلة لهجوم جديد من زوارق بحرية مسيرة. كانت وزارة الخارجية التركية قد أعربت سابقا عن قلقها إزاء الهجمات على ناقلتيْن في البحر الأسود، قائلة إن هذه الأفعال تعرض حياة الإنسان والملاحة البحرية والبيئة للخطر. من جهة أخرى، أكدت كييف مسؤوليتها عن هجمات الطائرات المسيرة البحرية على ناقلتي النفط قبالة الساحل التركي، وفقا لما نقلته صحيفة "الغارديان" يوم الاثنين عن مصدر في أجهزة الاستخبارات الأوكرانية.