تخطط لإجباره على الاستقالة أو عزله بحجة اختلال قواه العقلية نشر الكاتب الأمريكى جيروم كورسى، كتابه الجديد الذى يتضمن رؤيته حول المدى الذى يمكن أن تذهب إليه الدولة العميقة فى الولاياتالمتحدة لتدمير رئاسة دونالد ترامب، يقول الصحفى المؤيد لترامب، أن وكالة المخابرات المركزية لديها خطة بالفعل لقتل الرئيس الأمريكى. ليس من الصعب الاستنتاج بأن رئيس الولاياتالمتحدة يعشق نظريات المؤامرة. خلال رئاسة باراك أوباما، وعد دونالد ترامب بإثبات أن أوباما لم يولد فى الولاياتالمتحدة، وادعى أنه أرسل أشخاصا إلى هاواى للعثور على الأدلة التى تؤكد هذه المزاعم، ثم فى مارس 2017، غرد كرئيس بأن أوباما طلب التنصت على هاتفه فى برج ترامب، بهذه المقدمة افتتح موقع الديلى بيست عرضه للكتاب الجديد الصادر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية (قتل الدولة العميقة: المعركة من أجل إنقاذ دونالد ترامب) للصحفى الاستقصائى جيروم كورسى، الذى يعزف على نفس نغمة نظرية المؤامرة التى تحيط ترامب، ويدعى الكتاب أن المخابرات المركزية الأمريكية، تخطط لاغتيال الرئيس الأمريكى. حصل جيروم كورسى على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد فى العلوم السياسية فى عام 1972، وهو صحفى وكاتب للكثير من المواقع المحافظة، وهو المؤلف المشارك لعدد من الكتب الأكثر مبيعا فى الولاياتالمتحدة، من ضمنها على سبيل المثال (قيادة غير ملائمة)، وكتاب (أمة أوباما)، وكرس كورسى وقته للكتابة عن السياسة والاقتصاد، وهما مجالان يتمتع بخبرة كبيرة فيهما. 1- نظرية المؤامرة فى الآونة الأخيرة، تورط ترامب فى العديد من العواصف الغريبة، مدعياً أن هناك مؤامرة من الدولة العميقة تقوم بكل ما فى وسعها لنزع الشرعية عن رئاسته، وإخراجه من منصبه. يعتقد ترامب أن هذه الدولة العميقة تم تأسيسها من قبل جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية فى عهد أوباما، وتشمل جميع الوكالات الاستخباراتية، كما ادعى أن فريق أوباما، قبل مغادرته منصبه، زرع مخبرا من مكتب التحقيقات الفيدرالية فى حملته، ويكرر مؤيدوه تغريدته: «يمكن أن تكون (فضيحة تجسس) واحدة من أكبر الفضائح السياسية فى التاريخ». وثبت بالفعل أنه أثناء الحملة الانتخابية الأمريكية الرئاسية، قام مكتب التحقيقات الفيدرالية بزراعة مخبر فى حملة ترامب، (الأستاذ الأكاديمى ستيفان هالبر)، كجزء من عملية مكافحة التجسس فى إطار التحقيق بشأن تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية، وتورط ثلاثة من مساعدى ترامب فى تلك الفضيحة. وفى الوقت الذى لا يزال فيه الرئيس ترامب يشاطر الزعم غير المبرر، بأن إدارة أوباما تجسست بشكل غير لائق على حملته لعام 2016، فإن المشرعين الجمهوريين البارزين أبعدوا أنفسهم عن نظرية المؤامرة منذ أن تلقوا إحاطات سرية الأسبوع الماضى، حول دور مخبر سرى لمكتب التحقيقات الفيدرالية فى تحقيق يهدف إلى كشف النقاب عن التدخل الروسى فى الانتخابات. 2- الدولة العميقة التمسك بنظرية المؤامرة هو أمر متوقع، لأنها طريقة دونالد ترامب فى التعامل مع القضايا الشائكة، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من أنصاره من المفكرين والكتاب، يرددون مزاعمه ويستخدمون نفس الحجج، وفى هذا الإطار يتناول كتاب (قتل الدولة العميقة: المعركة من أجل إنقاذ دونالد ترامب) تفاصيل جديدة عن نظرية المؤامرة، ويصف المؤلف أطروحته: «إن الفرضية المركزية لهذا الكتاب هى أن الرئيس ترامب هو هدف الانقلاب الذى تقوم به الدولة العميقة، بما فى ذلك وكالة الاستخبارات المركزية، ووكالة الأمن القومى، وغيرها من وكالات الاستخبارات التى تحافظ على الالتزام بنظام عالمى جديد «. وكتب «كورسى» أن هناك 10 آلاف موظف حكومى من حكومة الظل فى الولاياتالمتحدة، يعملون على تخريب الجمهورية الأمريكية من أجل الأجندة العالمية. حسب الكتاب، فاز دونالد ترامب على 16 منافسا من الجمهوريين فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى، ثم أطاح بهيلارى كلينتون، ثم يضيف أن على ترامب أن ينتصر أيضا على الدولة العميقة للحفاظ على رئاسته. من وجهة نظر جيروم كورسى، تضم الدولة العميقة القوات السرية بجهاز الاستخبارات الأمريكى، والتى تتعاون مع المتطرفين الممولون بشكل جيد، ووسائل الإعلام، والبيروقراطية الحكومية، لإعاقة وتقويض كل حركات ترامب، منذ الإعلان عن فوزه فى نوفمبر 2016. بدأت خطة الدولة العميقة مع قيام وكالة الأمن القومى، وبرينان فى وكالة المخابرات المركزية، بوضع ترامب تحت المراقبة الإلكترونية، ويدعى كورسى أن برينان جنبا إلى جنب مع جون بوديستا، ابتكرا قصة (التواطؤ الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية) لنزع الشرعية عن الحملة، كما وقع الاختيار على روبرت مولر فى منصب المحقق الخاص فى القضية، لأنه عضو فى هذه الدولة العميقة، ولديه صلات وثيقة بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالى السابق جيمس كومى. ويعتقد كورسى أن الدولة العميقة تسعى إلى إجبار ترامب على الاستقالة، وإذا لم تنجح فى ذلك فإنها تخطط للانتقال إلى مرحلة اتهامه بموجب التعديل الخامس والعشرين، بأنه غير كفؤ عقليا. وفى حال لم يفلح ذلك فإن لدى موظفى الدولة العميقة، تدبير واحد يجب اتخاذه، وهو إجراء تنفيذى يتمثل فى خطة وكالة المخابرات المركزية لاغتيال ترامب، وهو الملاذ الأخير لهذه الدولة العميقة. ويحدد كورسى استراتيجية من ثلاث نقاط، يجب على ترامب بصفته مستقلا سياسيا (فى ظل عداء الحزب الديمقراطى وافتقاره للدعم من الحزب الجمهوري)، أن يوظفها للبقاء فى منصبه، ولكى يكون لديه فرصة لولاية أولية ناجحة فى منصبه. أولا، يجب على البيت الأبيض التوقف عن عقد المؤتمرات الصحفية للدفاع عن ترامب، اعتمادا على حقيقة أنه لا يمكن هزيمة حملة الدعاية إلا بمرور الوقت، لأن الجمهور سيفقد الاهتمام بالمعلومات المضللة إذا لم يكن بالإمكان تحقيق إدانة جنائية. ثانيا، يجب على ترامب دعم الجمهور من خلال اتخاذ إجراءات فيدرالية، اعتمادا على إدراك أن الرئاسة تمتع بسلطات هائلة، وذلك بهدف فرض خبر جديد يجذب الانتباه بعيدا عن الأخبار السلبية المتعلقة بالرئيس، ويعد قرار تخفيض الضرائب مثالا جيدا. وأخيرا، لتخطى رواية التواطؤ الروسى الزائفة، يجب على ترامب أن يبدأ ملاحقات جنائية ضد هيلارى كلينتون ومؤيديها، مثل الأخوين جون وتونى بودستا. يحظى الكتاب بنجاح كبير منذ صدوره، ونجح فى احتلال المرتبة الأولى بقائمة أكثر الكتب مبيعا فى نيويورك تايمز، والمؤكد أن الكتاب يحظى بشعبية كبيرة بين تيار اليمين المتطرف الذى يؤمن أن ترامب ما هو إلا ضحية لحكومة ظل تعمل على تطبيق أجندة عالمية ضد المصالح الأمريكية.