وفاتها أثارت الجدل الشديد على مواقع التواصل الاجتماعى أثارت وفاة الكاتبة والروائية نوال السعداوى جدلاً واسعاً بين أفراد المجتمع، وانقسموا إلى جزء ينعتها بأسوأ الصفات ويتمنى لها نار جهنم، كونها حسب رأيه أساءت للدين الإسلامى وأنها وصلت إلى حد الإلحاد، ومنهم من رأى أنها قدمت للعالم أجمع وللنساء المصريات بالأخص خارطة طريق نحو الحرية والاستقلال والحقوق الأصيلة لهن، وهكذا سار الأمر فى الشارع السياسى فمنهم من قام بالدعوة لحفل تأبين للراحلة، ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من قرر أن يفتح النار عليها بعد وفاتها، ولم يختلف الوضع لدى النائبات بمجلسى الشيوخ والنواب، فمنهن من رفض التعليق على وفاتها، ومنهن من اختار جملة «لها ما لها وعليها ما عليها»، ومنهن من ثار ضد الراحلة ووصفنها بأنها أساءت للدين والمرأة، ومنهن من دافعن عنها وعن تاريخها وتمنى لها الرحمة. وجاء على رأس النائبات الممتنعات عن التعليق النائبة آيات الحداد، عضو مجلس النواب، والتى أوضحت أنها لا ترغب فى التعليق على الأمر، وأيضا سالى أباظة، عضو مجلس الشيوخ عن حزب مستقبل وطن، والتى صرحت بأنها ملتزمة التزامًا حزبيًا بعدم التصريح حول هذا الأمر تحديداً، وأيضاً النائبة المعينة إيمان العجوز، والتى عبرت عن امتناعها عن التعليق على وفاة السعداوى بغضب، ورحاب موسى، النائبة بمجلس النواب، وأيضاً النائبات رضوى جعفر، وإيرين سعيد. ومنهن من حاولن الاعتذار عن التعليق بحجة الارتباط بمواعيد مثل النائبة أمانى اميل، والنائبة أمال رزق الله، والتى قالت إنها غير متابعة لكتابات الراحلة، ولا ترغب فى التعليق، وقررت النائبة رشا كليب، الرجوع للتنسيقية أولاً لأخذ الإذن بالرد والتعليق على وفاة الراحلة. ومنهن من كن أكثر صراحة قائلات إنهن غير متابعات لكتابات «السعداوى» ولا يعرفن الكثير عنها، ولذلك لا يجب أن يعلقن على شىء يجهلنه، منهن النائبة عايدة نصيف، عضو مجلس الشيوخ، والنائبة هالة كمال، والنائبة جميانة لويس، عضو مجلس النواب، وأيضاً النائبة جيهان البيومى، والنائبة إيفلين متى. أما النائبات اللاتى رأين أن السعداوى الآن بين يد الله ولا يجب التعليق عليها إلا بجملة «الله يرحمها» فكن كثيرات، منهن ابتهاج الطوخى، التى اكتفت بجملة «راحت عند ربنا، وهو الآن من يحاسبها سواء أخطأت أم أصابت، وليس لأحد الحق فى ذلك غيره»، واكتفت النائبة دعاء العريبى، بجملة «الله يرحمها» مضيفة أنه لا يجب التعليق على الأموات، واكتفت النائبة رشا أبو شقرة، بنفس الجملة. أما النائبة صبورة السيد، والدة المخرج محمد سامى، فعلقت بأن الله يرحمها ويغفر لها وإذا كانت اجتهدت لتنير عقولا وأفكارًا ممكن تكون أصابت وممكن تكون أخطأت، لكن الحساب عند الله، ولا يجوز عليها إلا الرحمة. وقالت النائبة مارثا محروس، عن تنسيقية شباب الأحزاب، وعضو حزب حماة الوطن «الله يرحمها، فلا يوجد شك أنها كانت قيمة كبيرة، وكان هناك أناس كثيرون متأثرين بها بصرف النظر عن اختلاف الآراء الفكرية أو توافقها، ولا شك أنها كان لها دور بارز فى إحياء الأفكار وتنوعها، وإبراز دور جديد للمرأة المصرية، كما قدمت نموذجاً مختلفاً عن المرأة المصرية». وأكدت أيضا على ذلك النائبة سهام كمال، التى قالت عن «السعداوى» إنها كانت أول سيدة تضرب عرض الحائط بالأفكار المعلبة، وصحيح قامت بأشياء اعتبرتها الناس متطرفة، إلا أننى أعتبرها سيدة شجاعة وجريئة ولا تخاف قول الحق، وأنها بالفعل دفعت ثمن جرأتها بالاتهام بالإلحاد ومعادة الإسلام، لكن رأيها كان فى النهاية يدعو إلى أن المرأة صاحبة قرارها وحرة. وقالت النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمقراطي: «رحمة الله على كل من أنارت أسئلته دروب الحائرين، حتى وإن احترق بها، فالدرب لا ينسى السالكين»، ورأت النائبة أمال عبد الحميد، أن «السعداوى» سيدة محترمة تستحق التقدير، وأن تكون مثلا أعلى لأى امرأة فى مصر. أما النائبة فريدة النقاش، عضو مجلس الشيوخ، فقالت «نوال» كانت صديقتى، وما خطته فى الثقافة المصرية والعربية عمل فريد من نوعه سوف تكتشفه على حقيقته الأجيال القادمة، مضيفة أن نوال السعداوى واجهت نوعاً من الحصار للأسف الشديد، حصار تستر بالدين لمواجهة أفكارها الخلاقة، فهى المبدعة ليس فى قضية تحرير المرأة فقط وإنما فى قضية التحرر العقلى الإنسانى بشكل عام، فجهودها لم تقرأ بشكل جيد بسبب هذا الحصار، وبالتالى فأنا أطالب الدولة بأن تتقدم وزارة التربية والتعليم بإدراج بعض كتبها التأسيسية بشكل خاص فى المناهج التعليمية، لأننا ندرك أن التعليم هو أداة رئيسية من أدوات تشكيل الفكر، خاصة فى السن المبكرة للفتيات والفتيان. ورأت النائبة سحر بشير معتوق، أن نوال السعداوى كانت أفكارها غريبة، «والله يرحمها لها ما لها وعليها ما عليها»، لقد كانت مختلفة تماماً حتى إنها طالبت بأن تسمى ابنتها على اسمها وليس اسم أبيها.