كان السابع من يونيو لعام 1967م، اليوم الأصعب في الحرب الثالثة بين العرب والمحتل الإسرائلي، ليزداد الجرح العربي الذي لم يلتئم بعد، ليزال ذلك الملف مفتوحًا إلى الآن في خطة "صفقة القرن" تحت إشراف الرئيس الأمريكي ترامب، وتضمنت تلك الخطة استمرار الاحتلال الإسرائيلي على معظم الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بالإضافة إلى ضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية. وتعتبر القدسالشرقية هي جميع الأراضي في الجانب الشرقي من مدينة القدس، التي كانت تحت سيطرة الأردن منذ عام النكبة في 1948م - بعد الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1948، أو ما يطلق عليه عام النكبة، وكان من أبرز نتائجها تقسيم القدس إلى جزئين؛ الجزء الشرقي ذو الغالبية العربية المطلقة، وتتكون الأغلبية من سكان تلك المنطقة من المسلمين والمسحيين، أما الجزء الغربي فقد تم تهجير الفلسطينيين منه، لذلك كانت أغلبية السكان من اليهود، وبالتالى وقع تحت الحكم الإسرائيلي. وظل الوضع هكذا حتى قامت حرب 1967 أو النكسة، ففي الخامس من يونيو، بدأت حرب الأيام الست، ما بين الخامس من حزيران وحتى العاشر منه، والتي كان أطرافها كل من الإحتلال الإسرائيلي والطرف الثاني كل من مصر وسوريا والأردن، ليتم احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، فاحتلت القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، كما احتلت قطع اخرى من الاراضى العربية منها الجولان السوري، وسيناء المصرية. وبلغت ذروة الحرب فى السابع من يونيو، ذلك اليوم التى بلغت فيه القلوب الجناجر، وتم انتهاك والإعتداء على الأراضى الفلسطينية والسورية والمصرية، فتم الاعتداء على المزارعين السوريين، وتم رصد العديد من عمليات انتهاك ونهب إسرائلية من ثروات الضفة الغربية، وبدأت عمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة وممنهجة، لتحتل مساحات شاسعة من أراضي الضفة، وتهجير الآلاف من الفلسطينيين، بل وصل الأمر لمحو قرى بأكملها، ليبدأ الاستيطان الإسرائيلي في شرقيّ القدس والضفة الغربية. لتبقى تلك الحرب نقطة سوداء في الذاكرة العربية، فلم تكن الخسارة ضياع أراضى فلسطين فقط، بل سجل التاريخ استشهاد 15.000 – 25.000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية، حتى جاء عام 1973م، لتأخذ مصر بثأرها وثأر أشقائها من العرب، وتسجل انتصارًا على ذلك المدعي الصهيوني، واستطاع الجيش المصري الباسل أن يمحو أكذوبة ذلك المحتل أنه "جيش لا يقهر".