قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يدْخُلُ الجنَّةَ أحدٌ في قَلبهِ مِثْقالُ حبَّةِ خَرْدلٍ مِن كِبْرياءَ"، وقارون كان مليء بالكبر والكبر يغضب الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو المتكبر ويقول:" الكبرياءُ رِدائِي، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ". وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن قارون كان غبيًا في التعامل، والله سبحانه وتعالى قال عنه:" فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ"، لافتًا إلى أن الله خسف بقارون الأرض لأنه متكبر وباغي ولم يقم بحق المال الذي رزقه الله، ونسب لنفسه الحول والقوة، وكأنه يرى نفسه إلهًا. وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن سيدنا موسى –عليه السلام- اشتكى لسيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- من بني إسرائيل أنهم اتعبوه؛ ولذا كان دائما ما يقول في كل مناسبة: "نحن أولى بموسى منهم"، مشددًا على أن بني إسرائيل تحتاج لدراسة للتعامل معهم، مضيفا أن كثير من بني إسرائيل الآن ملحدين، وإن كان هناك طوائف متدينة، إلا أن هناك طوائف أخرى العالم أجمع ضجة من إيذاءهم للناس وهم الصهيونية، معقبًا: "نحن لا نتحدث عن اليهودية ولا عن نسل بني إسرائيل، وإنما عن من انحرف وجعل عنوانه ديانة سيدنا موسى الكريمة ليخفي خلفها إفساده في الأرض". وقال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال تصريحات سابقة للبرنامج، إن قارون كان من قوم موسى –عليه السلام-، وقال عنه القرآن الكريم: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ "، وجاء في التفسير انه كان ابن عم موسى، وقيل أنه كان عمه، لافتًا إلى أن الأرجح أنه ابن عمه. وأضاف "جمعة"، أن قارون موجود في الواقع التراثي المصري فهناك بحيرة قارون، وهناك مكان حدثت فيه احداث قصته الشهيرة وهو محافظة الفيوم، وكان قارون يمثل شخصية الغني، ولكن يمثل أيضًا شخصية الظالم الباغي المفتري. وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن قارون كان عاملًا لفرعون، وكان إذا أمره أن يشق على بني إسرائيل يومًا، شق عليهم أسبوعًا، وورد في بعض الروايات أن ما حدث لقارون كان فتنة وأنه عبد الله 40 سنة في خلوة، معقبًا: "إبليس معجبوش أنه بيعبد ربنا كل الفترة دي بعتله 2-3 من أبنائه وفشله معه، فذهب إليه بنفسه، وظل يغويه وتركه بعد أن فتحت عليه الدنيا وأتاه الله كنوز كثيرة". وأوضح "جمعة"، أن مفاتيح خزائن كنوز قارون، كان لا يستطيع أحد حملها، وكان يتم إحضار 3-4 عبيد أقوياء حتى يتمكنوا من حملها ولا يستطيعوا.