عاد الأهلي من المغرب بأكثر من مجرد نقطة في جدول ترتيب دور المجموعات؛ فقد خرج الفريق من موقعة الجيش الملكي وهو يحمل مزيجا من الارتياح والقلق في آن واحد. التعادل خارج الأرض أمام منافس يملك جماهيرا غفيرة وأجواء صاخبة لم يكن نتيجة سيئة، لكنه في الوقت نفسه وضع الفريق أمام سلسلة من التحديات المعقدة في الأسابيع المقبلة. الأهلي بين مكاسب التعادل وضغط المواعيد قبل مواجهة يانج أفريكانز شهدت مباراة الرباط تفاصيل فنية دقيقة جعلتها أشبه بمعركة ذهنية بقدر ما كانت مواجهة كروية. تقدم الجيش الملكي عبر محسن بوريكة بعد ضغط مكثف على دفاع الأهلي، قبل أن يعيد محمود حسن تريزيجيه الفريق للمباراة بهدف جاء في التوقيت المثالي وحافظ على صدارة الأحمر للمجموعة. ورغم أن العودة بنقطة من ملعب صعب تبدو مكسبا، فإن الجهاز الفني بقيادة ييس توروب يدرك أن الأداء ما زال يحتاج إلى مرونة وتطور أكبر مع تضاعف صعوبة المنافسات القادمة. يمنح توروب لاعبيه راحة مستحقة فور العودة من الرحلة الشاقة، بينما يبدأ في تحليل أخطاء المباراة ووضع خطة الإعداد لمواجهة يانج أفريكانز، الخصم المباشر على صدارة المجموعة. ويعلم المدرب أن لقاء القاهرة لن يشبه مباراة الجيش الملكي؛ فالفوز هذه المرة ليس رفاهية، بل ضرورة لوضع قدم في الدور التالي قبل الدخول في ضغط مباريات يناير وفبراير. في الوقت نفسه، يجد الأهلي نفسه أمام واقع جديد يفرضه توقف الدوري المحلي واستمرار بطولات أخرى مثل كأس عاصمة مصر، ما يجعل الفريق مطالبًا بالحفاظ على نسق بدني مستقر دون إرهاق أو تراجع. كل ذلك يحدث بينما يراقب الجمهور تحركات الجهاز الفني في التعامل مع ضغط المباريات، وإدارة الإصابات، وتجهيز البدلاء القادرين على صناعة الفارق. ورغم الازدحام في جدول الفريق والفترة المتقلبة بين البطولات، فإن الأهلي يدخل مرحلة مهمة قد تحدد شكل موسمه القاري والمحلي. التعادل الأخير لم يكن نهاية طريق، بل مجرد بداية لمرحلة أكثر سخونة قبل الاصطدام بيانج أفريكانز مرة في القاهرة ثم مرة أخرى في تنزانيا في ظرف أيام قليلة. يبدو الطريق نحو التأهل ممهدا نظريا، لكنه عمليا يحتاج إلى تركيز مضاعف واستغلال كل تفصيلة صغيرة داخل الملعب وخارجه. فالأهلي الذي اعتاد دائما أن يصنع الفارق في الأوقات الصعبة، يدخل الآن اختبارا جديدا، عنوانه: كيف تحافظ على الصدارة بينما العالم من حولك لا يتوقف عن التغيير