ارتفاع شهداء جمعة “ارحل” إلى 31 شهيدا على الأقل بينهم 7 في حمص و14 في إدلب * قوات الأسد تشن هجماتها على مناطق في ريف ادلب وتتمركز في البارة.. وعدة آلاف يؤيدون إصلاح بشار * المعارضة السورية في الداخل تنظم مؤتمرا للإنقاذ الوطني لوضع مبادئ مرحلة انتقالية تؤسس لدستور جديد وانتخابات * هيومن رايتس ووتش: مادامت قوات الأمن فوق القانون تصبح الوعود بقوانين جديدة لمزيد من المشاركة السياسية فارغة
عواصم- وكالات: أقال الرئيس السوري بشار الأسد محافظ حماة بعد يوم من مطالبة مئات الآلاف في المحافظة الأسد بالتنحي. وكانت حماة مسرحا لقمع دموي قام به والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل قرابة 30 عاما وقال نشطاء إنها شهدت احتجاجات يوم الجمعة كانت من بين كبرى الاحتجاجات التي خرجت في سوريا منذ اندلعت المظاهرات ضد حكم الأسد. ونظمت الاحتجاجات بينما قامت قوات الأسد التي تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر بحملة عسكرية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا حيث قالت المحامية والنشطة الحقوقية البارزة رزان زيتونة أن 24 مدنيا على الأقل استشهدوا يوم الجمعة. وذكرت رزان أن من بين الأربع والعشرين مدنيا القتلى سبعة محتجين في حمص و14 قرويا في محافظة إدلب. وقال ناشطون إن عشرة أشخاص آخرين قتلوا برصاص قوات الأمن التي تصدت للمتظاهرين في مدينة حمص بوسط سوريا وفي ضواحي دمشق وبمدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الأسد أصدر مرسوما بإعفاء محافظ حماة أحمد خالد عبد العزيز من مهمته محافظا لحماة دون أن تذكر تفاصيل. وأوضح نشطاء أن قوات سورية قتلت 60 محتجا على الأقل في المدينة قبل شهر في أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات على حكم الأسد. وقال سكان إن قوات أمن سورية وقناصة أطلقت النار على حشود المتظاهرين. وكان الاسد قد أصدر مرسومين بإعفاء محافظي درعا وحمص من مهماتهما لكن ذلك لم يؤثر في زخم الاحتجاجات في المحافظتين. ووعد الرئيس السوري بفتح حوار وطني لمناقشة الإصلاح السياسي في سوريا وتقول سلطات إن محادثات أولية ستجرى مع المعارضة في العاشر من يوليو الجاري. ويأتي ذلك فيما شهدت بلدة البارة صباح السبت “حملة مداهمات اعتقل خلالها العشرات من ضمنهم امام المسجد الكبير وعدد من اعيان البلدة، بعدما اقتحمت البلدة نحو 20 سيارة امن بينها سيارات رباعية الدفع نصبت عليها رشاشات. وتم اعتقال 18 شخصا في احسم (ريف ادلب) و20 شخصا شاركوا في تظاهرات أمس في داريا (ريف دمشق). وحاول أهالي كفر نبل التوجه إلى البارة لكسر الحصار إلا أن الجيش منعهم من الدخول وأقفل المنافذ. وتمركز الجيش السوري في البارة وأصبح يقصف بقية القرى المجاورة ويعود إلى البارة التي اعتبرها قاعدة له. ومن جانبها، نشرت الصحف السورية الرسمية الصادرة السبت صورا لمسيرات تاييد قامت بها “الفعاليات الأهلية والنقابية في المحافظات دعما للإصلاح” الذي يقوم به الرئيس السوري. وأظهرت الصور التي نشرت على صفحات عدة آلاف شاركوا في المسيرات في حلب (شمال) ونوى (جنوب) والحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) واللاذقية وطرطوس وبانياس (غرب) والسويداء (جنوب) ومدن عدة. وتعتزم شخصيات معارضة بارزة شجعها اتساع الاحتجاجات الدعوة لعقد مؤتمر للإنقاذ الوطني في دمشق في 16 يوليو للتوصل إلى خطة ذات قاعدة عريضة لحل الأزمة السياسية في سوريا. وقال بيان للمنظمين إنه “في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الأمنية والعسكرية تهدف هذه الوثيقة إلى وضع المبادئ العامة لرؤية مستقبلية للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة انتقالية يتوافق عليها السوريون ويفرضها الحراك الشعبي وتقودها حكومة إنقاذ وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة المدنية المعاصرة وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة محددة.” ووقع على البيان 50 شخصية من بينها الزعيم الكردي مشعل التمو والقاضي السابق هيثم المالح ونواف البشير وهو زعيم قبلي من إقليم دير الزور بشرق سوريا والاقتصادي عارف دليلة وهو أحد المنتقدين بشدة لأنشطة عائلة الأسد في قطاع الأعمال ووليد البني وهو طبيب لعب دورا كبيرا في حركة المطالبة بالديمقراطية التي سحقها الأسد قبل عشر سنوات فيما عرف بربيع دمشق. وفي تقرير صدر اليوم قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن قوات الأمن السورية وحلفاءها قتلوا 21 شخصا خلال الأسبوعين الأخيرين في مدينة حمص ثالث أكبر مدينة سورية. وأضافت أن قوات الأمن ضربت متظاهرين بالهراوات ونهبت ممتلكات خاصة واقتحمت منازل لجأ إليها أشخاص يشتبه بأنهم متظاهرون. وأوضحت المنظمة أن قوات أمن في زي مدني اعتقلت متظاهرين عدة مرات وأنها تتحرك في سيارات أجرة للاقتراب واعتقال المتظاهرين. وقالت سارة لي ويتسون مسئولة الشروق الأوسط في هيومان رايتس ووتش “وعود الرئيس بشار الأسد بسن قوانين جديدة تسمح بالمزيد من المشاركة السياسية تصبح فارغة مادامت قوات الأمن فوق القوانين الأساسية.” يأتي ذلك فيما تتابع القوى الأمنية حملة اعتقالات في بلدة البارة (شمال غرب) غداة قصف الجيش السوري لها ضمن حملة عسكرية تستهدف ريف إدلب (شمال غرب ) منذ أيام. ودخل الجيش السوري قرى في محافظة إدلب حيث يسعى إلى احتواء حركة الاحتجاجات ضد نظام الأسد. وكانت جمعة أمس التي أطلق عليها الثوار السوريون “جمعة ارحل” الأكبر من حيث عدد المتظاهرين ولانتشار الجغرافي حيث بلغ مجموع المناطق التي قامت فيها التظاهرات نحو 268 منطقة في حين شملت التظاهرات الاسبوع الماضي 202 منطقة في عدة مدن سورية“. كما شهدت مدن سورية عدة مساء أمس تظاهرات ليلية وخصوصا في دير الزور (شرق) والبوكمال (شرق) وريف دمشق وريف إدلب وحمص وحلب ودرعا.