في تطور لافت يعكس حجم التأثير الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الملفات الإقليمية، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قمة شرم الشيخ لم تكن مخططًا لها مسبقًا، بل وُلدت صدفة داخل الليموزين الرئاسية التي أقلّت ترامب ونتنياهو من مطار بن غوريون إلى الكنيست في القدس. وبحسب الموقع، نقلًا عن مصدر مطلع، فإن ترامب علم أثناء رحلته الجوية إلى إسرائيل أن نتنياهو لم يُدعَ إلى قمة شرم الشيخ، التي كانت تُعقد بمشاركة زعماء إقليميين لبحث تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وعندما علم بذلك، بادر ترامب بالقول إن على نتنياهو أن يحضر القمة، قبل أن يبدأ بنفسه سلسلة اتصالات دبلوماسية لتأمين مشاركته. وخلال الطريق إلى الكنيست، تحدث ترامب مع نتنياهو وأقنعه بضرورة الحضور، مشيرًا إلى أهمية ظهوره في المؤتمر لتأكيد التزام إسرائيل بجهود التهدئة. وبعد دقائق، بدأ الرئيس الأمريكي اتصالاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان يتولى تنظيم القمة. ووفق مسؤول أمريكي كبير، فقد لعب ترامب دور الوسيط المباشر بين السيسي ونتنياهو، بعد قطيعة في التواصل بينهما منذ اندلاع الحرب في غزة. وبعد الاتصال، وافق السيسي على توجيه الدعوة رسميًا إلى نتنياهو، الذي أبدى استعداده للمشاركة. وبعد وقت قصير، أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي سيحضران قمة شرم الشيخ لبحث تثبيت اتفاق وقف الحرب والتأكيد على الالتزام به. كما أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو من المرجح أن يسافر إلى شرم الشيخ على متن الطائرة الخاصة بالرئيس ترامب، على أن يعود إلى إسرائيل بطائرة حكومته الرسمية. هذا التحرك المفاجئ يعكس، حسب محللين، استمرار الدور الأمريكي في إدارة التفاعلات الإقليمية الحساسة، حتى عبر المبادرات الشخصية غير الرسمية. كما يبرز النفوذ السياسي الذي لا يزال يتمتع به ترامب في المشهدين الإسرائيلي والعربي، رغم تغير المشهد الدولي منذ مغادرته البيت الأبيض.