تابع الملايين حول العالم الكارثة النووية التى حلت باليابان فى شهر مارس الماضى إثر تعرض اليابان لزلزال عنيف قدر بتسع درجات على مقياس ريختر ، وأتبعه موجة تسونامى عصفت بسواحل اليابان وإغراق عدد من المدن الساحلية ، غير أن الكارثة الأكبر حلت بفوكوشيما حيث توجد مفاعلات نووية تأثرت بالحادث بشكل مباشر فتسبب الحادث فى تسرب إشعاعى ما أجبر الحكومة اليابانية على توقيف كافة مفاعلاتها فى أجراء البلاد . في البداية أخطأ الجميع عندما ظنوا أن للحادثة علاقة بالزلزال وكذلك أخطأ الجميع عندما ربطوا الحادثة بنوع المفاعل “ هكذا تحدث أحد الشاهدين على الكارثة الدكتور هشام رمضان ، مصمم المفاعلات النووية فى شركة يابانية تعمل في الصناعات النووية ، فى ندوة روى فيها شهادته فيما يخص كارثة فوكوشيما التى يرفض أن تسمى كذلك ، الندوة نظمتها جمعية صحابة الخير الخيرية بمدينة الأسكندرية . يصف هشام الموقف من البداية فيقول :“ عندما بدأ الزلزال تم فصل جميع المفاعلات لكن المفاعل عندما يتم فصله لا تتوقف التفاعلات داخله فورا بل يستمر حدوث بعض الانشطارات نتيجة الحرارة الموجودة في المفاعل لبعض الوقت . وفي الوقت ذاته تم قطع التيار الكهربائي عن المحطة وبالتالى بدأت مولدات الديزل فى العمل أوتوماتيكيا كما يحدث عادة عند فصل التيار الكهربى وذلك لإمداد المحطة بالطاقة الكهربائية اللازمة لكن التسونامي الذي لحق بالزلزال بعد 50دقيقة تقريبا قام بفصل المولدات لتصبح المحطة في معزل عن الكهرباء تماما لتظهر المشكلة الأساسة وهي محطة بلا كهرباء فكيف لأنظمة التبريد أن تعمل مما يعني أننا نعاني من إنشطارات بلا مصدر للتبريد . ويروى هشام أنه في هذا الوقت بدأ الجميع في التفكير فى كيفية إمداد المحطة بماء التبريد اللازم فأتفق جميع العلماء داخل المفاعلى على الاستعانة بمياه المحيط” المالحة “لكن دون أن يعوا خطرها أدت ملوحة المياة إلى تأكل اللحامات بين بعض أجزاء المفاعل . ويذكر هشام أن التقارير الحكومية فى اليابان ذكرت أن ضحايا كارثة الزلزال تخطوا حاجز 25ألف مواطن بينما لم يتجاوز عدد الضحايا نتيجة التسرب فى فوكوشيما عشرة مواطنين ، لكن الإعلام اليابانى والعالمى كذلك ضحما من حجم الحادث وتناسوا أن عدد من راحوا ضحايا كارثة الزلزال آلاف أضعاف من ماتوا جراء التسرب فى المفاعل خصوصا وإن هؤلاء القتلى كلهم من العاملين بالمفاعل نفسه وليسوا من قاتنى المنطقة المحيطة بالمفاعل . وعن كيفية تعامل اليابان مع حادث فوكوشيما يقول رمضان أن أولى الخطوات كانت إجلاء جميع سكان فوكوشيما في وقت قصير جدا كما أصرت الحكومة على أن تتعامل وسائل الإعلام الياباني مع الحادث بشفافية وتقوم بنقله للشعب الياباني بمنتهى الأمانة والمصداقية . وفى النهاية أكد رمضان أن اليابان لم تصدر طيلة هذة الفترة بأي شكل من الأشكال قرارا حكوميا يفيد بأنها ستتوقف نهائيا عن إنتاج الطاقة النووية وهو ما يتأكد بإعادة اليابان لتشغل عدد من المفاعلات فى شمالى البلاد فى الآونة الأخيرة . تفاصيل الحادث * 11 مارس توقيف المفاعل بسبب الزلزال ذو القوة 9ريختر خسارة مولدات الديزل التى تمد المحطة بالكهرباء للتبريد خسارة مصدر المياة اللازم للتبريد
* 12مارس زيادة غير عادية فى ضغط المفاعل سماع صوت إنفجارات بدء الإستعانة بمياة المحيط للتبريد ملحوظة “ استمر إمداد المفاعل بمياة المحيط لأيام “
* 22مارس زيادة فى درجة حرارة المفاعل إلى 383درجة سليزية الساعة الخامسة صباحا
* 23مارس خطى الإمداد بالمياة وإطفاء الحرائق تم تحويلهم للمياة تسرى بمقدار 7متر مكعب فى الساعة
* 24مارس إطفاء الإضاءة فى غرفة التحكم الرئيسية
* 25مارس بداية ضخ الماء الجديد مرة أخرى
* 31مارس سحابة من الدخان الأبيض ناتجة بإستمرار من المفاعل ، وتم الإنتهاء من عمليات التبريد بواسطة المياة الجديدة .