تمريض دمنهور تحصد المركز الأول في الملتقى الطلابي العاشر    جهاد أزعور: توقعات بانخفاض التضخم في الشرق الأوسط بنهاية عام 2024    مديرة صندوق النقد الدولي: الديون أحد أكبر مخاطر اقتصادات العالم    أستون فيلا يحافظ على «بريق البريميرليج» ببطولات أوروبا    عاجل.. أولى تصريحات كلوب بعد إقصاء ليفربول من الدوري الأوروبي    تعليق نهائي من أراوخو حول تجديد عقده مع برشلونة    كلوب بروج يعبر باوك ويضرب موعدا مع فيورنتينا في نصف نهائي دوري المؤتمر    إخماد حريق نشب بسيارة ملاكي على كورنيش الإسكندرية    أبرزهم ولاد رزق 3 واللعب مع العيال.. أعمال فنية ضخمة في موسم عيد الأضحى 2024    ياسمين عز ل باسم سمرة: بتحب ملامح الست الرمضانية ولا العيدية؟ (فيديو)    حكم صيام يوم الجمعة عند الفقهاء    الكشف على 1265 مواطنا بقافلة طبية بقرية كوم النصر في المحمودية    نصائح لتفادى تأثير أتربة رياح الخماسين على العين عند السفر    مصرع شاب وإصابة آخر انقلبت سيارتهما على طريق المطرية بورسعيد    عضو بشعبة الأجهزة الكهربائية: الوقت الحالي مناسب للشراء ولا أنصح بالتأجيل    لجنة الحكام: لو الأندية تضمن وجود مباريات بدون أخطاء من لاعبيها.. أضمن لهم مباريات بدون أخطاء تحكيمية    27 أبريل.. فريق «كايروكى» يحيى حفلا غنائيا فى تركيا    رسميا.. إلغاء مباريات الإعادة في كأس انجلترا سنة 2024    خالد الجندي ينصح السيدات باحتساب العمل في المطبخ منح إلهية.. لماذا؟ (فيديو)    رئيس «القومي للبحوث»: نحفز الباحثين على ابتكار «بدائل المستورد» ولدينا 90 ألف بحث منشور عالميا    بإيشارب وجنش حديدي.. طالب إعدادي يتخلص من حياته في سوهاج    الإفراج الجمركي.. قبلة حياة لإنعاش الاقتصاد ومحاصرة التضخم    أخبار الأهلي: قرار من "كاف" يهدد مشاركة الأهلي والزمالك في الدوري الأفريقي    بكري: تكتم شديد حول التغييرات الوزارية المقبلة.. واستمرار مدبولي في منصبه محل دراسة    تكريم سيد رجب وإسلام كمال وأحمد عرابي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    فيلم السرب.. تعرف على الأبطال وتوقيت العرض في السينمات    جار طباعة الأسئلة.. "تعليم الجيزة": أكثر من 2 مليون و500 ألف طالب يؤدون امتحانات نهاية العام    رئيس دفاع النواب: توافق مصر والبحرين يخدم المصالح الأخوية ويرسخ الأمن الإقليمي    علاقة في الظل تنتهي بجريمة.. فضيحة يوتيوبر خليجي بأكتوبر    مباحث المنزلة تضبط المتهم بإنهاء حياة مسن داخل إحدى الأفراح الشعبية ب الدقهلية    في طريقها إلى مصر.. كيف تتجنب رياح الخماسين وأضرارها؟    برنامج التعليم المتعدد يشارك في منتدى التعليم الفني التكنولوجي بالقاهرة    "بطلب جوارديولا".. نجم بايرن ميونخ على رأس اهتمامات مانشستر سيتي في الصيف    خالد الجندي ل الزوجات: اعتبرى إنك فى حالة عبادة بتأخدى عليها أجر    رئيس مدينة منوف يتابع الخدمات الطبية المقدمة للأشقاء الفلسطينيين    روسيا: مساعدات أمريكا «الاستعمارية» لكييف لن تغير الوضع ميدانيا    الشرقية.. إحالة 30 من العاملين المقصرين بالمنشآت الخدمية للتحقيق    جوتيريش: علينا التزام أخلاقي بدفع جهود التهدئة في الشرق الأوسط    وزارة التضامن تفتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية    وزير قطاع الأعمال: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ مشروعات التطوير وإعادة التشغيل    الأردن.. 7 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية وغذائية على قطاع غزة    «القومي لثقافة الطفل» يحتفل باليوم العالمي للتراث غدا    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    يسهل إرضاؤها.. 3 أبراج تسعدها أبسط الكلمات والهدايا    تعاون ثقافي بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البولندية    شوقي علام يفتتح أول معرض دولي بدار الإفتاء بالتعاون مع روسيا (صور)    طقس سئ.. غبار رملي على الطرق بالمنيا    تأجيل محاكمة حسين الشحات في واقعة ضرب الشيبي لجلسة 9 مايو    الحصول على تأشيرة عمل للمصريين في الكويت 2024.. تعرف على الشروط وطريقة استخراج التأشيرة    5 خطوط جديدة خلال الربع الأول من العام تستقبلها موانئ دبي العالمية السخنة    زاخاروفا: مطالب الغرب بتنازل روسيا عن السيطرة على محطة زابوروجيا ابتزاز نووى    وكيل الأزهر يتفقد التصفيات النهائية لمشروع تحدى القراءة في موسمه الثامن    وكيل صحة قنا يجتمع مديري المستشفيات لمناقشة اللائحة الجديدة وتشغيل العيادات المسائية    فى الجيزة.. التعليم تعلن جدول امتحان المستوى الرفيع والمواد خارج المجموع لطلاب النقل والإعدادية    "الوزراء" يوافق على تعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحاكم الاقتصادية    وثائق دبلوماسية مسربة.. البيت الأبيض يعارض الأمم المتحدة في الاعتراف بدولة فلسطينية    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    بيان عاجل من اتحاد جدة على تأجيل لقاء الهلال والأهلي في دوري روشن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر يستعرض إنجازات الملك سلمان في حفل بالقاهرة
نشر في الفجر يوم 24 - 01 - 2018

أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، عميد السلك الدبلوماسي العربي، حفلاً مساء اليوم بمقر السفارة بالقاهرة، بمناسبة ذكرى البيعة الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مقاليد الحكم في المملكة.
وألقى السفير قطان كلمة في الحفل، أكد فيها أن "مَا وَصِلَ إِلَيه الوَطَن الْحَبيبُ مِنْ تَطَوُّرٍ وَنَهْضَةٍ فِي كَافَّةِ المَجَالات في ظِلِّ الْقِيَادَةِ الرَّشيدَةِ لِخَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - يَحْفَظُهُ اللهُ - يَدْعُو لِلفَخْرِ وَالاِعْتِزَازِ".
وقال: "لَقَدْ أَثْبَتَ سَيِّدِي خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ أَنَّ المَمْلَكَةَ مُتَمَسِّكَةٌ بِالنَّهْجِ الَّذِي سَارَتْ عَلَيْهِ مُنْذُ تَأْسِيسِهَا عَلَى يَدِ المَلَكِ المُؤَسَّسِ عَبْدِ العَزِيز بِنْ عَبْد الرَحْمَنِ آلُ سَعُودَ - طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ -، وَعَلَى أَيْدِي أَبْنَائِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَهَجَ الإِسْلَامِ الصَّحِيحِ، وَالقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، كَمَا أَثْبَتَ أَنَّ التَّمَسُّكَ بِالثَّوَابِتِ لَا يَعْنِي رَفَضَ التَّجْدِيدِ وَالاِبْتِكَارِ، وَلَا يَعْنِي الخَوْفَ وَالتَّرَدُّدَ فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ بِمَا يَضْمَنُ مَصْلَحَةَ الفَرْدِ وَاِسْتِقْرَارَ المُجْتَمِعِ وَالاِنْطِلَاقَ بِالمَمْلَكَةِ نَحْوَ المُسْتَقْبَلِ".
وأضاف قائلا: (فِي العَاشِرِ مِنْ مَارِسِ عَامَ 2015م، أَثْنَاءَ اِسْتِقْبَالِهِ أُمَرَاءَ المَنَاطِقِ وَالعُلَماءَ وَالوُزَرَاءَ وَأَعْضَاءَ مَجْلِسْ الشُّورَى فِي قَصْرِ اليَمَامَةِ بِالرِيَاضْ، أَلْقَى خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - يَحْفَظُهُ اللهُ - خِطَابًا هامًا، حَدَّدَ فِيهِ مَلَامِحَ وَسِمَاتِ عَهدَهِ قَائِلًا: "لَقَدْ وَضَعْتُ نُصْبَ عَيْنِي مُوَاصَلَةُ العَمَلِ عَلَى الأُسُسِ الثَّابِتَةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَيْهَا هَذِهِ البِلَادُ المُبَارَكَةُ مُنْذُ تَوْحِيدِهَا، تَمَسُّكًا بِالشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ الغَرَّاء، وَحِفَاظًاً عَلَى وِحْدَةِ البِلَادِ. وَتَثْبِيتَ أَمنِهَا وَاِسْتِقْرَارِهَا، وَعَمَلًا عَلَى مُوَاصَلَةِ البِنَاءِ وَإِكْمَالِ مَا أَسَّسَهُ مَنْ سَبَّقُونَا مِنْ مُلُوكِ هَذِهِ البِلَادِ -رَحِمَهُمُ الله-، وَذَلِكَ بِالسَّعْيِ المُتَوَاصِلِ نَحْوَ التَّنْمِيَةِ الشَّامِلَةِ المُتَكَامِلَةِ وَالمُتَوَازِنَةِ فِي مَنَاطِقِ المَمْلَكَةِ كَافَّة، وَالعَدَالَةِ لِجَمِيعِ المُوَاطِنِينَ، وَإِتَاحَةِ المَجَالِ لَهُمْ لِتَحْقِيقِ تَطَلُّعَاتِهِمْ وَأَمَانِيهِمْ المَشْرُوعَةِ فِي إِطَارِ نُظُمِ الدَّوْلَةِ وَاِجْرَاءَاتِهَا. إِنَّ كُلَّ مَوَاطِنٍ فِي بِلَادِنَا وَكُلُّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ وَطنِنا الغَالِيَ هُوَ مَحَلُّ اِهْتِمَامِي وَرِعَايَتِي، فَلَا فَرْقَ بَيْنَ مُوَاطِنٍ وَآخَر، وَلَا بِيَنَ مِنْطَقَةٍ وَأُخْرَى، وَأَتَطَلَّعُ إِلَى إِسْهَامِ الجَمِيعِ فِي خِدْمَةِ الوَطَنِ").
وشدد على أنْ عَهدَ خَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ – يَحْفَظَهُ اللَّهُ – هُوَ عَهْدُ الإِنْجَازِ ... عهْدُ الْحَزْمِ وَالْعَزْمِ ... الْعَدْلِ وَالْمُسَاوَاةِ .. عَهْدُ الشَّفَّافِيَّةِ ... وَرُؤْيَتُهُ نَظِرَةٌ اِسْتِشْرافِيَّةٌ إِيجَابِيَّةٌ .. وَاِنْطِلَاقَةُ نَحوِ آفَاقِ الْمُسْتَقْبَلِ .. رُؤْيَةٌ تَسْمَحُ لِلْمُجْتَمَعِ بِالْاِسْتِفَادَةِ مِنْ قُوَّاهِ الْكَامِنَةِ .. اِنْطِلَاقًا مَنْ مَنْظُومَةِ مُعْتَقَدَاتِنَا الرَّاسِخَةِ .. سُعُودِيُّونَ وَسُعُودِيَّاتِ، وُصُولًا إلى غَايَة الْحُضورِ بَيْنَ الْأُمَمِ.
وأشار إلى أن "أَبْرَزَ مَا يُمَيِّزُ هَذِهِ الرُّؤْيَةَ، هُوَ الشُّمُولَ وَالطُّمُوحَ، الشُّمُولُ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَعُمَّ جَمِيعَ الأَفْرَادِ وَالمُؤَسَّسَاتِ، وَلَا يَقْتَصِرُ أَثَرُهُا عَلَى أَحَدٍ دُونَ آخَرَ أَوْ شَرِيحَةٍ مِنْ المُجْتَمَعِ عَلَى حِسَابِ أُخْرَى، والطُّمُوحُ، الَّذِي لَا يَقِفُ عِنْدَ وَاقِعٍ مَقْبُولٍ، بَلْ يَرْنُو إِلَى أَمْثِلَةٍ خَلَّاقَةٍ، تَرْتَقِي بِكُلِّ مُسْتَوَيَاتِ المَعِيشَةِ فِي الحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ.
وقال "إن هَذَا النَّوْعُ مِنْ الرُّؤَى يَحْتَاجُ إِلَى قَادَةٍ عِظَامٍ يَجْعَلُونَ مِنْ الفِكْرِ الاسْتِرَاتِيجِيِّ مَنْهَجًا فِي حَيَاتِهِمْ، وَأَدَاةً مِنْ أَدَوَاتِ صِنَاعَةِ التَّحَوُّلَاتِ، قَادَةً يَتَحَلَّوْنَ بِالحَزْمِ وَقْتَ النَّوَائِبِ، وَبِالصَّبْرِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، سِلَاحُهُمْ اِلْتِمَاسُ العَوْنِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسِيمَاهُمْ الحَزْمُ وَالعَزُمُ عَلَى اِتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّائِبَةِ، وَنَحْمَدُ اللهَ أَنَّ رَزَقَنَا سَيِّدِي خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، المَلِكَ سَلْمَانَ بِنْ عَبْد العَزِيز، أَهْلًا لِكُلِّ هَذِهِ المَزَايَا وَالصِّفَاتِ".
وتابع قائلا: "اليَوْمَ، تَعِيشُ المَمْلَكَةُ حَرَاكًا سِيَاسِيًا وَاِقْتِصَادِيًّا وَاِجْتِمَاعِيًّا، وَرَغْمَ أَنَّ مَطَالِبَ التَّغْيِيرِ تَأْتِي غَالِبًا مِنْ الطَّبَقَاتِ الوُسْطَى فِي المُجْتَمَعِ، إِلَّا أَنَّ الحَالَةَ السَّعُودِيَّةَ تَنْفَرِدُ، بِأَنْ الحَاكِمَ فِيهَا، يَسْبِقُ هَذِهِ المَطَالِبَ وَيُحَقِّقُهَا، وَلَيْسَ مِنْ قَبِيلِ المُبَالَغَةِ أَنْ نَقُولَ أَنَّ المَمْلَكَةَ العَرَبِيَّةَ السَّعُودِيَّةَ فِي عَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ تَعِيشُ لَحَظَاتٍ اِسْتِثْنَائِيَّةٍ، وَتَشْهَدُ تَحَوُّلَاتٍ غَيْرَ مَسْبُوقَةٍ نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ".
ونوه باستمرار "المَمْلَكَةِ فِي عَهْدِ مَلِيكِنَا المُفَدَّى - أَيَّدَهُ اللهُ - فِي وَضْعِ خِدْمَةِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ عَلَى رَأْسِ أَوَّلِويَّاتِهَا، فَقَدْ دَشَّنَ خَادِمُ الحرمين الشَّرِيفَيْنِ - يَحْفَظُهُ اللهُ - فِي العَامِ الأَوَّلِ مِنْ حُكْمِهِ الرَّشِيدِ، التَّوْسِعَةَ الثَّالِثَةَ لِلمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَالَّتِي تُعَدُّ أَكْبَرُ تَوْسِعَةٍ وَتَأْتِي اِمْتِدَادًا لِلتَوْسُعَاتِ التَّارِيخِيَّةِ السَّابِقَةِ، الَّتِي بَدَأَتْ بِأَمْرِ المَلْكِ المُؤَسِسِ - طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ -، لِتَصِلَ بِالطَّاقَةِ الاستِيعَابيّةِ لِلحَرَمِ المَكِّيِّ إِلَى نَحْوِ مِلْيُونَيْ مُصَلٍ، وَهِيَ تَوْسِعَةٌ ذَاتُ اِنْعِكَاسَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ عَلَى تَنْمِيَةِ مِنْطَقَةِ مَكَّةِ المُكَرَّمَةِ كَكُل، تَبْدَأُ بِالحَرَمِ المَكِّيِّ لِتَشْمَلَ مَجَالَاتٍ عِدَّةً عَلَى الصَّعِيدَيْنِ الاِقْتِصَادِي والخَدَمَاتِي، وهو المَشْرُوعُ الأَكْبَرُ، فِي تَارِيخِ المَسْجِدِ الحَرَامِ، حيث َتَشْمَلُ هَذِهِ التَّوْسِعَةُ وَالعَنَاصِرُ المُرْتَبِطَةُ بِهَا، مِلْيُونًا وَمِئَتَيْنِ وَتِسْعَةِ وَسِتِّينَ أَلْفِ مِتْرِ مَرْبَع".
وأشار إلى أنه تَمَّ البَدْءُ فِي مَشْرُوعِ تَأْهِيلِ بِئْرِ زَمْزَمَ الَّذِي يَتَكَوَّنُ مِنْ قِسْمَيْنِ، حَيْثُ يَقُومُ القِسْمُ الأَوَّلُ عَلَى اِسْتِكْمَالِ إِنْشَاءِ عَبَّارَاتِ الخِدْمَاتِ الخَاصَّةِ بِزَمْزَمَ، ويَأْتِي القِسْمُ الثَّانِي بِاِسْتِكْمَالِ المَرْحَلَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ تَعْقِيمِ وَمُعَالَجَةِ البِيئَةِ الخَاصَّةِ بِالمَنَاطِقِ المُحِيطَةِ بِبِئْرِ زَمْزَمَ، كما بَدَأَت الرِّحْلَاتُ التَّجْرِيبِيَّةُ لِقِطَارِ الحَرَمَيْنِ السَّرِيعِ، لِمَسَارٍ يَبْلُغُ طُولُهُ أَرْبَعِمِائَةً وَخَمْسِينَ كِيلُومِتْرًا، اِنْطِلَاقًا مِنْ مَحَطَّةِ "المَدِينَة المُنَوَّرَة"، وُصُولًا إِلَى مَحَطَّةِ الرُّكَّابِ فِي "مَكَّة المُكَرَّمَة"، بِهَدَفِ تَوْفِيرِ وَسِيلَةَ نَقْلٍ آمِنَةٍ وَسَرِيعَةٍ لِلحُجَّاجِ وَالمُعْتَمِرِينَ بَيْنَ المَدِينَتَيْنِ المُقَدَّسَتَيْنِ خِلَالَ مَوَاسِمِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية قال السفير قطان في كلمته إنه "وَفِي ظِلِّ التَّحَدِّيَاتِ الاسْتِرَاتِيجِيَّةِ وَالتَّهْدِيدَاتِ الأَمْنِيَّةِ وَالاِضْطِرَابَاتِ السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ عَالَمنَا العَرَبِيِّ، فَإِنَّ السِّيَاسَةَ الخَارِجِيَّةَ لِلمَمْلَكَةِ تَتَّسِمُ بِالعَقْلَانِيَّةِ وَالمُوَاجَهَةِ المُبَاشِرَةِ لِلأَزَمَاتِ وَالفَهْمِ الدَقِيقِ لِقَوَاعِدِ السِّيَاسَةِ الدُّوَلِيَّةِ، وَهُوَ مَا أَدَّى لِلحُضُورِ الدُّوَلِيِّ لِلمَمْلَكَةِ وَهِيَ تَسْعَى لِفَتْحِ قَنَوَاتِ التَّوَاصُلِ وَاِحْتِوَاءِ الأَزَمَاتِ، وَقَدْ عَكَسَتْ زِيَارَاتُ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الخَارِجِيَّةِ مَكَانَةُ المَمْلَكَةِ وَثِقلَهَا بِحَيْثُ أَكَّدَتْ أَنَّ المَمْلَكَةَ رَقْمٌ لَا يُمْكِنُ تَجَاهُلُهُ فِي مُعَادَلَاتِ مِنْطَقَتِنَا المُلْتَهِبَةِ، مؤكدا أن الهَدَف الأَسْمَى لِلرِّيَاضِ هُوَ حَلْحَلَةُ المَلَفَّاتِ العَالَمِيَّةِ العَالِقَةِ وَدَفْعُهَا نَحْوَ الانفراج السِّيَاسِيِّ، كَمَا أَنَ عُضْوِيَّتَهَا فِي مَجْمُوعَةِ العِشْرِين تَعْكِسُ الدَّوْرَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ تَلْعَبَهُ المَمْلَكَةُ فِي رَسْمِ السِّيَاسَاتِ الاِقْتِصَادِيَّةِ العَالَمِيَّةِ.
وأضاف: "فَمُنْذُ تَوَلِّيهِ - حَفِظَهُ اللهُ - مَقَالِيدَ الحُكْمِ فِي أَوَائِلِ عَامِ 2015م، سَطْرَ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ المَلِكُ سَلْمَانُ بِنْ عَبْد العَزِيز العَدِيدَ مِنْ الإِنْجَازَاتِ مَحَلِيًّا وَدَوْلِيًّا، وَأَصَدَرَ قَرَارَاتٍ حَاسِمَةً وَإِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةً عَلَى الصَّعِيدَيْنِ الدَّاخِلِيِّ وَالخَارِجِيِّ، مِنْ أَهَمِّهَا إِعْلَانُ "عَاصِفَةٌ الحَزْمِ" وَعَمَلِيَّةُ "إِعَادَةُ الأَمَلِ" فِي اليَمَنِ لِلحِفَاظِ عَلَى الشَّرْعِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ وَحِمَايَةِ حُدُودِ البِلَادِ مِنْ الأَطْمَاعِ الحُوثِيَّةِ وَالإِيرَانِيَّةِ. وَاِسْتَطَاعَتْ المَمْلَكَةُ أَنْ تُوَحِّدَ الصُّفُوفَ العَرَبِيَّةَ وَالإِسْلَامِيَّةَ لِمُوَاجَهَةِ المَدِّ الإِيرَانِيِّ فِي المِنْطَقَةِ".
وتابع قائلا: "وَاِسْتِمْرَارًا لِلدَّوْرِ القِيَادِيِّ، إِقْلِيمِيًّا وَدَوْلِيًّا، لِلمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ بِقِيَادَةِ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، اِسْتَضَافَتْ المَمْلَكَةُ ثَلَاثَ قِمَمٍ سِيَاسِيَّةٍ هَامَّةٍ، وَهِيَ القِمَّة "السَّعُودِيَّةُ - الأَمْرِيكِيَّةُ" وَقِمَّةُ "دُوَلِ مَجْلِسِ التَّعَاوُنِ لِدُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبِيَةِّ وَالوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ" وَالقِمَّةُ "العَرَبِيَّةُ - الإِسْلَامِيَّةُ - الأَمْرِيكِيَّةُ"، وَالَّتِي شَهِدَتْ اِنْطِلَاقَ أَوَّلَ مَرْكَزٍ عَالَمِيٍّ لِمُكَافَحَةِ الفِكَرِ المُتَطَرِّفِ، مِمَّا يُعَزِّزُ دَوْرَ المَمْلَكَةِ المِحْوَرِيِّ فِي تَعْزِيزِ الأَمْنِ وَالسَّلَامِ فِي المِنْطَقَةِ العَرَبِيَّةِ وَالعَالَمِ أَجْمَع. كَمَا سَتَسْتَضِيفُ المَمْلَكَةُ فِي الرِّيَاضِ القِمَّةَ العَرَبِيَّةَ التَّاسِعَةَ والعِشْرين في مَارِسِ عَامَ 2018م، وَالقِمَّةَ العَرَبِيَّةَ - الأَفْرِيقِيَّةَ فِي عَامِ2019م".
واستطرد: "وَيَحَرِّصُ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - حَفِظَهُ اللهُ - كُلَّ الحِرْصِ عَلَى تَعْزِيزِ التَّعَاوُنِ بَيْنَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ وَدُوَلِ العَالَمِ كافةَ، وَيَضَعُ –أَيَّدَهُ اللهُ- القَضِيَّةَ الفِلَسْطِينِيَّةَ فِي أَوْلَوِيَّاتِ اِهْتِمَامَاتِهِ حَيْثُ تَظَلُّ القَضِيَّةُ الفِلَسْطِينِيّةُ هي قَضِيَّةُ العَرَب المَرْكَزِيَّةُ وسَتَسْتَمِرُّ المَمْلَكَةُ فِي تَبَّنِيهَا وَدَعْمِهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ الدَّوْلَةُ الفِلَسْطِينِيَّةُ المُسْتَقِلَّةُ وَعَاصِمَتُهَا القُدْسُ الشَّرْقِيَّةُ".
وأكد أنه "وَحِرْصًا عَلَى تَعْزِيزِ عَلَاقَاتِ المَمْلَكَةِ مَعَ دُوَلِ العَالَمِ، زَارَ المَلِكُ سَلْمَانُ بِنُ عَبْدُ العَزِيز أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينِ دَوْلَةً مُنْذُ تَسَلُّمِهِ الحُكْمَ، كَمَا اِسْتَقْبَلَ مَا يَزِيدُ عَلَى مَائةٍ وثَلَاثِينِ قَائِدًا وَزَعِيمًا تَبَاحَثَ وَتَشَاوَرَ مَعَهُمْ حَوْلَ قَضَايَا المِنْطَقَةِ والعَالَّم بِأسْرِهِ حَتَّى أَضْحَتْ الرِّيَاضُ عَاصِمَةً لِلقَرَارِ العَرَبِيِّ وَالدُّوَلىِّ".
وأشار إلى أنه "وَاِنْطِلَاقًا مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهَا الدِّينِيَّةِ وَالتَّارِيخِيَّةِ، بَذَلَتْ المَمْلَكَةُ جُهُودًا كَبِيرَةً لِلتَّعَاطِي مَعَ الأَزَمَاتِ وَالصِّرَاعَاتِ الَّتِي تَشْهَدُهَا المِنْطَقَةُ وَالعَالَمُ، فَلَمْ تَدَّخِرْ جُهْدًا مَعنَوِياً ومَادِياً فِي تَقْدِيمِ كَافَّةَ أَشْكَالِ الدَّعْمِ لِلشُّعُوبِ المَنْكُوبَةِ، وَحَثِ المُجْتَمَعَ الدَّوْلِيَّ عَلَى القِيَامِ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ التَّارِيخِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ لِرَفْعِ المُعَانَاةِ عَنْ هَذِهِ الشُّعُوبِ".
ونوه بأنه "وَفِي عَالَمٍ يُصَارِعُ كُلَّ هَذِهِ المَخَاطِر، أَخْذَ - يَحْفَظُهُ اللهُ - زِمَامَ المُبَادَرَةِ وَالعَمَلِ عَلَى خَلْقِ نَمُوذَجٍ تَقْتَدِي بِهِ البِلَادُ الأُخْرَى فِي التَّصَدِّي لِتَحَدِّيَاتِ هَذَا العَصْرَ، فَبَاتَ تَصْحِيحُ صُورَةَ دَيْنِنَا الْحَنِيفِ، مِنْ أَهَمِّ أَهْدَافِ المَمْلَكَةِ فِي العَهْدِ الزّاهِرِ لِسَيّدِي خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَأَصْبَحَتْ دَعْوَةُ الجَمِيعِ لِرُؤْيَةِ دِيْنَ السَّلَامِ وَالرَّحْمَةِ وَالوَسَطِيَّةِ وَالاِعْتِدَالِ، هِيَ القَضِيَّةُ الأَقْرَبُ لِقَلْبِهِ، وَالَّتِي تَحْظَى بِرِعَايَتِهِ الخَاصَّةِ وَمُتَابَعَتِهِ المُسْتَمِرَّةِ، وَلِذَا، فَقَدْ كَانَ لِمُحَارَبَةِ الإِرْهَابِ وَالتَّطَرُّفِ الدِّينِيِّ مَكَانَةً هَامَّةً وَمُمَيِّزَةً لَدَى خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - حَفِظَهُ اللهُ - وَتَصَدَّرَتْ المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السَّعُودِيَّةُ دُوَلَ العَالَمِ فِي مُكَافَحَةِ الإِرْهَابِ، وَاِلْسَعِي نَحْوَ القَضَاءِ التَّامِ عَلَى كُلِّ صُوَرِهِ وَأَشْكَالِهِ".
وأوضح أن المَمْلَكَة أَعْطَتْ مُكَافَحَةَ تَمْوِيلِ الإِرْهَابِ أَوْلَوِيَّةً قُصْوَى، وَبَذَلَتْ فِي هَذَا الصَّدَدِ جُهُودًا كَبِيرَةً عَلَى المُسْتَوَى التَّشْرِيعِيِّ وَالقَضَائِيِّ وَالتَّنْفِيذِيِّ، كَمَا تَبَنَّتْ إِسْتِرَاتِيجِيَّةً جَدِيدَةً لِلدِّفَاعِ الوَطَنِيِّ، تَمَّ التَّصْدِيقُ عَلَيْهَا مِنْ قِبَلِ مَجْلِسِ الوُزَرَاءِ أَوَّلَ العاَمِ الحَالِيِّ، كَمَا أَصْدَرَتْ الكَثِيرَ مِنْ التَّعْلِيمَاتِ وَالقَوَانِينَ الْرَادِعَةِ، وَاِتَّخَذَتْ عِدَّةَ إِجْرَاءَاتٍ وَتَدَابِيرَ عَاجِلَةٍ وَمُسْتَمِرَّةٍ لِتَجْرِيمِ تَمْوِيلِ الإِرْهَابِ.
وقال: "أَمْنِيًّا، لَمْ تَتَوَقَّفْ مَسَاعِ المَمْلَكَةِ عِنْدَ صِيَانَةِ أَمْنِهَا وَاِسْتِقْرَارِهَا الدَّاخِلِيِّ، وَالقَضَاءِ بِصُورَةٍ شِبْهِ نِهَائِيَّةٍ عَلَىَ كُلِّ مَا يُهَدِّدُ مُوَاطِنِيهَا وَمُؤَسَّسَاتِهَا مِنْ أَعْمَالِ هَذِهِ الجَمَاعَاتِ الضَّالَّةِ، وَالبَقَاءِ فِي حَالَةِ يَقْظَةٍ أَمْنِيَّةٍ وَشَعْبِيَّةٍ كَامِلَةٍ مِنْ أَجْلِ رَصْدِ وَمُتَابَعَةِ مُخَطَّطَاتِ هَذِهِ الجَمَاعَاتِ، بَلْ اِمْتَدَّتْ جُهُودُ المَمْلَكَةِ لِصِيَاغَةِ وَصِنَاعَةِ تَحَالُفَاتٍ عَرَبِيَّةً وَإِسْلَامِيَّةً، وَالمُشَارَكَةِ فِي تَحَالُفَاتٍ دُوَلِيَّةٍ، لِحِمايَةِ الأَمْن العَرَبِي وَالإِسْلَامِيّ وَالعَالَمِيّ مِنْ مَخَاطِرِ هَذِهِ الفِئَةِ الضَّالَّةِ، وَمُؤَامَرَاتِهَا، وَقَدْ كَانَ إِنْشَاءُ التَّحَالُفِ الإِسْلَامِيِّ العَسْكَرِيِّ بِدَعْوَةٍ مِنْ المَمْلَكَةِ، وَاحِدَةً مِنْ الخُطُوَاتِ الَّتِي حَظِيَتْ بِرِعَايَةٍ كَامِلَةٍ مِنْ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلَّى عَهْدِهِ الأَمِينْ - يَّحْفَظَهُمَا اللهُ -، بِهَدَفِ التَّأْكِيدِ عَلَى سَمَاحَةِ الإِسْلَامِ وَبَرَاءَةِ الدُّوَلِ الإِسْلَامِيَّةِ مِنْ تُهَمِ رِعَايَةِ الإِرْهَابِ وَتَمْوِيلِهِ، كُمَا أُقِيمَ مَرْكَزُ عَمَلِيَّاتٍ مُشْتَرَكَةٍ فِي الرِيَاضِ لِتَنْسِيقِ وَدَعَمِ العَمَلِيَّاتِ العَسْكَرِيَّةِ لِمُكَافَحَةِ الإِرْهَابِ وَلِتَطْوِيرِ البَرَامِجِ وَالآلِيَّاتِ اللَّازِمَةِ لِدَحْرِهِ، هَذَا، بِالإِضَافَةِ إِلَى تَقْدِيمِ المَمْلَكَةِ لِمِنْحَةٍ قَدْرُهَا 100 مِلْيُونِ دُولَارٍ أَمْرِيكِيٍّ فِي عَام 2014م، لِإِنْشَاءِ مَرْكَزِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ لِمُكَافَحَةِ الإِرْهَابِ".
واستعاد فِي هَذَا الصَّدَدِ، كَلِمَاتِ المَلَكِ سَلْمَانَ بِنْ عَبْد العَزِيز فِي اِفْتِتَاحِ المُؤْتَمَرِ الإِسْلَامِيِّ العَالَمِيِّ لِمُكَافَحَةِ الإِرْهَابِ الَّذِي عَقَدَتَهُ رَابِطَةُ العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ فِي مَكَّةِ المُكَرَّمَةِ عَامِ 2016م، حَيْثُ قَالَ - حَفِظَهُ الله - "إِنَّ الأُمَّةَ الإِسْلَامِيَّةَ يُهَدَّدُهَا تَغَوٌلُ الإِرْهَابِ المُتَأَسْلِمِ بِالقَتْلِ وَالغَصْبِ وَالنَّهْبِ وَأَلْوَانٍ شَتَّى مِنْ العُدْوَّانِ الآثِمِ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَرْجَاءِ، جَاوَزَتْ جَرَائِمُهُ حُدُودَ عَالَمِنَا الإِسْلَامِيِّ، مُتَمَتْرِسًا بِرَايَةِ الإِسْلَامِ زُورًا وَبُهْتَانًا وَهُوَ مِنْهُ بَرَاءْ".
وأشار إلى أنه وعلى المستوى الفكري، تَبَنَّتْ المَمْلَكَةُ إِسْتِرَاتِيجِيَّةً فِكْرِيَّةً، وَفِي ضَوْئِهَا أَنْشَأَتْ المَمْلَكَةُ فِي عَهْدِ سَيِّدَيْ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، المَرْكَزَ العَالَمِيَّ لِمُكَافَحَةِ الفِكَرِ المُتَطَرِّفِ (اِعْتِدَال)، بِمُشَارَكَةِ قَادَةِ خَمْسٍ وخَمْسِين دَوْلَةٍ فِي العَالَمِ، وَتَسْتَضِيفُ مَدِينَةُ الرِّيَاضِ مَقَرَّهُ الرَّئِيسِيّ، كَمَا أَطْلَقَ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - حَفِظَهُ الله - مَرْكَزَ الحَرْبِ الفِكْرِيَّةِ التَّابِعِ لِوِزَارَةِ الدِّفَاعِ، وَيَرْأَسُ مَجْلِسَ أُمَنَائِهِ صَاحِبِ السُمُوِّ الملكي الأَمِيرِ مُحَمَّد بِنْ سَلْمَان بِن عَبد العَزِيز وَلِيُّ العَهْدِ نَائِبُ رَئِيسِ مَجْلِسِ الوُزَرَاءِ وَزِيرُ الدِّفَاعِ - يَحَفَظَهُ الله -.
وقال إن مَرْكَزُ الحَرْبِ الفِكْرِيَّةِ يأتي فِي إِطَارِ اِهْتِمَامِ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ بِتَفْعِيلِ رِسَالَةِ الإِسْلَامِ وَالسَّلَامِ فِي العَالَمِ والَّتِي تَمَخَّضَ عَنْهَا إِنْشَاءُ "مَرَكَّزُ المَلِكِ سَلَّمَانِ لِلسَّلَام العَالَمِيِّ"، بِالتّعَاوُنِ مَعَ مَرْكَزِ الأَمْنِ وَالدِّفَاعِ فِي وِزَارَةِ الدِّفَاعِ المَالِيزِيَّةِ، وَجَامِعَةِ العُلُومِ الإِسْلَامِيَّةِ المَالِيزِيَّةِ، وَرَابِطَةِ العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ.
ولفت إلى أنه وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، بَادَرَتْ المَمْلَكَةُ، تَحْتَ رِعَايَةِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، بِخُطْوَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ فِي مَجَالِ تَجْدِيدِ الخِطَابِ الدِّينِيِّ، عَبْرَ إِنْشَاءِ "مَجْمَعُ الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ"، بِغَرَضِ التَّدْقِيقِ فِي اِسْتِخْدَامَاتِ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَحَذْفِ النُّصُوصِ الكَاذِبَةِ وَالمُتَطَرِّفَةِ، وَتِلْكَ الَّتِي تَتَعَارَضُ مَعَ تَعَالِيمِ الإِسْلَامِ وَتُبَرِّرُ اِرْتِكَابَ الجَرَائِمِ وَالقَتْلَ.
وبين أنه "وَعَلَى الصَّعِيدِ الاِقْتِصَادِيِّ، أَدْرَكَ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ، حَجْمَ التَّحَدِّيَاتِ الَّتِي يُوَاجِهُهَا الاِقْتِصَادُ السَّعُودِيُّ، بِسَبَبِ تَذَبْذُبِ أَسْعَارِ النَّفْطِ، فَقَرَّرَ أَنْ يُعِيدَ بِنَاءَ اِقْتِصَادِ البِلَادِ، وَتَنْوِيعَ مَوَارِدِهِ الاقْتِصَادَّيةِ، وَتَنْمِيَةَ القِطَاعِ الخَاصِّ، وَسَعَى لِإِقَامَةِ شَرَاكَاتٍ اِقْتِصَادِيَّةٍ مَعَ قِوًى كُبْرَى مِثْلَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ وَرُوسِيَا وَالصِّينِ، حيث شَهَدَ العَامُ المِيلادِي الجَدِيد 2018 صدور أَكْبَرَ مِيزَانِيةُ إنفَاقٍ عَامٍ في تَاريخِ المَّملَكَةِ مُنْذُ تأسيسها مِن أجْلِ مُوَاصَلَّةِ جُهُودِ التَنمِيَةِ والاستِثْمَار والتَّطوِير وتَحقِيقِ أهْدَافِ "رؤية 2030"، والتي تَهْدُف في المَقام الأوَّل لِدَّعْمُ وَرَّفْعُ مُستَوَى رَفَاهِيَةُ المَعِيشَّةِ للمُوَاطِن السُعُودِي.
وأكد أنه وفي هذا الصَدَّدْ، نَفَّذَت حُكُومَّةُ المَملَكَةُ عَدَدَاً مِن التَدَابِيرِ الجَدِيدَةِ لِتَنوِيعِ مَصَادِرِ الدَّخْلِ والتَّقلِيلِ مِّنَ الإعتِمَادِ عَلَى الإيرَادَاتِ النِفْطِيَةِ، وَوَضَعَتْ الخُطَطُ الاِقْتِصَادِيَّةَ فِي اِعْتِبَارِهَا تَوْفِيرَ فُرَصِ العَمَلِ المُنَاسِبَةِ لِشَبَابِ الوَطَنْ، وأُعْلِنَت المَشْرُوعَاتُ غَيْرُ التَّقْلِيدِيَّةِ وَالعِمْلَاقَةُ مِثْلُ مَشْرُوعِ نيوم، وَمَشْرُوعِ الفيصلية، وَمَشْرُوعِ البَحْرِ الأَحْمَرِ، وَهِيَ مَشْرُوعَاتٌ تُتِيحُ الفُرْصَةَ لِلاِسْتِثْمَارِ فِي المَجَالَاتِ المُتَقَدِّمَةِ.
وأشار إلى إعلان المملكة عَنْ إِطْلَاقِ بِرْنَامِجِ "حِسَابِ المُوَاطِنِ المُوَحَّدِ"، وَهُوَ حِسَابٌ بَنْكِيٌّ يَسْتَقْبِلُ فِيهِ المُوَاطِنُ الدَّعْمَ المَادِّيَّ المُبَاشِرَ عَلَى حَسْبِ الحَالَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ، بِقِيمَةٍ إجْمَالِيةٍ اثْنَّينِ وَنِصْفِ مِليارِ ريالٍ شَهرِيَاً، وَذَلِكَ لِإِيجَادِ التَّوَازُنِ الاِقْتِصَادِيِّ الَّذِي يَهْدُفُ إِلَى دَعْمِ ذَوِي الدَّخْلِ المُنْخَفِضِ وَالمُتَوَسِّطِ وَفَوْقَ المُتَوَسِّطِ، وَعَدَمِ تَأْثُرِهمْ بِخُطَّةِ الدَّوْلَةِ الطَّمُوحَةِ الَّتِى تَضَمَّنَهَا بِرْنَامِجُ التَّحَوُّلِ الوَطَنِيِّ 2020 وَرُؤْيَةُ 2030، وَالضَّامِنَةِ لِإِحْدَاثِ إِصْلَاحَاتٍ اِقْتِصَادِيَّةٍ.
ونوه بالأمر الملكي الذي "أصدره خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ مُنْذُ أسْبُوعَّين فَقَط، لِلتَّخْفِيفِ عَلَى أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ، حَيْثُ قَرَّرَ صَرْفَ بَدَلَ غَلَاءِ مَعِيشَةٍ قَدْرِهُ أَلْفُ رِيَالٍ، مَا يُعَادِلُ 267 دُولَاراً أَمْرِيكِياً، لِلمُوَاطِنِينَ مِنْ المُوَظَّفِينَ المَدَنِيِّينَ وَالعَسْكَرِيِّينَ بِشَكْلٍ شَهْرِيٍّ لِمُدَّةِ سَنَةٍ، وَكَذَلِكَ صَرَفَ 5000 رِيَالٍ لِلعَسْكَرِيِّينَ فِي الحَدِّ الجَنُوبِيِّ وَ 10% زِيَادَةً فِي مُكَافآتِ الطُّلَّابِ وَالطَّالِبَاتِ وَ500 رِيَالٍ بَدَلَ غَلَاءِ مَعِيشَةٍ لِلمُتَقَاعِدِينَ وَمَنْسُوبِي الضَّمَانِ الاِجْتِمَاعِيِّ، كَمَا أَمْرَ - يَحْفَظُهُ اللهُ - بِتَحَمُّلِ الدَّوْلَةِ ضَرِيبَةَ القِيمَةِ المُضَافَةِ بِمَا لَا يَزِيدُ عَنْ مَبْلَغِ 850 أَلْفِ رِيَالٍ لِشِرَاء الَمَسْكَنِ الأَوَّلِ. (إرتجال – بتكلفة 50 مليار ريال أي أكثر من 13 مليار دولار)".
وواصل السفير قطان استعراض مسيرة خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الثلاث قائلا: "وَقَدْ اخْتَارَ خَادِمُ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، بِبُعْدِ نَظَرِهِ، صَاحِبَ السُّمُوِّ الملكيِّ الأميرَ مُحَمَّد بِنْ سَلْمَان بِنْ عَبْدالعَزِيز وَلَّيَا لِلعَهْدِ، لِيَنْطَلِقَ بِالبِلَادِ إِلَى مَرْحَلَةٍ تَنْمَوِيَّةٍ جَدِيدَةٍ، عَنَاصِرُهَا الإِنْسَانُ وَالأَمْنُ وَالرَّفَاهِيَةُ، وَقَدْ أَعْلَنَ وَلِيُّ العَهْدِ مُؤَخَّرًا عَنْ إِطْلَاقِ مَشْرُوع "نيوم" العِمْلَاقِ، الَّذِي يَسْعَى لِيُصْبِحَ مَكَانًا يَجَمَعُ أَفْضَلَ العُقُولِ وَالشِّرْكَاتِ مَعًا لِتَخْطِي حُدُودَ الاِبْتِكَارِ إِلَى أَعْلَى المُسْتَوَيَاتِ. وَقَدْ تَمَّ تَصْمِيمُ هَذِهِ المِنْطَقَةِ الخَاصَّةِ لِتَتَفَوَّقَ عَلَى المُدُنِ العَالَمِيَّةِ الكُبْرَى مِنْ حَيْثُ القُدْرَةِ التَّنَافُسِيَّةِ وَنَمَطِ المَعِيشَةِ إِلَى جَانِبِ الفُرَصِ الاِقْتِصَادِيَّةِ المُتَمَيِّزَةِ، إِذْ مِنْ المُتَوَقَّعِ أَنْ تُصْبِحَ مُرَكَّزًا رَائِدًا لِلعَالَمِ بَأسِرِهِ".
وتابع بالقول: "وَتَسْتَمِّرُ مَسِيرَّةُ التَنْمِيَةْ، حَيثُ سَجَلَّتْ المَّمْلَكَة أعْلَى إِنْتَاجٌ للمِيَاهُ المُحَلاةُ فِي العَالَّمْ، بِإِجْمَالِي خَمْسَةُ مَلاَيِيِنُ مِتْرُ مُكَعَّبْ يَوْمِيًا، مُحَّطِمَةً الرَقَمُ السَابِقُ لَهَا البَالِغُ 4.2 مَلايِينُ مِتْرُ مُكَعَّبْ، حَيِثُ اسْتَطَاعَّتُ المُؤسَسَةُ العَاَمَةُ لِتَحْلِيَةِ المِيَاهُ بِالْمَمْلَكَّة، رَفْعُ إِنْتَاجُهَا خِلالَ عَامٍ وَاحِدٍ بِأَكْثَرَ مِنْ مِليُونِ مِتْرٌ مُكَعَّبْ، وَهُوَ مَا يُعَادِلُ تَقرِيبَاً إِنْشَاءُ مَحَطَّةُ تَحْلِيَّةٌ جَدِيدَةٌ بِقِيمَةُ عَشْرَةُ مِلْيَارَاتُ رِيالُ، أَيْ مَا يُعَادِلُ 2.67 مِلْيَارُ دُولارْ، وَبِدُوُنِ أَيْ تَكَالِيِفُ رَّأْسِ مَالِيَةٍ جَدِيدَةٍ".
وأردف قائلا: "وَفِي ظِلِّ رُؤْيَةِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ - رَعَاهُ اللهُ - لِمَسِيرَةِ التَّنْمِيَةِ الشَّامِلَةِ، يُمْكِنُنَا فَهْمَ دَعْمِهِ لِمَسِيرَةِ المَرْأَةِ السَّعُودِيَّةِ، لِإِدْرَاكِهِ - حَفِظَهُ الله - أَنَّهَا صَانِعَةُ الأَجْيَالِ، وَأَنَّهَا نِصْفُ المُجْتَمَعِ; فَكَانَ لَابُدَّ مِنْ فَتْحِ كُلَ المَجَالَاتِ لَهَا لِخِدْمَةِ وَطَّنَهَا بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَهُوَ مَا جَاءَتْ به رُؤْيَةَ المَمْلَكَةِ "2030"، الَّتِي تَهْدُفُ لِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ مَدَنِيَّةٍ، عَصْرِيَّة، فَاليَوْمَ المَرْأَةُ السَّعُودِيَّةُ تَقُودُ... تَقُودُ بِرِيَادَتِهَا وَبِعَمَلِهَا الجَادِ وَخِدْمَتِهَا لِوَطَنِهَا فِي كَافَّةِ المَجَالَاتِ".
وأكد أنه ومُنْذُ اليَوْمَ الأَوَّلَ لِعَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، ظَهَرَتْ المَرْأَةُ السَّعُودِيَّةُ فِي مَرَاسِمِ البَيْعَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ مُؤَشِّرًا لِلدَّوْرِ الكَبِيرِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ مَلِيكِنُا مِنْ مُسَاهَمَاتِهَا، وَقَدْ حَقَّقَتْ المَرْأَةُ السَّعُودِيَّةُ نَجَاحَاتٍ كَبِيرَةً مَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى تَعَالِيمِ دِينِهَا الحَنِيفِ وهُوِيَّتِهَا، وليس أدل على ذلك سوى مشاركتها في تحمل مسئوليتها تجاه نهضة المجتمع السعودي، عبر تقلدها المناصب الرفيعة في مختلف المجالات".
وأشار إلى أنه "وَبِتَوْجِيهٍ مِنْهُ - يَحْفَظُهُ اللهُ - وَتَحْقِيقًا لَمَا جَاءَ فِي أَهْدَافِ رُؤْيَةِ 2030، مِنْ رَفْعِ نِسْبَةَ مُشَارَكَةِ المَرْأَةِ فِي سُوقِ العَمَلِ مِنْ 22% إِلَى 30%، حَظِيَّتْ المَرْأَةُ السَّعُودِيَّةُ بِاِهْتِمَامٍ كَبِيرٍ مِنْ مَجْلِسِ الشُّورَى وَأَعْضَائِهِ، حَيْثُ أَصْدَرَ المَجْلِسُ العَدِيدَ مِنْ القَرَارَاتِ وَالتَّشْرِيعَاتِ وَالتَّوْصِيَاتِ الَّتِي تُسْهِمُ بِشَكْلٍ فِعْلِّيٍ فِي تَمْكِينِ المَرْأَةِ فِي مَجَالِ العَمَلِ وَالتَّعْلِيمِ وَالحِفَاظِ عَلَى حُقُوقِهَا".
وفي ملف التعليم قال معاليه إن خَادِم الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ -أَيَّدَهُ اللهُ-، أولى التَّعْلِيمَ اِهْتِمَامَهُ وَعِنَايَتَهُ، وَتَبْنَّى إِسْتِرَاتِيجِيَّةً مُوَحَّدَةً لِلتَّعْلِيمِ تُسْهِمُ فِي تَحْقِيقِ أَهْدَافِ خُطَطِ تَنْمِيَةِ الدَّوْلَةِ بِشَكْلٍ عَامٍ، كَمَا أَصْدَرَ - يَحْفَظُهُ اللهُ - تَوْجِيهَاتَهُ بِدَمْجِ وَزَارَتَي التَّعْلِيمِ العَالِي وَالتَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ فِي وَزَارَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَوْحِيدِ الرُّؤَى وَالجُهُودِ لِلوُصُولِ إِلَى خِرِّيجٍ نَوْعِيٍّ يَخْدِمُ سَوَّقَ العَمَلِ، فَبَلَغَ مَا تَمَّ تَخْصِيصُهُ لِقِطَاعِ التَّعْلِيمِ العَامِّ وَالتَّعْلِيمِ العَالِي وَتَدْرِيبِ القِوَى العَامِلَةِ فِي مِيزَانِيَّةٍ هَذَا العَامَ مَا يُقَارِبُ 192 مِلْيَارِ رِيَالٍ، أَي مَا يُقَاَرِبُ 52 مِلْيَارِ دُولَارٍ، مُتَضَمِّنَةٍ مِيزَانِيَّةَ عَدَدٍ مِنْ المُبَادَرَاتِ لِبِرَامِجِ وَمَشَارِيعِ تَحْقِيقِ رُؤْيَةِ 2030، بِمَبْلَغِ 5 مِلْيَارَاتِ رِيَالٍ (أي ما يُقَارِّب 3ر1 مليار دولار).
ونوه بحرص خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَرِيفَّين عَلَى زِيَادَةِ أَعْدَادِ المُبتَعِثِينَ فِي الخَارِجِ لِلدِّرَاسَةِ، وَبَلَغَ عَدَدُ الطُلَّابِ المُبْتَعِثِينَ نَحْوَ 173 أَلْفِ طَالِبٍ وَطَالِبَةٍ، بِنَفَقَاتٍ تَجَاوَزَتْ 14.7 مِلْيَارِ رِيَالٍ سَنَويًّا، أَيٌّ مَا يُقَارِبُ 4 مِلْيَاراتِ دُولَارٍ، لافتا إلى أنه وَمِنَ الأَهْدَافِ الجَدِيدَةِ بِحُلُولِ "2030"، سَدُّ الفَجْوَةِ بَيْنَ مُخَرِّجَاتِ التَّعْلِيمِ العَالِي وَمُتَطَلَّبَاتِ سَوَّقِ العَمَلِ، وَتَطْوِيرُ التَّعْلِيمِ العَامِّ وَتَوْجِيهُ الطُّلَّابِ نَحْوَ الخَيَارَاتِ الوَظِيفِيَّةِ وَالمِهَنِيَّةِ المُنَاسِبَةِ، وَإِتَاحَةُ الفُرْصَةِ لِإِعَادَةِ تَأْهِيلِهِمْ وَالمُرُونَةً فِي التَّنَقُلِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ المَسَارَاتِ التَّعْلِيمِيَّةِ.
وَفِيمَا يَخُصُّ تَطْوِيرَ القِطَاعِ الصِّحِّيِّ فِي المَمْلَكَةِ قال معالي السفير قطان إنه فِي عَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ -أَيَّدَهُ اللهُ-، نَالَ هَذَا القِطَاعُ اِهْتِمَامَاتٍ غَيْرَ مَسْبُوقَةٍ; إِذْ تَمَّ تَخْصِيصُ 147 مِلْيَارِ رِيَالٍ فِي مِيزَانِيَّةِ العَام الحالي، أَي مَا يُقَارِبُ مِن 40 مِلْيَارِ دُولَارٍ، لِقِطَاعِ الصِّحَّةِ وَالتَّنْمِيَةِ الإِجْتِمَاعِيَّةُ، وقَّد شَهِدَت اِرْتِفَاعًا مَلْحُوظًا هَذَا العَامَ مُقَارَنَةً بِالعَامِ المَاضِي بِزِيَادَةٍ قَدْرُهَا 14 مِلْيَارِ رِيَالٍ، أي مَا يُقَارِّبُ 7ر3 مِليَار دُولار، كَمَا تَمَّ بِنَاءُ الصُّرُوحِ الطِّبِّيَّةِ العِمْلَاقَةِ بَدْءًا مِنْ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ الأَوَّلِيَّةِ، وَمُرُورًا بِالمُسْتَشْفَيَاتِ العَامَّةِ وَالمَرْكَزِيَّةِ، وَتَتْوِيجًا بِالمُدُنِ الطِّبِّيَّةِ وَالمُسْتَشْفَيَاتِ التَّخَصُّصِيَّةِ فَائِقَةِ التَّطَوُّرِ وَالتَّجْهِيزِ عَلَى أَحْدَثِ مَا أَنْتَجَتْهُ التِّكْنُولُوجِيَا فِي المَجَالِ الطِّبِّيِّ.
أَمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِتَعْزِيزِ رَفَاهِيَةِ المُوَاطِنِ، أوضح معاليه أن المَنْهَجَ الوَاضِحَ لِرُؤْيَةِ "2030" الَّذِي تَسِيرُ عَلَيْهِ المَمْلَكَةُ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ الاِزْدِهَارِ وَالنُّمُوِّ، أَنَّ المُوَاطِنَ هُوَ المِحْوَرُ الأَسَاسِيُّ لِلتَّنْمِيَةِ، يُشَارِكُ فِي أَنْشِطَتِهَا، وَيَكُونُ لَهُ النَّصِيبُ الأَكْبَرُ مِنْ مَرْدُودِهَا وَعَوَائِدِهَا، لِذَا، أَنْشَأَتْ حُكُومَةُ المَمْلَكَةِ "الهَيْئَةَ العَامَّةَ لِلتَّرْفِيهِ" لِتَقُومَ عَلَى تَنْظِيمِ وَتَنْمِيَةِ القِطَاعِ التَّرْفِيهِيِّ فِي المَمْلَكَةِ، وَتَوْفِيرِ الخِيَارَاتِ التَّرْفِيهِيَّةِ لِكَافَّةِ شَرَائِحِ المُجْتَمَعِ فِي كُلِّ مَنَاطِقِ البِلَادِ، حَيْثُ أُطْلَقَتْ عِدَّةُ بَرَامِجَ وَطَنِيَّةٍ وَفَعَّالِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةً لِلتَّمَاشِي مَعَ هَذِهِ الرُّؤْيَةِ. فَعَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، أَطْلَقَتْ "هَيْئَةُ التَّرْفِيهِ" البَرْنَامَجَ الوَطَنِيِّ "دَاعِمُ" الَّذِي يُسْهِمُ فِي تَحْسِينِ جَوْدَةِ الأَنْشِطَةِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ، وَنَظَّمَتْ العَدِيدَ مِنْ الحَفَلَاتِ الغِنَائِيَّةَ، وَعَمِلَّت عَلَى إِنْشَاءِ صَالَاتٍ لِلعَرْضِ السِّينِمَائِيِّ.
وبشأن الدور الخيري والإنساني لخادم الحرمين الشريفين قال معاليه: "الحَقُّ أَنَّ المَلِكَ سَلْمَانَ بِنْ عَبْد العَزِيز - رَعَاهُ اللهُ - يَحْمِلُ رَايَةَ العَطَاءِ وَالعَمَلِ الخَيْرِيِّ مُنْذُ أَنْ كَانَ أَمِيرًا لِمِنْطَقَةِ الرِّيَاضِ، وَمِنْ ذَلِكَ العِنَايَةُ بِذَوِي الاِحْتِيَاجَاتِ الخَاصَّةِ، وَرِعَايَةُ الأَيْتَامِ، وَإِعَانَةُ الفُقَرَاءِ، وَالوُقُوفُ مَعَ ضَحَايَا الكَوَارِثِ، وَإِنْصَافُ المَظْلُومِينَ".
وأضاف: "وَاِنْطِلَاقًاً مِنْ اِلْتِزَامِ المَمْلَكَةِ العَمِيقِ بِمُسَاعَدَةِ مُختَلَفِ دُوَلِ العَالَمِ سُواَء العَرَبِيَةِ أو الإسْلامِيَةِ أو الغربية عَلَى حَّدٍ سَوَاءٍ، تُقَدِّمُ المَمْلَكَةُ مُسَاعَدَاتِهَا دُونَ أَيِّ اِعْتِبَارٍ لِعِرْقٍ أَوْ دِيْنٍ، وَتَفْخَرُ بِسِجِلِهَا كَوَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ البُلْدَانِ مَانِحِي المَعُونَاتِ فِي العَالَمِ، مِنْ حَيْثُ الأَرْقَامِ المُطلِّقَةِ، وَكَنِسْبَةٍ مِنْ الدَّخْلِ القَوْمِيِّ الإِجْمَالِيِّ، عَلَى السَّوَاءِ،
وَاِتِّسَاقًاً مَعَ هَذِهِ المَبَادِئِ، تُقَدِّمُ المَمْلَكَةُ غَالِبِيَّةَ المُسَاعَدَاتِ عَلَى هَيْئَةِ مِنَحٍ، وَهُوَ نَهْجُ مَمْلَكَةِ الإِنْسَانِيَّةِ مُنذُ تَأسِيسِهَا، وَتَشْهَدُ هذه المُسَاعَدَاتُ زِيَادَةً كَبِيرَةً عامًا بعد عام". وتابع قائلا: "وَقَدْ تَوَّجَ سَيِّدِي خادَمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، الدُّورَ الخَيْرِيَّ وَالإِنْسَانِيَّ الَّذِي يَقُودُهُ بِإِعْلَانِهِ تَأْسِيسَ "مَرْكَزِ المَلِكِ سَلْمَان لِلإِغَاثَةِ وَالأَعْمَالِ الإِنْسَانِيَّةَ" وَهُوَ مَرْكَزٌ دُوَلِيٌّ رَائِدٌ لِإِغَاثَةِ المُجْتَمَعَاتِ الَّتِي تُعَانِي كَوَارِثَ بِهَدَفِ مُسَاعَدَتِهَا وَرَفْعِ مُعَانَاتِهَا، دُونَ تَمْيِيزٍ دِينِيٍّ أَوْ عِرْقِيٍّ أَوْ طَائِفِيٍّ، حَيْثُ يُقَدِّمُ المَرْكَزُ المُسَاعَدَاتِ فِي سَبْعٍ وثلَاثِين دَوْلَةً حَوْلَ العَالَمِ، وَقَدْ بَلَغَ عَدَدُ المَشَارِيعِ الَّتِي أُنْشِئَتْ حَتَّى الآنَ 257 مَشْرُوعًا خَيْرِيًّا بِتَكْلِفَةٍ إِجْمَالِيَّةٍ قَارَبَتْ 900 مِلْيُونِ دُولَارٍ أَمْرِيكِيٍّ. كَمَا أعلنَ المُتَحَدِّثُ الرَّسْمِيُّ لِمَرْكَزِ المَلَكِ سَلْمَان لِلإِغَاثَةِ أَنَّ حَجْمَ المُسَاعَدَاتِ الَّتِي قَدَّمَتْهَا المَمْلَكَةُ إِلَى اليَمَنِ خِلَالَ العَامَيْنِ الأَخِيرَيْنِ فَقَطْ، تَجَاوَزَ ثَمَانِ مِلْيَارَاتِ دُولَارٍ، شَمَلَتْ المُسَاعَدَاتِ الإِنْسَانِيَّةَ وَالإِغَاثِيَّةَ وَالتَّنْمَوِيَّةَ وَالحُكُومِيَّةَ، إِلَى جَانِبِ دَعَمِ البَنْكِ المَرْكَزِيِّ اليَمَنِيِّ بِثَلاثَّةِ مِليَاراتِ دُولار، آخِرهَا كَان الأُسْبُوعُ المَاضِي، بِمَّبلَّغِ إثنين مِليارِ دُولار".
وفي سياق كلمته نوه معالي السفير قطان بالمَكَانَة الْخَاصَّةَ لمِصرَ فِي وِجْدَانِ خادَمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَالَّتِي يَشْعُرُ بِهَا كُلُّ سَعُودِيٍّ وَمِصْريٍّ وَعَربَيّ، مستشهدا بما قاله -يَحْفَظُهُ اللهُ- فِي اِتِّصَالٍ هَاتِفِيٍّ تَلْقَاهُ مِنْ أَخِيهِ فَخَامَةِ الرَّئِيسِ عَبد الفَتَاح السِّيسِي – فِي فِبْرَايرِ 2015م: "إِنَّ وُقُوفَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ إِلَى جَانِبِ حُكُومَةِ وَشَعْبِ جُمْهُورِيَّةِ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ الشَّقِيقَةِ، وَمَوْقِفَ المَمْلَكَةِ تِجَاهَ مِصْرَ وَاِسْتِقْرَارَهَا وَأَمْنَهَا ثَابِتٌ لَا يَتَغَيَّرُ، وَأَنْ مَا يَرْبُطُ البَلَدَيْنِ الشَّقِيقَيْنِ نَمُوذَجٌ يُحْتَذَى بِهِ فِي العَلَاقَاتِ الاستراتيجية وَالمَصِيرِ المُشْتَرَكِ، وَأَنَّ عَلَاقَةَ المَمْلَكَةِ وَمِصْرَ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ مُحَاوَلَةٍ لتعكير العَلَاقَاتِ المُمَيِّزَةِ وَالرَّاسِخَةِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ الشَّقِيقَيْنِ".
وقال إنه "وَبِهَذِهِ المَقُولَةِ، حَفَرَ المَلِكُ سَلْمَانُ بِنْ عَبْد العَزِيز - أَعَزَّهُ اللهُ -، لِمِصْرَ مَكَانَةً خَاصَّةً فِي قَلْبِهِ وَوِجْدَانِهِ، لِيَنْتَهِجَ نَهْجَ وَالدِهِ المَّلِك المُؤَسِسْ - يَرحَمَهُ الله -، وَيَسْتَمَرَ فِي تَقْدِيمِ كَافَّةَ أَشْكَالِ الدَّعْمِ لِمِصْرَ وَشَعْبِهَا، وَحِينَ تَحَدَّثَ - يَحْفَظُهُ اللهُ - أَمَامَ البَرْلَمَانِ المِصْرِيِّ، خِلَالَ زِيَارَتِهِ فِي أَبْرِيلَ 2016، قَالَ: "إِنَّ القَنَاعَةَ الرَّاسِخَةَ لَدَى الشَّعْبَيْنِ السَّعُودِيِّ وَالمِصْرِيِّ، بِأَنَّ بَلَدَيْنَا شَقِيقَانِ مُتَرَابِطَانِ، هِيَ المُرْتَكَزُ الأَسَاسُ لِعَلَاقَاتِنَا عَلَى كَافَّةِ المُسْتَوَيَاتِ... وَقَدْ أَسْهَمَ أَبْنَاءُ مِصْرَ الشَّقِيقَةِ مُنْذُ عُقُودٍ طَوِيلَةٍ فِي مُشَارَكَتِنَا بِالعَمَلِ وَالتَّنْمِيَةِ وَالبِنَاءِ، وَلَا يَزَالُ بَلَدَهُمْ الثَّانِي المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السَّعُودِيَّةُ".
واختتم معاليه بالقول: "إنَّ ما استَعْرَضتُه اللَيْلَةُ ليسَ كافياً لِعَرْضِ كافَّةِ ما قَام بِه، سَيدي خادِمُ الحَرَمَّين الشَرِيفَّيْن المَلِكُ سَلمَانُ بن عبد العزيز آل سعود - يَحفَظَهُ الله - فالعَطاءُ لا حُدُودَ لَهُ، وهو أَهلٌ لِكُلِّ عَطَاءٍ لِدِينِهِ ثُمّ لِوَطَنِه وشَعْبِه والأُمَّتيْنِ، العَرَبيّةِ والإِسلَاميَّةِ، وهُو نِعمَ الأَبُّ ونِعمَ القائِدُ ونِعمَ المَلِيك، فَهَنِيئاً للشَعبِ السعودي بِمَلِيكِهِ وهَنِيئًا للمَلِكِ بشَعْبِهِ الوَفِيّ، الذِي يُجَدِدُ لَهُ البَيْعَةَ في كُلِّ عَامٍ عَلَى السَمْعِ والطَاعَةِ، في السّرَاءِ والضّرَاءِ وفي المَنْشَطِ والمَكْرَّهِ"، داعيا اللهَ العَلِيَ القَدِيرَ بأَن يُوَّفِقَ خَادِمَ الحَرَمَّينْ الشَرِيفَّينْ لِمَا يُحِبُهُ ويَرضَاه، وأن يُمَّتِعْهُ بالصِحَةِ والعَافِيَةِ وطوُلِ العُمرِ لِيُوَاصِل مَسِيرَةَ الخَيرِ والنِمَاءِ.
حضر الحفل عدد من الوزراء والمسئولين المصريين والسفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر، ومديرو المكاتب ورؤساء الأقسام بالسفارة السعودية وعدد من المواطنين السعوديين المتواجدين في مصر ومجموعة من رجال السياسة والمثقفين والإعلاميين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.