حوالى ثمانى شهور قضيتها فى ( فيوميشينو ) هذه البلدة الصغيرة ، وإزدادت شهرتى ، حينما إستدعانى (قسيس ) الكنيسة القديمة ( دى بورتو ) ، لكى يطلب مساعدتى كطالب فى العمارة بأكاديمية "روما" ، وأعيش فى هذه البلدة ، أن أساعدهم فى "مسابقة محلية" تجرى بين المحافظات الإيطالية عبر تنظيم ثقافى تقوم عليه الكنيسة ويشرف عليها "الفاتيكان" ، وكان المطلوب منى أن أعد ديكور المسرح والمناظر الخلفية لإحدى "المسرحيات الرومانية القديمة "، والتى من خلالها سوف تدخل ( مدينة فيوميشينو) فى مسابقة (اللاتزيو) وهى ما تمثل ( محافظة روما ) وضواحيها ، مع أربع محافظات أخرى ( نابولى ، ميلانو ، فلورنس ، وفينتو ) . وعند إستلامى الأوراق وبمساعدة مدرستى فى اللغة الإيطالية السيدة (فيتوريا) ، وجدتها لا ترقى أبداً للمنافسة !! فهى قصة رومانية" عن فلاح يعيش على ضفاف نهر (التيفرى) ويجد صعوبات فى حياته من أهل المدينة !! وهنا تفتق ذهنى أن أقدم لهم "قصة مصرية جميلة" وسهلة ويمكن هضمها "للمتلقى الإيطالى" ، وهى قصة ( أمشير أفندى ) وأضفت عليها فى روما !! وكانت مدرستى (فيتوريا ) أكثر أعجاباً بالفكرة ، وقمنا بإعدادها على هيئة قصة قصيرة ، وترجمتها للإيطالية "باللكنة الرومانية" ، وعرضتها على صديقى (جايريلى لوكارونى ) أخو صديقى ( كلادويو ) الذى كنت أعمل وأقيم معه ، فأعجب بها أشد الأعجاب ، وقرر أن يعرضها على مجلس المدينة فى الإجتماع المقرر كل يوم أحد ، وبلغونى بالموافقة على أن أقوم ( بشخصية أمشير ) يا خبر أبيض !! أقوم بدور فى المسرحية ، شيىء مذهل فى أول لحظة !!ولكن بالتشجيع الرائع من الجميع ، بدأت التمرين على المسرح الصغير فى ( كنيسة بورتو ) ، وأصبحت منذ هذه اللحظة "أهم شخصية فى البلدة" يتحدث الجميع عن "المصرى" الذى سيقدم مع الشباب "مسرحية البلدة فى المنافسة" والتى سيعقد لها هيئة تحكيم معتمدة من ( الكومونى ) أو الحكومة المحلية للبلدة ، وجاء يوم عرض المسرحية ، وعلى مدى أربعون دقيقة قدمنا " أمشير أفندى فى روما " وكان فى قائمة المدعوين حسب طلبى السفير المصرى ، الذى أرسل إعتذاره وحضر نيابة عنه "المستشار الثقافى المصرى" ولأول مرة بعض المبعوثين المصريين ( أكاديمية دى بلا أرت دى روما ) وغيرهم من المصريين الذين تعرفت عليهم لأول مرة من خلال هذا العرض المسرحى ، والذى لقى أعجاباً شديداً ، ونلنا المركز الأول على الخمس متنافسون ، وكانت ضربة حظ ما بعدها حظ أبداً !! وكنت قد تقابلت مع مستشارنا الثقافى فى "روما" الأستاذ الدكتور /جلال ثروت (أمد الله فى عمره) حيث يعمل الان أستاذ متفرغ بكلية الحقوق "جامعة الإسكندرية" حيث تم وضعى تحت الإشراف العلمى المصرى فى "روما" بعد حصولى على المنحة الدراسية فى قسم العمارة بمبلغ مائة وعشرة الف ليرة شهرياً تدفعها الجامعة الإيطالية كمرتب شهرى لى وهذه تعتبر (منحة معتبرة)!! فكانت المفاجأة أن يحضر أعضاء المستشارية الثقافية المصرية وبعض أجهزة الإعلام لتسجيل هذا الحدث . وللحديث بقية ....