ترتب على إقامة هذه المسرحية والحفل المصاحب لها مجىء صديق عمرى "سعيد الوتيرى" والذى كان قد ترك "مصر" إلى ليبيا ، ثم إلى "أمستردام" ، ووصل إلى إحدى ضواحى "روما"، ويعلم بمكانى ، التحق "سعيد الوتيرى" بالعمل فى (ريستورانت جينا ) كطباخ محترف !! حيث تعلم الطهى فى شمال "إيطاليا" ، وأصبح أيضاً من أهم الشخصيات الأجنبية التى تعيش فى بلدة (فيوميشينو ) والتحق "سعيد الوتيرى" معى فى الجامعة وأخذ "نفس النسق" الذى سلكته لكى نستكمل مشوار حياتنا سوياً إلى أن رحمه الله رحمة واسعة منذ عامين تقريباً. وعدنا مرة أخرى "لنعيش سوياً فى بيت واحد" حيث إستأجرنا شقة محترمة على "نهر التيفرى" وأصبحت هذه الشقة هى (سفارة المصريين) فى (فيوميشينو) حيث تردد عليها كل أصدقائنا تقريباً ، من إستطاع منهم الوصول إلى (إيطاليا) "وشَّكَلَناَ جالية مصرية رائعة" ، أغلبهم ممن لم يستكمل تعليمه فى (مصر) !!وطبعاً أغلبهم (قرايبنا) من عائلة (سعيد) أو من عائلتى ، أبناء عمومه وأبناء خال ، وبدأت الحياة رائعة حينما وجدت "مطعم صغير" خارج البلدة على بعد ثلاث دقائق من مطار (فيوميشنو) وكان موقع المطعم على طريق فرعى إلى (روما) يقدم المشاريب والوجبات السريعة "لسائقى السيارات النقل والصيادين" أيام الأحد والأجازات الرسمية (مستوى أقل من مطعم راقى)!! وتعرفنا على أصحاب المحل لكى نتفق معهم على المشاركة 50% لكل منا "وأن نطور من أداء المطعم ونرفع من مستواه" ، وتضمن الإتفاق أن نقوم بدور "الجرسونات" وهم يقومون على "إعداد الطعام" بعد أن إستطعنا أن نتفق مع موظفى شركات الطيران بمطار (روما) من خلال صديق يعمل فى (شركة الطيران الليبية) ، وكان "المطار يقدم للموظفون وجبة الغداء" بثلاثة الاف ليرة دون (نبيذ) وعرضنا عليهم الوجبة (الفين وخمسمائة ليرة بالإضافة إلى كأس نبيذ) وكانت أيضاً خطوة رائعة حيث تغير شكل المطعم ، وأصبح يقدم غذاء فى الواحدة وعشاء فى الساعة السابعة مساءاً ، وأصبح ملتقى لكل المصريين الذين يدرسون فى (روما) ، ومن خلال المطعم قمنا بتسويق الأعمال الفنية لزملائنا مقابل مساندتهم لنا أثناء العمل وعلى أثر ذلك فى العام الثانى ، وفى عدم وجودى تم إنتخابى بالتزكية (رئيس إتحاد المبعوثين المصريين)!!. حيث أصبح مطعمنا (جراتسيلا) هو مقصد المصريين فى "روما" وخاصة سفارتنا فى "إيطاليا" حيث إرتبطنا ببعض الأصدقاء ومنهم المرحوم "فؤاد أباظة" (الوزير المفوض) بالسفارة ، والذى كان له فضلاً عظيماً حيث فى أحد أيام شهر يوليو 1975 فوجئنا بزيارته لنا فى المطعم ومصاحباً أهم شخصية قابلتها فى حياتى هناك ، السيد "وجيه أباظة "،محافظ القاهرة الأسبق ، ومحافظ البحيرة ( التاريخى ) وأحد رجال ثورة يوليو 1952 ، وكان لوجود عم "وجيه أباظة "معنا على الغذاء فى هذا اليوم بداية قصة أخرى سوف أتعرض لها فى باب خاص من سيرتى الذاتية تحت عنوان (شخصيات فى حياتى ). وكان من أهم الشخصيات التى تزاملنا معاُ فى هذا الوقت من مبعوثينا المصريين لدراسة الفنون الجميلة فى "روما" صديقى الأستاذ الدكتور "سامح حسنى البنانى" وكان أخوه المرحوم الأستاذ الدكتور " عصام البنانى" يدرس العمارة فى أكاديمية "نابولى" والفنان الدكتور "صبرى حجازى" والأستاذ الدكتور"نبيل سالم" (حقوق) " والمرحوم الأستاذ الدكتور "كمال السراج" والأستاذ الدكتور " أحمد عزمى" خيرة أبناء مصر من كبار المثقفين وأساتذة الجامعات المصرية فى مجال الفن والعمارة والحقوق. وللحديث بقية.......