لم يعد الكشف الأثرى مقتصرا حاليًا على ما تعلنه وزارة الآثار من نتائج أعمال الحفائر للبعثات الأثرية فقط، بل هناك اكتشافات تظهر فى الآثار التى تم العثور عليها مسبقًا، حال البدء فى أعمال جرد المخازن أو التنظيف أو الترميم. ومؤخرا، خلال أعمال فك وإحلال الثريا الموجودة داخل القبة الرئيسيّة، أثناء ترميم مسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين، وبعد إزالة طبقات الصدأ الموجودة عليها ظهرت الزخارف النحاسية المطعمة بالفضة، وهى تحمل كتابات تقرأ باسم السلطان حسن، بالإضافة إلى الكشف عن زخارف هندسية فى أماكن متفرقة بالثريا، ونقش باسم النبى محمد« ص» وعدد 12 عامودا مشكلين على هيئة الصليب. وقال الدكتور حجاجى إبراهيم، أستاذ الترميم والآثار، إن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن أيقونات على شكل صليب بالآثار المنقولة داخل قلعة صلاح الدين، مشيرًا إلى أن وجود الصليب فى حد ذاته فى أعمدة وتصميمات بعض المساجد الأثرية ليس بجديد، إذ يحتوى العديد من المساجد الأثرية على أيقونات تحمل شكل الصليب، كما فى مسجد الرفاعى والسلطان حسن. وأضاف فى تصريحات خاصة ل«الفجر»، قلعة صلاح الدين وما تحويه من آثار لم تشهد الترميم منذ عام 1987، أى منذ أكثر من ثلاثين عامًا، موضحا أن هناك كنائس بنيت باستخدام أعمدة وأحجار من معابد فرعونية وبطلمية، كما هو الحال فى دير الأنبا شنودة الأبيض بسوهاج، وكذلك مساجد بنيت باستخدام أعمدة سبق واستخدمت فى بناء كنائس. وكانت هذه الطريقة فى البناء موجودة فى العصور الماضية، وبالتالى فوجود الصليب بأعمدة المساجد الأثرية ليس أمرا جديدا، وإنما الجديد هو ظهوره بجوار اسم النبى على آثار منقولة «نجفة سارية الجبل» وبقلعة صلاح الدين التى لم يسبق وظهر الصليب بها من قبل.