8 مجموعات تنظيمية تعلن استقبالهم فى المطار لا تزال غرفة اجتماعات الإخوان فى تركيا مغلقة على قيادات التنظيم، يفكرون ويقترحون ويضعون سيناريوهات الملاذ الآمن والأخير للهروب من أنقرة وإسطنبول بعد التصريحات الناعمة التى خرجت على لسان «أردوغان» بخصوص التقارب والمصالحة والصفحة البيضاء التى يريد فتحها مع القيادة السياسية المصرية. فكر عدد كبير من الهاربين لأحضان الدولة التركية جيداً، وقرروا الذهاب إلى منازلهم لترتيب وتحضير حقائبهم للهجرة الى إسبانيا، وهو ما كشفناه فى عدد «الفجر» الأسبوع الماضى، بعد أن وصلت لنا محادثات دارت بين شباب الجماعة الإرهابية وقيادات الجماعة ومقدمى برامج «مكملين» و«الشرق» على جروبات الواتس آب». لكن من ناحية أخرى كان هناك اجتماع آخر تم الترتيب له منذ ثلاثة أيام تقريباً، حضره كل من أمجد الحداد، رئيس مجلس شورى الإخوان فى تركيا، وأيمن نور، رئيس ما يسمى بحزب غد الثورة، وعدد آخر من مقدمى البرامج على قنوات الإخوان. جلسوا يفكرون فى الدول التى من الممكن أن تكون ملاذا آمناً لهم ولحلفائهم وأنصارهم فى تركيا، والخروج والاستقرار بعيدا عن السيناريوهات غير المحسوبة وغير المدروسة التى قد تضعهم فى نفق تسليمهم للقاهرة قريباً. الحلول المقترحة تم كتابتها على الورق، والأول كان الهروب والسفر إلى كوريا الجنوبية من خلال التقديم على طلبات لجوء سياسى، على اعتبار أنها دولة ليس بينها وبين مصر أى اتفاقيات أمنية مشتركة.. وفى هذا الاجتماع وردت أفكار أخرى برروا من خلالها لماذا كوريا الجنوبية، منها أن المجتمع الكورى مجتمع اقتصادى يستطيع أن يتيح لهم بناء إمبراطورية اقتصادية تسهم فى دعم تحركاتهم وتوجهاتهم غير المشروعة. وتمثل كوريا الجنوبية لهم فرصة استثنائية للوجود وعمل مشروعات تجارية بعيداً عن الملاحقات القانونية حول العالم بعد أن تم تصنيفهم باعتبارهم «جماعة إرهابية وضد القانون»، فيما أكدت وزارة خارجية كوريا الجنوبية منذ فترة أن طلبات اللجوء السياسى على سفارتها خصوصاً القادمة من مصريين مقيمين فى تركيا والسودان واليمن، بلغت مستوى قياسى لم تشهده من قبل. وهو ما يظهر فى قيام أكثر من 276 إخوانيًا هاربًا بتقديم طلبات لجوء إلى كوريا الجنوبية، من بينهم 112 مصرياً فى العشرينات والثلاثينات من العمر. الدولة الثانية التى وردت ضمن المقترحات التى تطرق إليها الاجتماع، هى جنوب إفريقيا، وكانت من بين أسباب اختيارها وجود الرابطة التابعة للإخوان الإرهابية ومعظم قياداتها فى جنوب إفريقيا وهم من رجال الأعمال وأصحاب المصالح التجارية الكبرى فى عدد كبير من المدن والمحافظات، وأنهم سيعملون على توفير كل ما يطلبوه اللاجئون من سبل الراحة والإقامة المستقرة هناك، فضلاً عن طبيعة عمل الإخوان. أما الدولة الثالثة التى ستكون ملاذاً للهرب واللجوء، فهى كندا التى تستحوذ على مجموعات تنظيمية واقتصادية تفرض نفوذها على التجارة الكندية.. ويؤكد كتاب «عشاق الموت» للباحث المصرى والكاتب سعيد شعيب، أن جماعة الإخوان ومن ينوب عنها متواجدون بشكل واضح فى المجتمع الكندى، وهم ليسوا فقط فى الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب آسيا، بل هم من الفئات الأكثر قوة ويظهر أثرهم بوضوح فى المدارس الإسلامية المتواجدة هناك، وأن المجموعات التابعة للإخوان فى كندا عددهم «8 مجموعات» أشهرها مؤسسة «المسلم» والمجلس الوطنى للمسلمين الكنديين والإغاثة الإسلامية فى كندا، والصندوق الدولى للمصابين للإغاثة والمحتاجين، ومجموعات أخرى أقل شهرة، وهما حزب التحرير والخومينية فخطابهما مماثل للمجموعات الإخوانية، وكلاهما أصحاب ميول تكفيرية. فضلاً عن أن هناك نوابًا كنديين يؤيدون الإخوان حتى إنهم باتوا يفعلون ما يريدون وينتظرون منهم الضوء الأخضر لاستقبالهم فى أى وقت. الإخوان فى كندا أقاموا فى السنوات القليلة الماضية وأنشاءوا مراكز دراسات بحثية حاولوا من خلالها غسل تصنيفهم كإرهابيين، وأقنعوا الحكومة الكندية بأنهم ليسوا متشددين ويتبنون مذهبًا وسطيًا يرفض العنف، كما أن كندا تعد من الدول التى تهتم بالشرق الأوسط، وظهر ذلك جلياً بقيام عدد من الأحزاب المحلية فى ولايات كندية بعقد اجتماعات مع عناصر الإخوان الهاربين من خلال المراكز البحثية، والتى يستغلها أعضاء الجماعة فى صنع القرار هناك.