قال سكان محليون ونشطاء ان قوات الامن السورية قتلت ما لا يقل عن ثمانية نشطاء يوم الاحد في غارات ببلدات مضطربة في شمال غرب البلاد في حين أنحت السلطات الحكومية باللائمة على عصابات مسلحة بشأن كمين لحافلة قتل فيه تسعة أشخاص. وأبلغ عن القتلى المدنيين في ريف حماة ومحافظة ادلب المجاورة اللتين شهدتا غارات مكثفة واعتقال اشخاص شاركوا في الاضطرابات الشعبية منذ انشقاق المدعي العام لحماة الاسبوع الماضي.
وقال نشطاء ان السلطات تشتبه بأن القاضي عدنان بكور يختبئ في ريف حماة.
وقال ناشط محلي ان المئات من رجال الامن يجرون عمليات تفتيش من منزل لمنزل في القرى حول كفر نبودة مسقط رأس بكور وانهم اعتقلوا عشرات الناس.
وقال بكور -الذي أفادت السلطات ان مسلحين خطفوه يوم الاثنين الماضي- في بيان نشر بموقع يوتيوب على الانترنت انه استقال لان قوات الامن قتلت 72 سجينا من المحتجين والنشطاء في سجن حماة المركزي عشية الهجوم العسكري على المدينة يوم 31 يوليو تموز.
وأضاف ان 420 شخصا اخرين على الاقل قتلوا في العملية ودفنوا في حدائق عامة.
وقال اثنان من السكان اتصلت بهما رويترز في حماة ان حافلات محملة بأفراد من قوات الامن توجهت الى بلدة خان شيخون على بعد 50 كيلومترا شمالي حماة بحثا عن عشرات من الجنود الهاربين الذين فروا على الارجح الى بلداتهم في الاسابيع الاخيرة.
وينتمي غالبية المجندين في الجيش السوري للاغلبية السنية وينحدر كثيرون منهم من مناطق ريفية اضطربت بسبب الجهود العسكرية لسحق الاحتجاجات التي تفجرت منذ ستة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وينتمي قادة الجيش ومديرو الامن في غالبيتهم الى الاقلية العلوية التي تنتمي لها عائلة الاسد.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان ستة من افراد الجيش وثلاثة موظفين مدنيين قتلوا واصيب 17 اخرون عندما نصبت "مجموعة ارهابية مسلحة" كمينا لحافلتهم العسكرية قرب بلدة محردة في ريف حماة. وقالت الوكالة ان ثلاثة من المسلحين قتلوا خلال مطاردة.
وصرح الاسد مرارا بأنه يكافح عملاء ما وصفها بمؤامرة خارجية لتقسيم سوريا.
وطردت السلطات السورية اغلب وسائل الاعلام الاجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث في البلاد.
وتسبب سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وتزايد الضغط الدولي على سوريا بما فيه حظر الاتحاد الاوروبي لواردات النفط من سوريا في تشجيع المتظاهرين.
وتشهد المناطق في شمال غرب سوريا بما فيها مدن حمص وحماة وادلب تزايدا في الاحتجاجات والهجمات اليومية.
وقال سكان ان ناشطين محليين بارزين مثل نجاتي طيارة ومصطفى رستم بين عشرات ألقي القبض عليهم في دير بعلبا والخالدية بحمص وفي محافظة حماة بالاضافة الى مدينة درعا الحدودية في الجنوب والتي كانت مهد الانتفاضة.
وقال ساكن في منطقة الحراك حيث تظاهر ما يزيد على ألف امرأة وطفل للمطالبة بالافراج عن المحتجزين يدعى أحمد حريري ان قوات الامن تقتحم المنازل بحثا عن ناشطين مطلوبين وجنود فارين في بلدة الجيزة وفي العديد من البلدات الاخرى في الجنوب.
وأثناء الاتصال الهاتفي سمعت أصوات نساء يهتفن مطالبات بالافراج عن المحتجزين. (رويترز)