لم تمر سوى دقيقتين على صعود محمد عبد الفتاح رزيق خطيب مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء، منبره ليستهل عبارات خطبة الجمعة، وكانت عن النبي (ص) في ذكرى مولده، حتى سمع وميض من النيران تنطلق خارج المسجد تجاه المصلين الذين تخطى عددهم ال 400 مُصلي، ليشاهد حالة من الفوضى وسط سقوط قتلى وجرحى من المصلين، ليسقط مغشيًا عليه ويكون ضمن الناجين القليلين من تلك المجزرة. قُتل 305 مصلين بينهم 27 طفلًا وجرح 128 آخرين في مذبحة مسجد الروضة، بحسب الإحصاءات الرسمية، في أبشع الحوادث الإرهابية دموية في تاريخ مصر، إثر هجوم قرابة ال 30 تكفيري رافعين علم داعش ويحملون الأسلحة النارية متجهين نحو المصلين في مسجد الروضة، حيث أتوا على متن خمس سيارات رباعية الدفع وأضرموا النار في سيارات المصلين، وعددها سبع سيارات حتى لا يتمكن الناجون من إسعاف الجرحى وفقًا لبيان النيابة العامة.
مسجد الروضة أكبر مساجد الطرق الصوفية الكائن بقرية الروضة التابعة لمدينة بئر العبد، حيث تبعد 50 كيلو مترًا غرب مدينة العريش و50كيلومترا شمال مدينة بئر العبد، يتردد عليه أتباع إحدى الطرق الصوفية من تلاميذ الشيخ الضرير "سليمان أبوحراز" أحد قيادات الطرق الصوفية بسيناء، الذي اختطفته عناصر من تنظيم "بيت المقدس" وقطعت رأسه العام الماضي وكان عمره يناهز ال 100 عام.
لمسجد الروضة 12 نافذة، أضرمت العناصر التكفيرية، النيران من تلك النوافذ على المصلين، في هجوم استغرق من 15 إلى 20 دقيقة، ولم تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن الهجوم، لكن أصابع الاتهام موجهة نحو تنظيم داعش في ولاية سيناء المسؤول عن كافة هجمات شمال سيناء السابقة.
والمعروف بأن مسجد الروضة، أكبر مساجد الطرق الصوفية، لهذا يتردد عليه عدد كبير من أهل القرية، من تابعي الصوفية، يقدر بنحو 400 مصل، واللافت للأنظار العداء الشديد بين الطريقة الصوفية والتنظيمات الإرهابية، ما جعلهم مستهدفين من العناصر الإرهابية والتكفيرية، بين الحين والآخر في سيناء.
وبعد الحادث الإرهابي الذي تعرض له مسجد الروضة، ليكون مستهدف من العناصر الإرهابية بتفجير عبوتين ناسفتين داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة المهاجمة بعد ذلك المصلين من خلال قذائف صاروخية من نوع آر بي جي، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد قامت الجماعة باستهدافهم مجددًا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة، من كافة النوافذ، قام أهالي القرية بفتح المسجد مرة أخرى، وقاموا بإزالة آثار دماء الشهداء وجمع متعلقات شهداء ومصابي الحادث الإرهابي، تمهيدًا للصلاة فيه يوم الجمعة المقبلة.
وأعادت شركة النساجون الشرقيون للسجاد، تأهيل وفرش مسجد الروضة بمركز بئر العبدفي العريش بالمجان، ليكون جاهزًا للصلاة.
وأكد نصر الله محمد نصر الله، رئيس مركز ومدينة بئر العبد، أن شركة النساجون الشرقيون للسجاد قامت بإعادة تأهيل وفرش المسجد، بالتنسيق مع ديوان عام محافظة شمال سيناء ليكون جاهزًا لأداء الصلاة فيه يوم الجمعة القادمة.