أبلغ وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الإثنين، أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب الذي يتزعمه مسعود بارزاني، رئيس إقليم شمال العراق بأن الاستفتاء المزمع إجراؤه في الإقليم "لايصب في مصلحة وحدة العراق". والاستفتاء المذكور غير ملزم، ومقرر عقده في 25 سبتمبر المقبل، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم (أربيل والسليمانية ودهوك)، فيما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق من عدمه. وبحسب بيان للخارجية العراقية، قال الجعفري، خلال لقائه أعضاء كتلة الحزب إن "الاستفتاء المنويّ إجراؤه لا يصبُّ في مصلحة وحدة العراق الذي خرج توّاً من حرب عالميَّة ضدّ عصابات تنظيم (داعش) الإرهابية". وأضاف "لم يُسمع من أيِّ بلد من بلدان العالم دعماً لخطوة الاستفتاء، والجميع يؤمنون أن وحدة العراق مُهمّة لاستقرار المنطقة"، مؤكدًا أن "الانفصال لا يصب بمصلحة أحد وأننا نحترم رأي المواطن الكرديّ بشرط أن يكوم ضمن الدستور". ويأتي موقف الحكومة الاتحادية بعد ساعات من إعلان الجنة العليا المشرفة على الاستفتاء بإقليم شمال العراق قرارها إرسال وفد رفيع إلى العاصمة بغداد لبحث موضوع إجراء الاستفتاء مع المسؤولين العراقيين، دون تحديد موعد لوصول الوفد. ودرج مسؤولون عراقيون على التأكيد بأن أي خطوة تخص مصير البلاد يجب أن تتخذها الحكومة الاتحادية في بغداد. وفي 25 أبريل الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه لقرار استفتاء الإقليم، وقال إنه يضيّع فرصة الإنجاز الذي تحقق في العراق طيلة السنوات ال13 الماضية، ولن يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا، واقتصاديًا، وقوميًا. كما أثار الاستفتاء مخاوف دولية من أن ينعكس سلبًا على الوضع في العراق، وخاصة أن البلد لا يزال يخوض حربًا ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.