وفى هذا اللقاء الذى تم يوم 7 إبريل 1967 فى القصر الجمهورى (الكورينالى) فى العاصمة الإيطالية ( روما ) بين الرئيس "محمد أنور السادات" ، والمبعوثين المصريين ( حوالى 250طالب ) وكذلك جميع أعضاء السفارة المصرية فى "روما" والمستشارية الثقافية ، وأكاديمية الفنون المصرية ( فيلابورجيزى) ، وكل المعنى بالثقافة ، والدراسة، والسياسة كان فى هذا الإجتماع الرئاسى ، وكانت دعوة السيد الرئيس هو تجميع العقول المصرية من الخارج ، لبناء مصر الحديثة بعد حرب 1973 ، وإنتصارنا لأول مرة على العدو الإسرائيلى وتم نشر هذا اللقاء بجريدة الأهرام والجرائد المصرية يوم 8 ابريل 1976. فكان اللقاء وطنى وعاطفى ومؤثر على الجميع ، وكان للنقد والمواجهة التى تضمنتها كلمتى إلى السيد الرئيس وقعاً مفاجئاً للجميع ، حيث إتخذ الرئيس "السادات" قراره فوراً بأن لن يسمح لأى مسئول فى الإسائه لأى من مبعوثينا فى الخارج ، وأصدر قراره بأن تدار الإكاديمية المصرية فى "روما" بمعرفة إتحاد المبعوثين والمستشار الثقافى المصرى ، كما إتخذ قراراً بأن كل من درس على نفقته الخاصة وغير مقيد بالبعثات المصرية ، بأن يعود لأرض الوطن وأن يحصل على مكافأة ( الف جنيهاً ) نعم ألف جنيهاً فقط ، حيث كان يعتبر مبلغ معتبر ، ويُعَفَى من الجمارك لأمتعته وسيارته ، ولهذا القرار قصة أخرى معى ، حينما قررت العودة ، ولم تعترف الجمارك المصرية فى ميناء الإسكندرية بالقرار الجمهورى ، وتعنتوا فى الإفراج عن أمتعتى وسيارتى إلا بعد صدور قانون ينظم ذلك وكانت مشكلة ضخمة حيث إضطررت للمحاولة بكل الطرق أن أقابل السيد الرئيس ، ولكن هيهات فنحن فى "مصر" !! ونعود إلى ( فيوميشينو ) حيث نعيش ونعمل ونتصادق ، ونحب ، ونتسامر ، ففى هذه البلدة تشكلت طموحاتنا وتحددت إرادتنا ( علم ودراسة وعمل ) وقررت خلال الأجازة الصيفية أن أخطف زيارة للقاهرة ولكى أرد الجميل ، وكنت قد حصلت على " سيارة ميرافيورى 131" من شركة فيات ، وهى أول إنتاج لهذه النوعية من السيارات وخصصت الدفعة الأولى من الإنتاج ( للسلك السياسى ) فى "روما" ، وكان حجزى عن طريق سفارتنا والرجل الهمام الذى كان يتولى كل الشئون الإدارية لفترات طويلة جداً بالسفارة المصرية المرحوم "الأستاذ على طيرة " وهو أحد رجال ثورة يوليو أيضاً من الصف الثالث ، وخدم طول عمره فى السفارة المصرية فى إيطاليا ، وساعدنى فى الحصول على حجز مبكر لهذه السيارة الرائعة ( حينها ) ، وتسلمتها وأخذت طريقى إلى القاهرة عن طريق البحر ( فينسيا – الإسكندرية ) ، وكانت "القاهرة" كلها فى إستقبالى بالإسكندرية ، زملائى "وفائى عبد الدائم وفاروق الششتاوى ، وطلعت كمال ( من دفعتى 1970) وأيضاً دفعتى فى الخدمة العسكرية ، وأيضاً والدى الله يرحمه وفى القاهرة ، كانت مقابلتى مع الحاجة الرائعة لكى أرد لها القرض ( ثمانون جنيهاً ) وساعة هدية ذات حجم كبير ( للعقارب ) لكى تراها بسهولة ، وكانت أيضاً فى غاية الروعة رحمها الله حيث وافقت على طلبى ليد إبنتها (خريجة كلية الفنون الجميلة قسم ديكور) لأبدأ حياتى الزوجية فى القاهرة مع زوجتى وأم بناتى الأن ، وللحديث بقية .. وللحديث بقيه !!