احتفلت محافظة الفيوم، فجر اليوم السبت، بتعامد الشمس على قدس القداس بقصر قارون. وجاء ذلك بحضور الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، والدكتور محمد عماد، نائب المحافظ، اللواء خالد شلبي، مساعد وزير الداخلية لمنطقة شمال الصعيد، واللواء عادل الطحلاوي، مدير أمن الفيوم، وسيد الشوري، مدير عام الأثار بالفيوم، وعدد كبير من الزائرين لمحافظة الفيوم وأبناء المحافظة والعديد من الوفود السياحية ورحلت المدارس. وأعدت المحافظة برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة السنوية والسياحية، منذ 3 أسابيع، حيث أقامت مديرية التربية والتعليم معرض للرسومات اليديو للطلبة، وأقامت المحافظة بمعرض للسياحية على هامش الاحتفالية والتي ضمت منتجات من البيئة الفيومية وبعض السجاد اليدوي وصناعات من البيئة والنخيل، وشمل الاحتفال بعض الفقرات الفنية لفرق عرب الفيوم وأبو صير الملأ ببني سويف. وقال سيد الشورة، إن معبد قصر قارون كما يذكر في المصادر الأثرية، هو معبد من العصر اليوناني الروماني وخصص لعبادة الإله سوبك و"ديونيسيوس" إله الخمر والحب عند الرومان، ولكن سكان المنطقة في العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ والتي تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها في البداية بحيرة القرون، وحرفت إلى بحيرة قارون، مع العلم أن هذه البحيرة في الأصل البقية الباقية من بحيرة موريس في التاريخ الفرعوني، وبالنسبة لعدد الحجرات في المعبد فإنها أقل من مائة حجرة، وكانت تستخدم لتخزين الغلال واستخدامات كهنة المعبد في هذا الوقت. وأضاف: أما عن الطريق الذي يربط المدينة التي يقع بها قصر قارون، وبين الإسكندرية، فالحقائق العلمية تؤكد وجود طريق بري يصل بين الفيوموالإسكندرية، وكان يستخدم في نقل البضائع أيام الرومان من الفيوم ومحافظات الصعيد إلى ميناء الإسكندرية ثم إلى أوروبا. وتابع أن إحدى الدراسات الحديثة أكدت تعامد الشمس على معبد قصر قارون، في يوم 21 ديسمبر، من كل عام، وتم تشكيل لجنة من علماء الأثار والتي أكدت ما جاء بالدراسة، وأن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد في هذا التوقيت ويستمر التعامد نحو 25 دقيقة. وكان عدد من الباحثين الأثريين، نشروا أبحاثا عن تعامد الشمس على قدس الأقداس في المعبد في هذا التاريخ من كل عام، والذي يوافق الانتقال الشتوى، ولقد تأكدت اللجنة من صحة تعامد الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى في قدس الأقداس ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو ما أكده البحث لان هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله "سوبك" إله الفيوم في العصور الفرعونية والذي لا يجب أن يعرض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، خاصة وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء. وأورد أن الفيوم سميت باسم "مر ور" أي البحر العظيم، يوم كانت المياه تغمر كل منخفض الفيوم، ثم سميت شيدت sdt sdt أى أرض البحيرة المستصلحة بناءً على عمليات إستصلاح الأراضي من مياه البحيرة، وفي العصر اليونانى الرومانى أطلق عليها اسم "كروكوديلوبوليس" لوجود التماسيح بالبحيرة والذي كان معبودًا للفيوم تحت اسم الإله "سوبك" وكان يطلق عليها أيضًا اسم "برسوبك" أي دار الإله سوبك وتغير الاسم إلى "أرسينوي" تكريمًا لأخت زوجة بطليموس الثاني فيلادلفوس، وهى أصل ديموطيقى P3-ym أي "با يم" معناها "اليم" أو البحيرة التي تحورت إلى فيوم وأضيفت إليها آداة التعريف العربية بعد الفتح العربي فأصبحت الفيوم.